القدوة في التربية من أنجح الوسائل في تعليم الطفل‏,‏ فهو يقلد الوالدين والمعلمين وكل من حوله‏,‏ سواء شعر بذلك أو لم يشعر‏,‏هذا ما يؤكده د‏.‏ياسر احمد نصر مدرس الأمراض النفسية بكلية الطب جامعة القاهرة‏.

ويقول انه من السهل تلقين الطفل المبادئ والقيم, ولكن من الصعب أن يستجيب لها ما لم يرها مطبقة أمامه.
فإذا كانت الأم تطلب من طفلها دائمآ أن يعيد الأدوات التي استخدمها إلي مكانها بعد الانتهاء وتكرر عليه أهمية الترتيب, وهو يجد أن والده أو إخوته لايطبقون ذلك فمن الطبيعي آلا يستجيب ويترك أدواته مبعثرة هنا وهناك, فالقدوة بما نصنعه ونتعامل به من قيم وسلوك وأخلاق, والأهم ليس خارج المنزل, وإنما داخله من حيث التعامل مع الأبناء, وأسلوب إدارة الحوار والمناقشة, وطبيعة الحياة داخل نطاق الحياة الأسرية.
 


فكيف يكون الأب قدوة وهو يتصرف أمام الناس بشكل وفي البيت بشكل, آخر, فعلي سبيل المثال فالآباء قد يكون أسلوبهم تفاهميا مع الآخرين وصوتهم منخفضا, وفي البيت الأسلوب متناقض, صوت عال, وفرض للأوامر بدون محاولة إقناع, ولا صبر في التعامل, وقد نأمر بالصدق وعندما يتصل أحد نقول لأولادنا قولوا: نحن غير موجودين. وأمثلة كثيرة أخري مما يوجد ازدواجية وعدم ثبات وضعفا في تكوين الضمير واهتزاز قيمة الحلال والحرام عند صغارنا, بالإضافة إلي صورة الأب والأم التي تظل مهزوزة, ويأتي تصور الأولاد لأبيهم أنه دائما يمارس التمثيل علي الناس, فهو أمام الناس شخص ودود وحنون ومتفهم, أما داخل البيت فهو شخصية غير محتملة, شديد وغليظ.. فمجتمعاتنا تقوم علي أسس واهية..
ويشير د.ياسر الي ان الطفل يحب المحاكاة من تلقاء نفسه, لذلك يجب أن يعلم كل أب وأم أن عامل القدوة أكبر العوامل المؤثرة في التربية, وفي تربية الطفل خصوصا, لأنه يتعلم في البداية بالمحاكاة والتقليد, وأي فعل يخالف القول سيمحو القول ويثبت الفعل.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *