أكد خبراء في الصحة أن اليود يعد من العناصر الأولية المكونة للغذاء فعنصر (الأيودين/اليود) الذي يتمتع بخصائص وقائية وفريدة ويمتاز بالقضاء على جميع أنواع الفيروسات، كما يعتبر اليود من عناصر المغذيات النادرة أو الدقيقة اللازمة للقيام بالوظائف الفسيولوجية المختلفة داخل جسم الإنسان، فهو ضروري للنشوء والنمو والتطور، فالاضطرابات الناجمة عن نقص اليود لا تسبب تضخم الغدة الدرقية فحسب، بل تعتبر السبب الشائع للتخلف العقلي الذي تمكن الوقاية منه.
ويؤثر نقص اليود سلبا على صحة الأفراد، فالدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن استهلاك اليود لا يصل إلى المعدلات الموصى بها من قبل المنظمات العالمية المعنية في غالبية الدول العربية، وقد انعكس ذلك على مؤشرات برنامج مكافحة عوز اليود، لذلك نجد أن معدل الإصابة بتضخم الغدة الدرقية يصل إلى 65% في بعض الدول.
النمو الجسدي
وفي هذا السياق يؤكد البروفيسور (توغلدي شارمانوف) رئيس أكاديمية للتغذية، على أن اليود يساعد في عملية حرق الدهون، وهو ضروري للنمو الجسدي والعقلي، وهو أكثر ما تحتاجه الغدة الدرقية، حيث يساعدها على العمل ويحميها من التضخم ويحثها على إفراز الهرمون الخاص بعملية حرق الدهون، وأي خلل يحدث في عمل هذا الهرمون يؤثر على أداء الجسم عموما، كما أن انخفاض نسبة معدن اليود في الجسم يتسبب في حدوث خلل عقلي لدى الأولاد، والأخطر من ذلك ارتباطه الوثيق بسرطان الثدي لدى النساء، وعندما يفتقر الجسم لليود يشعر الإنسان بالتعب والخمول وزيادة في الوزن.
ويتكون غذاء الإنسان عادة من مجموعة عناصر رئيسية هي البروتينيات والدهون والنشويات والفيتامينات والمعادن بالإضافة إلى الماء، وتعتبر اضطرابات تمثيل هذه العناصر الغذائية في الجسم من المشاكل التي تؤثر على صحة الإنسان وإنتاجيته، وتنتج هذه الاضطرابات بسبب نقص عناصر غذائية معينة أو عن طريق تداخل بعض العناصر مع بعضها بعضاً، مما يؤدي إلى فقدان قيمتها الغذائية بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على بقية العناصر الغذائية في الجسم، ويعتبر اليود من المعادن المنتشرة بصورة نادرة في الطبيعة ولكنه من العناصر الحيوية الهامة بالنسبة للإنسان.
ويؤدي نقص اليود إلى تدهور الصحة العامة وضعف معدلات النمو وسقوط الشعر، ولنقص اليود تأثير قوي على درجة الخصوبة وإطالة مدة الحمل والإجهاض المتكرر أو ضعف الولادات، إلى جانب تأثيره على وظائف الجهاز التنفسي ووظائف القلب، وقد يتسبب نقص اليود في التأثير المباشر على المخ، ويتمثل ذلك في التبلد والتخلف العقلي وتضخم الوجه واللسان والصمم والخرس وأيضاً الإحساس الدائم بالتعب والبرد وكثرة النوم والنسيان، كما يتميز الفرد المصاب بنقص اليود بسهولة التطبع والانقياد والترويض وعدم القدرة على اتخاذ القرار.
منشط للقوى والقلب
ويوجد اليود في بعض الأجزاء من الجسم وفي الغدة الدرقية بشكل خاص، وعنصر اليود منشط للقوى والقلب ويساعد الجسم على طرح النفايات السامة التي تتولد من المواد البروتينية التي تمتصها جدران الأمعاء وتسير مع الدم وتؤدي إلى تصلب الشرايين، كما يلعب دورا هاما في مساعدة الجسم على مقاومة الأمراض، ويبعث على الراحة ويكافح التوتر العصبي والأرق، وأهم مصادره الأغذية البحرية، كما يوجد في الملح البحري ويوجد بكميات جزئية جدا في الفجل الأسود والهليون والجزر والطماطم والسبانخ، وتشمل الأغذية الغنية باليود الملح اليودي والأغذية البحرية وأسماك المياه المالحة وأعشاب البحر.