بعد فترة من الزواج وخبو حرارة الشوق والتأجج والحماس من العلاقة، قد يكون من التحدي ان تحافظي على التواصل والحميمية العاطفية مع زوجك. فما ان تغمرك حياة الامومة، حتى تضيعي بين روتين الحياة اليومي وزحمة الطلبات والاعمال. فانت منشغلة بعملك الصباحي وقيامك على رعاية البيت والاولاد، وقد لا يسمح وقتك كأم وزوجة وموظفة، أو تقل فرصة الحفاظ على ارتباطك وحميميتك مع زوجك. لكن يجب عليك ان تبذلي جهدا وتركزي في رعاية وصيانة علاقتك مع زوجك بالقوة نفسها التي تركزين فيها على الامور الاخرى في حياتك.

استعملي طرقا بسيطة وايماءات غير مباشرة او تعبيرات حب كبيرة حتى تظهري لزوجك اهتمامك وحبك له. وهناك عدة طرق يمكنك تجربتها للفت انتباهه وتوثيق العاطفة والاتصال الدائم معه، مثل:

1 – ضعيه نصب عينيك دائما، واعتبريه من اولياتك اليومية. فلا تضحي به على حساب اولية اخرى، كالعمل او رعاية المنزل او الاولاد. وهذا سيجعله يشعر بأهميته ومكانته الكبيرة لديك. وبما انك تظهرين له أنه اهم ما لديك وان له دورا مهما في حياتك، فسيشعر بالقرب اكثر منك.

2 – اكتبي وذكّري نفسك بانه يجب عليك تخصيص وقت لشريك حياتك بشكل يومي. وضعي هذه الملاحظة في مكان مخفي حتى تريها انت فقط، مثلا في محفظتك او حقيبتك او كملاحظة سرية في هاتفك. وفي كل مرة ترين هذه الملاحظة قومي بشيء رومانسي ومندفع مثل اعطاء زوجك ضمة او قول شيء جميل له مثل «حبيبي انت الغالي»، او الاتصال به لتقولي له انك تفكرين فيه واشتقت إليه.

3 – قومي بشيء بسيط لتظهري له اهتمامك، مثل شراء بطاقة رومانسية في طريقك الى المنزل، الاستيقاظ مبكرا لإعداد الافطار والقهوة حتى تتناولاها معا وتتحدثا، زيارته في مكان عمله بشكل سريع لشرب القهوة. ويمكن ان يكون الامر أكثر حميمية، مثل مفاجأته بتذكرة لمسرحية او رحلة سفر او بأمر يحبه. فهذه الافعال تتحدث بصوت عال وتريه أنك تهتمين به وتحبين ان تفرحيه.

4 – خصصي وقتا تقضيانه معا من دون الاطفال وأسميه «الموعد»، على الاقل مرة في الاسبوع. فتختليان ببعضكما خلال وجبة عشاء او حضور فيلم سينما او المشي على البحر. فهذه الخلوة مفيدة لتذكركما أنكما شريكان، وبخصوصيتكما.

5 – ادعميه في ما يريد تحقيقه وفيما يهمه. فلو كان من المهتمين بمباريات القدم والاعمال الخيرية وهواية رياضية، اظهري له اهتمامك وشاركيه الامر. فإظهارك الاهتمام والمشاركة وحب ما يقوم به سيشعره أنه مميز ويزيد الارتباط والتفاهم بينكما، كما سيتيح لك فرصة للقيام بأمر معا كفريق وشريكين.

 

نصائح لفتح قلبه

قد يعتبر فتح قلب زوجك والحفاظ على التواصل الروحي معه تحديا، خاصة ان كان من النوع الذي يبقي مشاعره وافكاره لنفسه. لذا من المفيد ان تقومي بعدة أمور لتزيدي من قابلية زوجك للتعبير وفتح قلبه لك. فابتكري فرصا واعطه مساحة امان من خلال التالي:

ابدئي الحوار

لا تنتظري ان يبدأ هو بذلك. قولي له انك تحبين ان تقومي بأمر ممتع وسهل سيجعلكما أكثر قربا من بعض. وقارني الامر بأعمال الصيانة التي يجب القيام بها دوريا على السيارة حتى لو كانت لا تشكو من علل. وبهذه الطريقة لن تخيفيه او تبدي له بأنك حزينة وانت تقترحين عليه بناء الحميمية والتواصل العاطفي.

صارحيه.. لكن بمرح

ما رسي الامر كلعبة صراحة، فقولي له اكثر امر تحبينه وتفضلينه في علاقتكما معا، ثم اخبريه بأمر يقوم به ويسبب لك الازعاج او مشكلة. بعدها اعطه الدور حتى يقول لك أمرا يحبه فيك او اكثر ما يفضله في العلاقة وأكثر امر يزعجه.

