غالبا ما تأتي مجموعات دار الأزياء الإيطالية «دولتشي آند غابانا» قوية، مفعمة بالروح والتأثير، لا يمكن سوى ملاحظة تسلسلها وقدرتها على أن تدخل المتابع في عالمها الخاص، بعيدا عن التقييم والتحليل، هي مجموعة من قطع وتصاميم، تكوّن لوحة واحدة متكاملة، قرر مصمما الدار أن يستلهما سحرها من طبيعة وسحر وأصالة صقلية الإيطالية، بينما تحولت شمس هذه المنطقة القروية، إلى ذهب ازدانت به التصاميم، الباروكية شديدة الغنى.

ففي مجموعة خريف وشتاء 2012 ـ ،2013 كان الدانتيل، كحاله في معظم مجموعات الموسم، هو السائد ملكا على جميع الخامات، بنقوشه المعرقة والمتسلقة بين مساحات التول الشفافة، إضافة إلى التول المطرز والمنقوش، فكانت شفافية القماش المخرم المترف، وما يكشفه من أجساد العارضات، جزءاً من الفكرة التي اختفت أغلب الأوقات تحت التطريزات والنقوش الذهبية، أو الملونة السميكة، والمعتمدة تارة على النقوش الباروكية الصقلية القديمة، أو على نقوش الورود القروية الملونة، أو من الرسومات واللوحات الملائكية التي تزدان بها أسقف وقبب القصور الإيطالية القديمة، أو تلك المزينة بتطريزات من نقاط صغيرة مستوحاة من ديكور غرف الطعام في الحقبة الباروكية، بمجموعة كثيفة التفاصيل، قوية الألوان والتأثير، لا يمكن سوى أن تعلق في الذاكرة.

دمج

على الرغم من اعتماد الدار على طرق وأفكار التزيين الباروكية الغارقة في التفاصيل، إلا أنها دمجت بذكاء مع القصات العصرية المطورة، التي يمكن وصفها في الأغلب بأنها مكشوفة أكثر من اللازم، والتي قد لا يتناسب معظمهما إلا على منصة العرض، إذ اعتمدت الدار فكرة السراويل القصيرة جدا، فوق قمصان كلاسيكية القصات، إضافة إلى تقديم أفكار متنوعة من تنانير قصيرة تصل إلى الركبة أو ما فوقها قليلا، أو فساتين ضيقة كانت، أو واسعة مستقيمة، أو تلك المعتمدة على قوالب ومشدات ضيقة على الجذع مع تنانير منفوخة مستديرة، أو الضيقة بالكامل من قماش الدانتـيل الشفاف والواصل حد الركبة، أو مجموعة كبيرة من المعاطف الواسعة والطويلة، المزينة بالنقوش المذهبة ذاتها.

قمصان

ركزت المجموعة على تقديم مجموعة كبيرة من القمصان، التي مالت إلى القصات والأفكار الكلاسيكية ذات الرقبة المغلقة والياقات الرسمية، أو الرقبة العالية المكشكشة المزينة بأشرطة سوداء من الحقبة الباروكية، إضافة إلى القمصان المزينة على كامل الجذع بكشكشات دقيقة وكثيفة، أو تلك الحريرية الناعمة بلونها العاجي السادة، بتجمع بسيط للقماش على الكوعين، وياقات من الدانتيل المخرم الأبيض، بينما ساد الأخير على كامل الجذع بشفافيته، مندمجة مع أكمام حريرية ناعمة، أو تلك الشفافة من التول الأسود الكامل، برقبة عالية مكشكشة وأكمام طويلة ذات كشكشة ناعمة على الرسغ، بحدود طولية على كامل الجذع من أشرطة الدانتيل الأسود المخرم، بينما يتزين الجذع بتطريزات باروكية ملونة، إضافة إلى قمصان من الدانتيل الأبيض الكامل، تزين فيه الجذع بتطريزات فضية سميكة من خيوط لماعة مزينة بمجموعة من الأحجار الياقوتية المنتشرة على التطريزات الواصلة حتى الكتف.

إضافة إلى ذلك، شملت المجموعة قمصاناً من الدانتيل الأبيض التي بدت أقرب إلى فكرة السترة ذات الياقة الصغيرة المستديرة، والأزرار السوداء الكبيرة والجيوب الصغيرة من القماش الأسود المحاك، ومجموعة من قمصان قطنية بدت صقلية قروية أكثر من اللازم بطبقة كبيرة تصل أسفل الصدر مزينة بحدود من الدانتيل الأبيض، وأكمام طويلة تتجمع على الكوع وتتزين بطبقتين من الكشكش المشابه بفكرته، ومجموعة من القمصان الشيفونية السوداء المطبعة بالرسومات الملائكية الملونة على الجذع.

«مايوهات»

اعتمدت المجموعة فكرة الـ«جمبسوت» القصير جدا، أو الأقرب في فكرته الى المايوه، من خامات البروكار السميكة المعرقة، والتي غالبا ما قدمت ضيقة أقرب إلى فكرة القالب الثابت على الجذع، والمزين بالتطريزات السميكة الذهبية، أو المشغولات الذهبية من قطع بارزة متعددة الأشكال، سواء على القطع ذاتها، أو على الفساتين أو التنانير الشفافة الطويلة حد الركبة، فكانت أشبه بالقطعة الرئيسة في كامل المجموعة، إضافة إلى السراويل القصيرة جدا التي قدمت مع القمصان الواسعة والضيقة.

فساتين

لا يمكن حصر عدد القصات والأفكار التي اعتمدتها الدار لفساتينها في المجموعة الأخيرة، والتي تفاوتت بين الواسعة المستديرة، أو المستقيمة، والضيقة الطويلة حتى الركبة وأسفلها، أو فوق الركبة، أو المزينة بجذع ضيق وقالب للصدر بحمالات ثابتة، وتنانير منفوخة مستديرة، إضافة إلى الفساتين القروية من الدانتيل الأبيض المكشكشة بالكامل من الجذع وحتى التنورة والمزينة بمشغولات ذهبية بارزة على الخصر، أو تلك المخملية الضيقة المستقيمة المزينة بياقات ذهبية وأحزمة عريضة مشغولة أيضا، أو الضيقة من الدانتيل الأبيض بالكامل برقبة عالية مستديرة معتمدة بشكلها السادة دون تدخل لخامات أو مشغولات أخرى.

وقدمت الدار مجموعة متنوعة من المعاطف والسترات التي اعتمدت الفكرة ذاتها في النقوش والمشغولات اليدوية، والتي تفاوتت بين الطويلة الواصلة أسفل الركبة بقصتها الواسعة جدا، أو تلك ذات فتحات لخروج اليد دون وجود أكمام، أو تلك المعاطف الطويلة الواسعة دون أكمام بياقات صغيرة مستديرة وأزرار كبيرة على طول المعاطف بدت قديمة بقصتها لتوحي بالغموض والهدوء، أو تلك ذات طبقة الصدر المستديرة المنسدلة والأحزمة الضيقة على الخصر والأزرار الكبيرة بشقوق جيوب جانبية، قدمت من الصوف الناعم والصوب ذي الوبر السميك، ومن الفرو المطبع بطبـعات جلد الـنمر، أو تـلك السوداء السادة، أو من البروكار السميك المبطن والمعرق بنقشات مستوحاة من نقوش المجموعة.

أسود

كان اللون الأسود، هو اللون الغالب على معظم قطع المجموعة، بشكله السادة أو مع تداخل طبعات ملونة هنا وهناك، بينما اعتمدت الدار اللون الأبيض العاجي، والبيج، والفضي، والذهبي، والطبعات الملونة للوحات مستوحاة من الحقبة الباروكية، بينما كان لون البشرة الظاهر من أسفل الخامات الشفافة، مساهما كبيرا في ألوان المجموعة الخريفية، والتي على الرغم من شفافيتها وصعوبة ارتدائها من عامة النساء، فإنها تكوّن جزءا رئيسا خارجيا فوق بطانة سوداء ضيقة.

إكسسوارات

تلعب الإكسسوارات دورا مؤثرا في تشكيلة خريف وشتاء 2012 ـ ،2013 وهي تجمع بين الأقمشة المخرمة مع الأحـجار الكريمة والزهور المصنوعة وفق أسلوب مقاطعة «كابوديمونتي» الإيطالية، وتتضمن الإكسسوارات أقراطا مزدانة برسوم الملائكة، وعصابات للرأس، وأمشاطا صغيرة للشعر، تم ترصيعها بالأحجار الكريمة والمطرزات، إضافة إلى الأحذية النسائية المصنوعة من مواد متنوعة، والأحذية التي يصل طولها إلى حد الكاحل وأخرى مزودة بأحزمة ويصل طولها حد الركبة.

وتكتمل أناقة إكسسوارات التشكيلة مع حقائب اليد «ميس سيسلي» و«دولتشي» التي تتوافر بجلود وتصاميم متنوعة.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *