يُعد سرطان الجلد من أكثر أنواع أمراض السرطان شُيُوعاً في عدد من البلدان، ففي الولايات المتحدة الأميركية يتم تشخيص أكثر من 3.5 مليون حالة سرطان جلد سنوياً. وفي بريطانيا، يتم تشخيص مئة ألف حالة كل عام. وفي أستراليا، يتلقى أكثر من 435 ألف مصاب تتراوح أعمارهم ما بين 44-15 سنةً العلاج. وعندما يتم تشخيص المرض في وقت مبكر، فإنه يكون قابلاً للعلاج بسهولة، لكنه يُصبح مُهدداً لحياة المريض إذا اكتُشف في مرحلة متأخرة.

يعتقد الخبراء أن العديد من أنواع سرطان الجلد يُمكن تفاديها واتقاؤها بتعويد النفس على سلوك واحد بسيط وهو تجنب التعرض للشمس. وبينما يُعد التعرض لكميات قليلة من أشعة الشمس مفيداً للإنسان من حيث استثارته الجلد لإنتاج فيتامين «دي»، فإن التعرض لأشعة الشمس لوقت طويل يزيد احتمال الإصابة بمرض سرطان الجلد. ويُلقي الأطباء اللوم على الأشعة فوق البنفسجية

، فهذه الأشعة تخترق البشرة وتُسبب لها حروقاً وتُتلف جينات داخل الخلايا الجلدية. وفي نهاية المطاف، يبقى التلف الجيني الذي تُسببه الأشعة فوق البنفسجية هو الذي يُعرض صحة الشخص للخطر. وفيما يلي بعض الإرشادات لتقليل مخاطر الإصابة بسرطان الجلد:

◆ تجنب التعرض للشمس وقت الظهيرة. فأشعة الشمس فوق البنفسجية تبلغ ذروة خطرها وقدرتها على إتلاف الخلايا الجلدية خلال الفترة ما بين 10 صباحاً و3 بعد الظهر من كل يوم.

◆ احرص على ارتداء ملابس تقيك حر الشمس عند مغادرة بيتك. فالقمصان طويلة الأكمام والبناطيل الطويلة تحمي البشرة من أشعة الشمس. لكن ينبغي التنبيه إلى أن درجة الوقاية تختلف وتتباين حسب نوع قماش القميص والبنطلون. وعموماً، تبقى الملابس داكنة اللون والثقيلة والجافة والمنسوجة بشكل كثيف وغير النفاذة هي أفضل ما يقي من أشعة الشمس الضارة.

◆ القبعات تُساعد على الوقاية من أشعة الشمس، لكن يجب العلم أن كميات كبيرة من ضوء هذه الأشعة المنعكس يصل إلى وجهك على الرغم من ارتدائك القبعة.

◆ قبل مغادرة المنزل، احرص على استخدام أحد المستحضرات الموضعية الواقية من الشمس على أجزاء جسمك المكشوفة، شرط أن تكون معتمدةً من الجهات الصحية الرسمية. واختر واقياً شمسياً من النوع الذي يُقلل وصول الأشعة فوق البنفسجية بنوعيها «أيه» و»بي» (UVA و UVB). فبعض الواقيات الشمسية تحمي من التعرض لأشعة UVB فقط، ولذلك يجب انتقاء منتج يقي من تسرب الأشعة فوق البنفسجية بنوعيها. واستخدم المستحضر الذي اخترته بحرية ودون التقيد بكمية ما، وأعد استخدامه في نفس اليوم أكثر من مرة إذا طال مكوثك في الخارج.

◆ إذا اضطررت للمشي راجلاً في نهار قائظ حار ولو لمسافة قصيرة، فاحرص على المشي في الأماكن المظللة قدر الإمكان. فالأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس تنعكس على المساحات المحيطة، وخصوصاً منها المسطحات الملونة ذات الألوان الفاتحة مثل الرمل أو الثلج، فيمكنها الوصول إلى بشرتك حتى عند مشيك في مكان مظلل. ولهذا السبب، فإن ارتداء ملابس واقية من الشمس واستخدام أحد المستحضرات الواقية لهما دور كبير في تقليل نسب تضرر البشرة من الأشعة فوق البنفسجية.

