دخلت مصممة الأزياء المصرية سمية الظواهري عالم الأزياء الراقية والأناقة من خلال موهبتها التي ظهرت بالصدفة قبل 15 عاما، عندما كانت تستعد وهي طالبة بالمرحلة الثانوية لحضور حفل زفاف إحدى قريباتها، وفوجئت بأنها لا تجد الفستان المناسب الذي يمكنها من حضور السهرة، وبدأت وضع أول تصميم لفستان سهرة خاص للمحجبات، واستحوذ على إعجاب كل الصديقات والأقارب ثم بدأت دراسة كل فنون “الهوت كوتيور” وألمت بها، وبعد تخرجها في كلية الفنون الجميلة أسست أول دار أزياء في القاهرة وهي دار أزياء للمحجبات تقدم لهن فساتين السهرة والزفاف والخطبة، إلى جانب الاكسسوارات مثل الحقائب والأحذية والشال والطرحة.

حيث أطلقت سمية الظواهري، مؤخرا، أحدث مجموعاتها لفساتين السهرة والزفاف، وضمت العديد من التصاميم والأفكار الجريئة المبتكرة والألوان المشرقة الزاهية، واعتمدت على الخامات المترفة الناعمة كالحرير والشيفون الطبيعي والدانتيل والتول والأورجانزا إلى جانب التفتاه والساتان والشينتونج.

الطابع الأنثوي

عن أهم ما يميز مجموعتها الجديدة، تقول الظواهري “استوحيت أفكار الموديلات من تراثنا الثقافي العربي إلى جانب تأثري بالطبيعة بكل ملامحها، وحاولت مزج المجموعة بين الذوق الشرقي والاتجاهات الجديدة في عالم الموضة”.

وتضيف “بعض التصاميم بها أفكار مستوحاة من الأزياء الفرعونية بتوظيف جديد تماما، وأخرى توقفت فيها أمام الأزياء التراثية في عالمنا العربي، والتي تحمل سمات مميزة لمنطقة معينة وظل الخط الرئيسي الذي يربط الأفكار المتنوعة هو حرصي على أن تحتفظ المرأة بالطابع الأنثوي المميز، والذي عبرت عنه في قصات جديدة تبرز جمال القوام وتخفي بعض العيوب”.

وترى أن المرأة العربية يجب أن ترتدي أزياء تعبر عنها وتنتمي إليها من دون أن تخاصم الموضة، وتختار ما يناسبها من خامات راقية وحديثة، وألوان جذابة تنعكس على بشرتها الخمرية بشكل جذاب. وعن الألوان التي ترشحها لسهرات الربيع والصيف القادمين تقول: اخترت الاورانج بدرجاته والسيمون والبوادروز والأزرق الملكي والألوان المشرقة الزاهية بشكل عام. وتشير الظواهري إلى أن المجموعة بها موديلات تخاطب المرأة الكلاسيكية، وأخرى تؤكد الطلة الرومانسية وهناك عدة تصاميم تتسم بالجرأة لتجد كل شخصية ما يلائمها وتشعر بالرضا عما ترتديه والمجموعة بكاملها من وحي الثقافة العربية والتراث الثري المتنوع للأزياء في الدول العربية، ولعبت الأقمشة وتداخل الألوان دورا في تحقيق تناغم المظهر.

المرأة العربية

تبرر الظواهري انحيازها للقصات المتعددة والمتداخلة بأن قياسات المرأة العربية تختلف عن الغربية واستخدام القصات والدرابيهات بأشكال وأحجام متنوعة يسمح بالتغلب على بعض العيوب. كذلك فإن الاعتماد على الطبقات المتعددة يمنح عددا من الموديلات شكلا مميزا يسهل توظيفه وتغييره تبعا لطبيعة القوام وطول القامة. وعن تخصصها في أزياء السهرة للمحجبات، تقول “المرأة المحجبة لها تصاميم خاصة بها ولا بد أن يكون فستانها مميزا فإذا كان الاتجاه العالمي هو البساطة فإن مساحة فستان المحجبة بالأكمام الطويلة والصدر المغلق تجعل التصميم مهما كان رائعا بحاجة إلى أكسسوارات رقيقة تضفي عليه التألق والبريق لذلك استخدم التطريز بأشكال جديدة، حيث يتم توجيه العين إلى حركة القماش واحيانا استعين بالجلود أو الأحجار الشوارفسكي أو العملات المعدنية”. وتضيف “يتوقف اختياري لنوعية الأكسسوار على الأنسب لكل فستان فقد تكون الأخشاب أو التطريز بخيوط السريما ملائمة لموديل معين، والمهم أن يكون هناك تناغم وانسجام بين التصميم وطبيعة الأكسسوارات لتتكامل الفكرة”.

وتؤكد “لدينا في العالم العربي جيل جديد من المبدعين والمصممين لدى كل منهم خط يميزه، ولذلك أصبحت للموضة في أزياء المحجبات خصوصيتها وفرض مصممو المحجبات أفكارهم وحضورهم في العديد من أسابيع الموضة في العالم وحقق عدد منهم نجاحا لافتا”.

عروس 2012

حول فساتين الزفاف، تقول الظواهري “عروس 2012 لديها اختيارات واسعة فالثوب الأبيض الناصع سيظل على مر العصور له مكانته وعشاقه، ولكن كنوع من التجديد اتجه البعض إلى الأوف وايت وأحيانا الفضي الهادئ. وسيظل ثوب العروس يعبر عن شخصيتها ورغبتها فهو يوم تتويجها، وهي وحدها صاحبة القرار في الشكل الذي تريد أن تبدو عليه، ولذلك قدمت الفستان الضخم المنقوش إلى جانب الايفازيه أو الثري بالقصات والحركات، والمهم إعادة رسم الجسم وتشكيله لتبدو متناسقة ومبهرة”. وتتابع “أميل لاستخدام الدانتيل والشيفون، وأنحاز للطلة الرقيقة في تصميم الزفاف، وأهتم بأن يكون بالصدر والأكمام تفاصيل جمالية تميز ثوب العروس المحجبة عن غيرها”. وتوضح أنها استخدمت بعض الألوان الهادئة مع ثوب العروس بطرق فنية متنوعة بحيث يدخل الروز أو الموف الفاتح مع الأبيض من خلال حركات فنية بسيطة سواء عن طريق الاستعانة ببعض الأحجار الملونة في التطريز أو كطبقة من الأورجانزا أو التول أسفل طرحة العروس. وتصف الأشكال المتنوعة من غطاء الرأس والتي طرحتها مع أزياء المجموعة بأنها جزء مهم ومرتبط بالفستان، ويؤثر عليه، لذلك تستعين بفريق من الفنانين الذين يتبارون في تقديم تصاميم غير تقليدية لغطاء الرأس منها الطرحة أو الشابوه (القبعة) لتتمكن المرأة المحجبة من تغيير طلتها في كل سهرة، وتعطي الفستان روحا جديدة من خلال تغيير بسيط في الأكسسوار وغطاء الرأس.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *