اختار مصمم الأزياء المصري محمود أنور أن يغزل من أفكاره خطوطاً غاية في البساطة والتألق ليمنح العباءة العربية روح الحداثة والابتكار، واعتمد على خامات مترفة ناعمة من الكريب الأسود والموسولين والشيفون والحرير، إلى جانب التول والدانتيل، خاصة في عباءات السهرة واستخدم الاكسسوارات المعدنية والأحجار والتطريز بأساليب متناغمة مع كل موديل لتبرز جمال القصات وتنوعها لتظهر مجموعته متكاملة من حيث تماشيها مع الموضة.
حيث طرح المصمم المصري محمود أنور مجموعته الأخيرة من العباءات في عرض ضخم ضم عشرات التصاميم، وشاركت فيه عارضات من مصر وصربيا وروسيا، حيث جاءت العباءات معبرة عن تقديره للمرأة التي تبحث عن الأناقة والتميز من خلال عباءات راقية تحمل لمسات جمالية وفنية تتماشى مع أحدث صيحات الموضة، ولكنها تتسم بالبساطة.
دور مباشر
يؤكد أنور أن المجموعة تخاطب المرأة التي تتمسك بالاحتشام، ولكنها سيدة عصرية بكل ما تعني الكلمة تريد خامات راقية مترفة، وألوانا تساير الاتجاهات الجديدة في الموضة، واكسسوارات ناعمة تجعلها متألقة بلا مبالغة، مضيفا «ألتزم بهذا الخط منذ سنوات».
ويقول «أحرص على أن تكون القصات جديدة متنوعة لتلائم مختلف الأذواق والأعمار فهناك القصات الطولية التي تنحت القوام بصورة مميزة، والقصات العرضية والموروبة وتتميز بأنها تخفي بعض عيوب القوام».
ويضيف «رغم صعوبة الاعتماد على اللون الأسود بشكل أساسي فإن تداخل أكثر من خامة في العباءات يضفي تأثيرا مختلفا ويغير الطابع التقليدي ليحقق لكل عباءة شخصية متفردة. إلى جانب أن الأكسسوارات التي أصممها لكل موديل تلعب دورا مباشرا في إضافة ألوان زاهية مشرقة سواء عن طريق التطريز اليدوي بالأحجار أو بالكروشيه أو الكريستال أو المعادن».
ويشير أنور إلى أنه اعتمد على الشيفون الطبيعي والتول والموسولين الفاخر والجرسيه في عباءات السهرة، من خلال عباءات متعددة الطبقات أو ذات أكمام واسعة ثرية بالكشاكش، ولجأ إلى الدرابيهات المتهدلة الناعمة في بعض التصاميم والتي تعزز اللمسة الأنثوية الراقية.
ويرى أن العباءة تتميز بأن من ترتديها تشعر دائما بالراحة وحرية الحركة، وتحتفظ بالمظهر الأنيق خاصة أن لكل عباءة ما يلائمها من طرحه أو ربطة رأس تحمل نفس الاكسسوارات التي تزين العباءة، إلى جانب الأحزمة التي تجعل من ترتديها تتحكم في اتساع العباءة.
ويقول «أراعي في تصاميمي اختلاف الأعمار والأذواق بحيث تجد الشابات ما يلائمهن من أفكار بها قدر من البهجة والمرح من خلال عباءات شبابية فاخرة، وتجد المرأة الناضجة ما يلبي رغبتها في تصاميم أكثر هدوءا ورومانسية».
صباحية ومسائية
حول الاختلاف بين تصميم العباءة التي تصلح للصباح وغيرها من التصاميم التي تناسب المساء، يقول أنور «اعتمدت بشكل أساسي في عباءات الصباح على خامات مميزة تلائم وأجواء الصيف وحرارته العالية. واخترت تصاميم تغلب عليها البساطة رغم تنوع القصات حيث فضلت تجنب الأكمام الواسعة والأكسسوارات اللافتة حتى يمكن للمرأة أن تستخدم حُلي اكسسوارات مختلفة، وراعيت ألا تكون العباءة مقيدة لحركتها، وصممت لكل عباءة مجموعة من الاكسسوارات المكملة بحيث تكون هناك حالة من التناسق والتجدد في شكل العباءة».
وعن تصاميمه لعباءات المساء والسهرات، يوضح «أستخدم الألوان بحرص شديد بحيث لا تفقد العباءة السوداء جاذبيتها وسحرها فاللون الأسود ملك السهرات ولذلك يكون تسلل أي لون إليه واضحا ولافتا، وهي معادلة شديدة الحساسية أن تمنح العباءة السوداء الإضاءة والبريق مع ألوان الصيف المشرقة التي يرشحها ملوك الموضة في العالم، بشرط أن تبقى العباءة زيا أنيقا يحتفظ بطابعه الهادئ الناعم».
ويضيف «هناك أسماء كثيرة دخلت مجال تصميم العباءات، وقد يندفع بعض المصممين لتقديم ألوان صاخبة وموديلات جريئة بهدف الابتكار والتجديد، ولكني أجد تحديا ومتعة في أن أحتفظ باللون الأسود الداكن وأطعمه بحليات واكسسوارات ملونة لا تحتل مساحة كبيرة من التصميم، وأفضل استغلال القصات الجديدة لتطوير العباءة».
ويؤكد انه يختار الخامات الحديثة المميزة التي تنتجها مصانع النسيج بتقنيات متطورة تجعلها تحتفظ بقيمتها لسنوات من دون أن يتأثر مظهر العباءة، مشيرا إلى أنه ينصح عميلاته دائما بأن يتعاملن مع العباءة بحرص، حيث يجب أن يتم غسلها يدويا في سائل خاص، وألا تتعرض للشمس المباشرة أثناء تجفيفها. ويفضل أن تعلق بعد ذلك على شماعة مبطنة داخل خزانة الملابس، وتغلف بحافظة طويلة من البلاستيك لتبقى الأقمشة الناعمة والأكسسوارات بعيدة عن أي احتكاك مع غيرها من الملابس.