◆ تجنب التعرض لمصادر الأضواء فوق البنفسجية الاصطناعية مثل المقصورات الباعثة للأشعة فوق البنفسجية ومصابيح حمامات الشمس الصناعية التي تستخدم الأشعة فوق البنفسجية للتجميل وإعطاء البشرة لوناً خمرياً. فأضرار هذه الأشعة الاصطناعية لا تقل خطورةً عن أضرار أشعة الشمس الطبيعية.

◆ احرص على استخدام واقيات الزجاج الأمامي والخلفي للسيارة من أشعة الشمس عند ركنها في موقف غير مظلل، فذلك يُقلل من تخزينها لأشعة الشمس فوق البنفسجية التي سرعان ما تتجه لجسمك عندما تستقل سيارتك من جديد بعد ساعات طويلة من العمل أو التسوق أو قضاء أحد المآرب الشخصية.

◆ الأطفال الذين سبق لهم أن عانوا من حروق الشمس في مرحلة ما من مراحل الطفولة تكون لهم قابلية للإصابة بسرطان الجلد في مراحل لاحقة من حياتهم أكثر من الأشخاص الذين لم يسبق لهم أن تعرضوا لحروق الجلد الشمسية. ولا يوصي الخبراء والأطباء باستخدام الأطفال ما دون 6 أشهر لمستحضرات الوقاية من الشمس، بل ينصحون بالاكتفاء بتجنيب تعريضهم للشمس في الأشهر الأولى من عمرهم وعدم استخدام أي مستحضرات واقية إلا بعد تجاوزهم ستة أشهر.

◆ احرص على تجنب التعرض للشمس طوال أشهر العام وليس في أشهر الصيف فقط. صحيح أن الأشعة فوق البنفسجية تكون أقوى وأشد في الصيف، لكنها تنبعث من الشمس طوال أيام العام.

هذا ويوصي أطباء سرطان الجلد بأن يقوم كل شخص بفحص بشرته بنفسه بشكل كامل كل شهر، وذلك من خلال الوقوف أمام مرآة طويلة تنعكس فيها صورة جسمه بالكامل وينظر إلى مدى وجود العلامات الآتية: أي تغير في لون البشرة، أو في حجم شامات جسمه وشكلها، مدى وجود تقرحات جلدية أو بثور تتقشر، مدى حدوث نزيف دم في بعض مواضع البشرة وعدم قابليتها للتعافي، مدى وجود شامات أو خالات كبيرة بشكل ملحوظ. ولا تهتم بالأجزاء الصغيرة في بشرة جسمك مثل تلك التي يكون من الصعب ملاحظتها كأسفل قدمك. واستخدم المرآة لمشاهدة أحوال بشرتك وفحصها بانتظام، أو راجع أحد الأطباء المتخصصين في حال احتجت للمساعدة أو ساورتك شكوك ما بشأن تغيرات غير معهودة على حالة بشرتك.

محاذير

ارتداء القمصان قصيرة الأكمام والبناطيل القصيرة صيفاً يزيد مخاطر التعرض لأشعة الشمس الضارة.

استخدام الأطفال ما دون سن السادسة لمستحضرات الوقاية من الشمس يضرهم.

الأضواء فوق البنفسجية الاصطناعية مثل المقصورات الباعثة للأشعة فوق البنفسجية ومصابيح حمامات الشمس الصناعية التي تستخدم الأشعة فوق البنفسجية للتجميل وإعطاء البشرة لوناً خمرياً تُعرض للإصابة بسرطان الجلد.

واقيات الشمس التي تحتوي على الأشعة فوق البنفسجية «بي» فقط لا تقي من سرطان الجلد.

الأشخاص الذين سبق لهم الإصابة بحروق شمس في فترة طفولتهم معرضون للإصابة بسرطان الجلد أكثر من الأشخاص الذين لم يسبق لهم ذلك

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *