أنوثة متقدة وأناقة جريئة برزت خلال عروض أزياء خريف وشتاء هذا الموسم مع تألق الجلد في تصاميم ترضي غرور المرأة، وتعكس ميلها إلى لفت الأنظار ليصنّف بذلك من أساسيات هذا الموسم.

في مجموعة المصممة باربارا بوي، جاء يلف القامة بجرأة وأناقة في بنطلونات ضيقة جدا، بينما تميز بأسلوب الستينات في مجموعة سيلين، بسيطا في مجموعة بوتيغا فينيتا، جريئا في مجموعة «كلوي» وبالأنوثة لدى هيرميس، حيث تألق في جاكيتات قصيرة ومعاطف متوسطة وأخرى طويلة، ومزدانا احيانا بالفرو لإضافة لمسة فاخرة.

حتى شانيل استعملته في تنوّرة بثنية عريضة في الوسط لتسهّل الحركة، وقد تناغم برقة مع بوليرو باللون الزهري.

استعمال الجلد ليس جديدا، فقد وجدت بعض القطع منه في مصر تعود إلى 1300 سنة قبل الميلاد، وكثيرا ما شكّل مادة أساسيّة في حياة الإنسان.

رافقته في مسيرة تطوره منذ ما قبل التاريخ، لأنه كان المصدر الذي يقيه من تقلبات الطقس.

وتطوّر ليشكل قطعة أساسية ضمن عتاد المحاربين الرومان فكان الدرع التي تقيهم الأسهم القاتلة.

ويعود الفضل إلى الأوروبيين في تطوير عملية دباغته وصباغته، بحيث رصد الباحثون أوّل مشغل للدباغة في بريطانيا في القرن الثاني عشر.

وتطوّرت أساليب تطويع الجلد وطرقه مع مرور الزمن، مما جعل هذه المادة قابلة للتفنن والابتكار والانتقال من كونها مادة لصنع الأحذية والحقائب الفاخرة فحسب، إلى خامة ترسم أفخر الأزياء أيضا.

فالدباغة الحديثة تصقل الجلد الخام بمواد تخفي الثقوب الطبيعية التي يخلفها الحيوان، لتدخل من بعدها ضمن عملية كيميائية معقدة لتليينه وتنعيمه، حتى بات بالإمكان تعديل سمك الجلد واللون ودمغه بالشعارات الخاصة بدور الأزياء الراقية ليرسل بعدها إلى المصانع المختصة لابتكار تصاميم من جاكيتات وسراويل وغيرهما.

وتتأثر جودة الجلد بعوامل عدة منها عنصر الجينات وعمر الحيوان، فكلما كان متقدما في السن برزت الخطوط والثقوب على القطعة.

فبسبب تعدد المصادر والجينات، فإنه من الصعب توفر قطعتين من الجلد متطابقتين، مما يجعله من الخامات الفاخرة.

وللعوامل الطبيعية أيضا كالبرد والحر والجفاف تأثير مباشر عليه وعلى حفاظه على جودته.

أما أبرز ما يميّزه فيبقى أنه لا يتمّزق بسهولة ويقاوم الماء ويحمي من الحر كما البرد والهواء، لما يمتاز به من قدرة على الحفاظ على حرارة الجسم الطبيعية، مع أنه قابل للتمدد ليأخذ شكل انحناءات الجسم، يعود بعدها إلى حالته الطبيعيّة عند خلعه، ويحتاج الجلد إلى عناية خاصة للمحافظة على لمعانه وليونته.

نصائح للحفاظ على الجلد

– بتجنّب استخدام مواد التنظيف الخاصة بالأحذية والصابون وزيت المنك، لأنها تحتوي على مواد تعرّض الجلد للتلف السريع.

– ينصح بتجربة أي منظّف خاص للجلد في منطقة غير ظاهرة قبل استخدامه على كامل القطعة للتأكد من عدم تأثيره السلبي.

– عدم ترك الأشياء الثقيلة مطولا داخل الجيوب كحمالة المفاتيح مثلا حتى لا تتلف القطعة.

– ينصح أيضا بتجنّب رش العطور والبخاخ الخاص بثبيت الشعر مباشرة عليه، لأنه يحتوي على مواد تتلفه.

– في حال تمزّق الجلد، لا ينصح باستعمال لصقات عادية لترقيعه، بل ترك الأمر للمختصين.

– لتنظيف الجلد أيضا طرق خاصة، ففي حال تعرّضه للماء يستحسن تجفيفه عبر المسح بقطعة قماش جافة، أما في حال تعرّضه لمياه الأمطار فالأفضل تمرير قطعة مبللة بالماء العذب على القطعة وترك الجلد ليجف في الهواء الطلق.

– يجب تفادي وضع الجلد المبلول في النشافة الكهربائية وتركه يجف في حرارة الغرفة.

– للتنظيف الكامل، يستحسن إرساله إلى مصبغة مختصة بتنظيف الجلود، لأن التنظيف العادي يجرّد الجلد من زيوته الطبيعية مما يتسبب بتشققه وبهتانه واحتمالية انكماشه، كما يفضّل إرسال البزة بالكامل حتى يبقى اللون متناغما بين الجاكيت والتنورة أو السروال.

– لحفظ الجلود أصول يجب التقيّد بها، كأن توضع القطع على علاّقة عريضة من الخشب أو البلاستيك أو تلك المبطنة بالقماش، لقطع الطريق على نشوء ثنيات يصعب التخلص منها لاحقا، وأن تحفظ في أماكن باردة وجافة، مع تفادي الأماكن الحارة كوضعها مباشرة تحت أشعة الشمس أو قرب أجهزة التدفئة.

– يخزن الجلد في أكياس من القماش التي تسمح بالتهوية الصحيحة، فالأغطية من البلاستيك تسبب رفع الحرارة وتتسبب في جفاف الخامة.

– لإزالة الثنيات المستجدة بالإمكان اللجوء إلى المكواة شرط استخدام ورقة سميكة توضع بين صفيحة المكواة والجلد، والتنبّه إلى الحرارة التي ينصح أن تكون بين البارد والمتوسط حتى لا تؤثر في لمعان الخامة.

نصيحة

الجلد مادة قابلة للتمدد، لذلك إذا كنت تريدين إرخاء بنطلون ضيق عليك، أعمدي إلى فركه بمادة خاصة مليّنة ثم ارتداؤه طوال النهار حتى يمتص الجلد المستحضر كاملا ويصبح مريحا، كما ينصح بتكرار المحاولة على مدى يومين حتى يثبت التمدد الذي ترغبين فيه.

أفكار لأناقتك

لطلة أنيقة ومترفة مع بداية موسم جديد ينصح المختصون بإتباع الإرشادات الآتية:

– إتقان لعبة مزج المواد عن طريق إدخال الخامات الرقيقة والمنسدلة مع المواد الجامدة لإضفاء الأنوثة والرقة على الإطلالة، مثل المزج بين الجلد والشيفون.

– تجنّبي اعتماد الجلد لكامل الطلة والاكتفاء بقطعة واحدة كأن تكون سروالا أو تنورة، وإذا لجأت السيدة إلى البزة المشغولة من الجلد بالكامل فينصح بإضفاء الرقة على الإطلالة عبر اعتماد الإكسسوارات المناسبة كوشاح من الكشمير أو الفرو وحقيبة من خامة غير الجلد.

– البنطلون الضيّق يناسب ذوات القوام النحيف عموما، لأنه يضيف بعض الحجم على الجسم، لهذا تحتاجين لتنسيقه مع قميص من الحرير أو الشيفون وحذاء بكعب عال مسماري الشكل، كذلك التركيز على التزيّن بسلاسل متنوّعة من المعادن واللآلئ وحقيبة على شكل «كلاتش» أي تحمل بين راحتي اليد.

– لفترة النهار يستحسن ارتداء البنطلون الجلدي الضيّق مع قميص قطني رياضيّ (تي-شيرت) أو كنزة قصيرة من الكشمير، ويتماشى مع الطلة حذاء متوسط الطول أو عالي الرقبة يصل إلى مستوى الكاحل.

– لطلة مريحة وعصرية يمكن اعتماد بنطلون الجلد الضيق مع فستان قصير من القماش المنسدل، يكون مطبّعا بالورود وتتماشى مع الطلة حقيبة بحجم كبير.

– للواتي يتمتعن بحجم كبير في الجزء العلوي من الجسم ينصح بتبنيّ الجاكيت بزوايا هندسية غير متناسقة بهدف التمويه عن الحجم الكبير.

– تلائم الطلة تسريحة شعر طبيعيّة، لأن تأثير الجلد قوي بحد ذاته ولا يحتاج إلى من ينافسه ويتضارب معه.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *