ينتهي العرس الجميل بتوديع العروسين لحياتهما القديمة والتأهب لحياة جديدة أكثر استقراراً، وبانتهاء رومانسية شهر العسل وبدء الحياة العملية يفرض الواقع تفاصيله وتُنحي الأحلام جانباً، ولأن السنة الأولى في الزواج هي التي تحوي أكبر قدر من المشاكل قد تؤدي إلى الطلاق المبكر .. يقدم كريم الشاذلى ،الكاتب والخبير في مجال التنمية البشرية، مجموعة مبادئ دستورية كي تمر “سنة أولى جواز” بسلام .

يقول الشاذلي : دائما ما يمثل العام الأول في الزواج للبعض أجمل أيام العمر، ويمثل للبعض الآخر الصدمة التي أعادته إلى واقعه الحقيقي لا الواقع الافتراضي الذي رسمه في ذهنه لسنوات طوال وراح يغذيه بالأحلام والأمنيات، وقد أكدت الإحصائيات الأخيرة أن نسب الانفصال تبلغ ذروتها في السنوات الثلاث الأولى، وأنه كلما مرت سنوات إضافية على عمر الزواج يكون بنيانه أشد تماسكا وقوة، أو ربما كان هناك دوافع أخرى لتكملة مشوار الحياة ” كالأبناء والضغوط المادية والاجتماعية”، لكن مالم تخبرنا به الإحصائيات هي نسب الطلاق العاطفي والحب المفقود والتوتر والاضطراب التي تعاني منها أسر كثيرة، والتي تبدأ منذ السنة الأولى وتستمر لآخر العمر ويضيف : ولكي تمر السنوات الأولى من الزواج بسلام وهدوء، فهناك عدة نصائح لابد  للزوجين أن يتعاملا معها بوعي:

حذف التوقعات

أولا على الزوجين أن يحذفا من أذهانهما التوقعات السابقة ويستمتعا بروعة التجربة، فالزواج عملية نضج مستمر، ونحن نعيد اكتشاف أنفسنا عندما نتزوج، ونكتشف أيضا من اخترناه شريكا لحياتنا، نراه والضغوط تكبله، والهموم تمتحنه، والأيام تعبث معه، نراه غاضبا، عصبيا، حزينا، وهنا لا يجب أبدا أن “نولول” في تعاسة بأن الحب لم يعد موجودا وأن شريكنا قد تغير، إنها طبيعة الحياة عامة والحياة الزوجية خاصة، والسعادة تتأتى فيها لمن يتحمل أكبر قدر من الصدمات دون أن يفقد اتزانه أو عقله .

مبادىء دستورية

النصيحة الثانية التي يقدمها خبير التنمية البشرية تكمن أهميتها في وضع مبادئ دستورية حاكمة للحياة الزوجية يشترك في وضعها الطرفان، وضرورة حدوث ذلك منذ اللحظة الأولى. وهذه المباديء هي :

* اعتماد سياسة الحوار وتطبيقها على أي شيء في الحياة الزوجية.

* احترام الآخر مهما كنت غاضبا.

* حفظ الخصوصيات الأسرية بعيداً عن ألسنة ومسامع الآخرين، حتى لا تخرج المشاكل عن جدران البيت لأن تدخل الأهل يزيد من التوتر.

* ألا ينام أحد الزوجين وفي صدره شيء من الآخر.

* أن يضيف الزوجان فوق هذه المبادئ ما يرونه مناسبا لهما، المهم أن يلتزم كل طرف بها وأن يدفع شريكه نحو الالتزام ويذكره بلطف إن نسي بندا منها .
تقبل الآخر

ويناشد الشاذلي كل طرف في نصيحته الثالثة بتقبل الآخر وتفهم طبيعة الاختلاف، وأن يعي كل منهما أن الآخر جاء من بيئة وأسرة وواقع مختلف تماما عن الآخر، واكتسب طريقة تفكير وتعامل مع الحياة والأحداث تختلف عنه، ومن البديهي أن يحدث خلاف بينهما أو يرى أحدهما مالا يراه الآخر.
ويشير أن الحوار والتغاضي عن تلك التصرفات هو الحل الأمثل في هذه الأحوال طالما أنها ليست مهينة، والأهم ألا يدفع هذا أحد الطرفين للتشكك في أنه” اختارغلط من الأول” !

دور المؤرخ

النصيحة الرابعة التي يوجهها للعروسين ألا يلعبا دور المؤرخ.. يقول في ذلك: لا يجب أن نسجل الأخطاء في أذهاننا لنخبر الآخر بها كلما سنحت الفرصة، العرب يقولون ” التغافل من شيم الكرام” والتغافل ليس معناه التسامح وإنما يعني أن نغض الطرف عن الخطأ مهما كان واضحاً، وأن نمرر بعض ما يؤلمنا ويزعجنا بغية الحياة بهدوء، فلكل منا عيوب وأخطاء وإن لم نغفر للشريك ونتغاضى عن المشاكل لن يغفر هو بدوره وستتفاقم الخلافات .

اختلاف النوع

النصيحة الخامسة والأخيرة هي ما أكدت عليه كثير من مدارس علم النفس من أن الرجل يختلف عن المرأة في طريقة التفكير والتحليل، والتعبير عن الحب وتلقيه، وإدارة المشكلات، والخطأ الذي يقع فيه الكثيرون هو مطالبة الطرف الآخر بأن يدير الحياة بنفس الأسلوب، مغفلين  اختلاف الطبائع بين الجنسين التي تفرض نوعاً من الاختلاف في التفكير والسلوك.
وفي النهاية ينصح الشاذلي كل زوج في هذه النقطة تحديداً بأن يقرأ ،على الأقل، كتاباً عن الاختلاف النفسي أو السيكولوجي بين الرجل والمرأة .

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *