يتعرض كثير من الأطفال إلي مشكلة التبول اللا إرادي وهي مشكلة تسبب أرقا للأم وللطفل لفترات بل لسنوات متعددة, ولكن ما هي اسبابه وكيف يمكن علاجه؟
يجيب عن هذه التساؤلات الدكتور فتحي خليل نوار أستاذ ورئيس قسم طب الاطفال بجامعة الأزهر ويقول: إن هناك نوعين من التبول اللاإرادي وهما نوع مستمر ونوع مؤقت. أما المستمر فيكون عادة ناتجا عن نقص هرمون في الغدة النخامية الخلفية.
أما النوع المؤقت فقد يكون بسبب مشكلة في المثانة وهذه تمثل حوالي5% فقط, أو مشكلة نفسية وقد تصل إلي نسبة من85%إلي 100%.
ويوضح الدكتور فتحي أن الطفل عادة لا يبلل نفسه ليلا من سن3 إلي5 سنوات وفي خلال هذه السنوات لا نعتبره تبولا لا إراديا, فهناك أطفال تبلل الفراش يوميا, وبعضهم يبلله3 أو4 أيام فقط. فإذا كانت هناك مشكلة في المدرسة علي سبيل المثال فإنه يبلل نفسه ليلا طوال أيام الاسبوع ما عدا ايام العطلة, أما في حالة التبول اللاإرادي يوميا فهنا يتحول الأمر إلي مشكلة. ويستكمل الدكتور فتحي: إن هناك عدة عوامل أخري مؤثرة فقد يتعرض الطفل لسخرية أمه أو أخواته, وهذا يزيد من الأمر سوءا وتتفاقم المشكلة لدي الطفل. وإذا كان أحد الأبوين قد عاني من هذه المشكلة في الصغر فإنها ستنتقل وراثيا إلي الطفل,
وفي حالة التبول لاسباب عضوية فقد تكون الاسباب لإصابته بالبول السكري, أو نقص في افراز الغدة النخامية, أو قد يكون لديه مشكلة في المثانة التي مازالت صغيرة وتحتاج لوقت حتي تستوعب كمية بول أكثر حتي سن5 سنوات. وبعد ذلك يتوقف الطفل عن التبول اللاإرادي وقد يستمر إلي6 إلي7 سنوات أو أكثر, أما لو شكت الأم في وجود مشكلة فيمكنها أن تجري له بعض الفحوص علي المثانة, وقد يعاني الطفل من مشكلة في الفقرات القطنية وفي هذه الحالة ينصح بنوم الطفل علي جنبه وليس ظهره وهي حالات نادرة جدا, أما العلاج فيتمثل في البحث عن المشكلة داخل الأسرة وبين أخواته, و هناك ما يسمي الحافز وهو أن نحفزه بشيء يحبه إذا لم يتبول علي نفسه وحاول الذهاب إلي الحمام. وعلي الأم أن تقلل من نسبة السوائل ليلا, وأن تقوم بإيقاظه ليلا من حين إلي آخر ومساعدته في الدخول إلي الحمام.
أما آخر خطوة في العلاج: فهناك جهاز صغير يوضع علي بطن الطفل في أثناء النوم لإيقاظه عندما يستشعر الطفل أنه سيتبول فيصدر الجهاز صفارة حتي يستيقظ الطفل ويذهب إلي الحمام.