ولا يجب ان يكون ما تناقشانه مشكلة كبيرة، بل امرا بسيطا مثل: «اتمنى لو كنت تساعدني اكثر في البيت او تقضي وقتا اقل في الخارج». فالهدف هو أن تبدأوا الحوار حول امر صادق وصريح، لكنه آمن وغير مهدد للعلاقة. وحاولي ان تكوني مفتوحة الذهن ومرنة بقدر الامكان ولا تنسي ان تجاريه في الحديث. بل اجعلي الحوار مرحا وغير مهدد او مضاد له. واحرصي على انخفاض نبرة صوتك وان تدل على التعاطف والمحبة.

شاركيه ذكرياتك

اقضي 30 دقيقة لسرد قصص ومراحل من الماضي بشكل يومي لمدة أسبوع. وتذكري معه طفولتك واصعب المواقف التي مررت بها او اكثرها فرحا، ثم اعطه الدور ليسرد لك ما يتذكره.

وخلال ذلك يجب على كل منكما ان يسأل 3 اسئلة حتى يساعد الاخر على التعمق في ذكرياته. واذا وجد زوجك صعوبة في ان يسرد لك ذكرياته ويشاركك مشاعره خلالها، فذكريه أن هذا الزواج يعني أنكما شركاء في الحياة، والتعرف على بعضكما بشكل أكثر عمقا يمكن ان يقوي ارتباطكما وشراكتكما. وذكريه أنك تحبين ان يتعرف عليك اكثر، فهو اقرب اليك من اي شخص آخر في حياتك.

وبعد ان قمت بمشاركته بهذه القصص لمدة اسبوع او اسبوعين، شاركيه في سر حقيقي لم تذكريه له من قبل، وقد يكون ذكرى موقف مؤلم او محرج او غير متوقع وغريب. وكوني عاطفية بقدر ما تحتاجين خلال سرد القصة. فهذا الضعف وفتح القلب والمشاركة العاطفية ستزيد من احساسه بعاطفتك ومشاركتك له، وستشجعه على ان يظهر لك نفسه وضعفه ومشاعره عندما يحين دوره. لكن تذكري ان تنتظري الى ان يكون مستعدا لذلك.

تواصلي معه جسدياً

اقترحي أن تجربا القيام بأمر مختلف في غرفة النوم. فقد وصلتما الى مرحلة تبادل الدور في افشاء كل الاسرار والتواصل الفكري.

وتعد المشاركة في الحاجات الغريزية والخيال من الامور المحرجة والمخيفة احيانا، لكنها ايضا ستعبر بكما الجسر الفاصل ما بين التواصل العاطفي والاتصال الجسدي. فالارتياح والتواصل الجسدي يعتبران طريقة مهمة لبناء العاطفة والثقة عند الرجل. وفي حالة اقترح عليك زوجك القيام بأمر لا تريدين ان تقومي له، اعلميه ان الفكرة تجعلك تشعرين بعدم الارتياح، لكنك ستضعين الامر في بالك وتفكرين فيه. ولكن لا يجب عليه ان يتردد في طرح افكار اخرى.

اهتمي بخططه

خططا لمستقبلكما معا، وقوما بكتابة الامر معا، او على الاقل احتفظا بذكريات مادية (قصاصات وكروت وملاحظات) لأمور تقومان بها معا. يقترح ان تقوما بتسجيل الامور التي تريدان القيام بها معا والاماكن التي تودان زيارتها والتغيرات التي تريدان عملها. فتوثيق كتابة امور تخططان للقيام بها كشريكين ستجعل هذه الافكار والصور في بالكما. وهو ما سيعزز من تواصلكما العاطفي والروحي ويشعركما بأن كلا منكما يهتم بخطط الآخر.

في حالة!

– اذا اعتقد زوجك ان هذه الامور مضيعة للوقت، فذكريه بانك امر مهم ورئيسي في حياته، لذا فإن اخذت من وقته عدة دقائق يوميا لأداء امر معا، فإن ذلك سيساهم في جعلكما أكثر قربا وسيثري علاقتكما.

– ان تشجعي الزوج وذكر لك امورا لا يفضلها فيك او يريد تغييرها فيك، فلا تشعري بانه يهاجمك او يستفزك. فكل ما تريدينه هو ان يكون صادقا وصريحا معك، لذا امني له مساحة كافيه ليكون فيها آمنا من ردة الفعل. واحرصي على عدم الحكم او التشاجر او المجادلة وتقبلي مشاعره.

– لا تتوقعي ان يكون زوجك منفتحا عاطفيا وروحيا مثلك. فان كنت تبكين فذلك لا يعني أنه سيبكي معك ايضا. وثقي بأن لديه مشاعر حتى لو لم يكن يظهرها. فالرجال بطبعهم لا يعبرون عن انفسهم مثل المرأة، لذا يجب ان تعطيه مساحة كافية وتعلميه التعبير عن نفسه بالطريقة التي يحتاجها.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *