الروتين ليس دائما مكروها وإنما يعد في كثير من الأحيان ضرورة حيوية لكل أسرة فهو نوع من التنظيم لأمور الحياة وهو ما نشعر بأهميته بعد فترة الإجازات‏ وبدونه تسود الفوضي خاصة في وجود أطفال‏.

فالروتين كما يوضح د.وائل لطفي أستاذ طب الأطفال بقصر العيني مهم لكل من الأطفال والأهل علي حد سواء, حيث يساعد الطفل علي تكوين عادات جيدة وصحية ويعطيه إحساسا بالتنظيم والأمان والثقة بنفسه وبأبويه,وهي أحاسيس يحتاجها الطفل, فعندما يعلم ما يتوقعه, فإن ذلك يسهل كثيرا طريقة التعامل معه. أما بالنسبة للأهل, فإن وجود روتين عائلي يساعدهم علي التخطيط والتنظيم لساعات اليوم ولإنجاز المهام المنوطة بهم وفي الوقت نفسه إيجاد وقت خاص بهم.


ويؤكد د.وائل أن وضع روتين للأسرة ليس أمرا سهلا وانما هو تحد كبير يواجه كل أسرة فوضع أسس لروتين أو نظام مريح وفعال يسهل تنفيذه من جانب كل أفرادها يعد تحديا حقيقيا فلكل عائلة ظروفها المختلفة, ولا يوجد روتين ثابت يناسب كل الأسر, وبالتالي يطرح د.وائل بعض الاقتراحات التي تساعد الأبوين علي وضع الروتين الخاص بهما. فخلال أيام الدراسة يجب أن يستوعب الطفل ضرورة تحضير حقيبة المدرسة والملابس في الليلة السابقة أما الأم فيجب أن تستيقظ قبل إبنها بفترة كافية لتأخذ بعض الوقت لنفسها للاستعداد لبداية اليوم سواء لتحضير السندوتشات للمدرسة أو تحضير طعام الإفطار بعدها تبدأ في إيقاظ أفراد العائلة, ويراعي أن تكون لحظة الاستيقاظ إيجابية ومبهجة من خلال ابتسامة, مع التأكيد علي تناول وجبة الافطار خاصة للطفل حتي لولم يكن جائعا حتي يستطيع أن يبدأ اليوم ويمارس أنشطته. ولا تنس مع الابتسامة العناق عند توديع طفلها علي باب البيت لأنه في غاية الأهمية حيث تعطيه طاقة إيجابية مع بداية يومه.أما بعد المدرسة, فلابد أن يعود الطفل ليجد أمه أو والده أو شخصا راشدا في المنزل فوفقا لما أكدته الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال فإن الأطفال الذين يعودون لمنزل خال هم أكثر عرضة للسلوك الخاطئ و المخاطر والقلق لأنهم بعيدون عن الإشراف.


أما بالنسبة لفترة الظهيرة أو المساء, فإن اجتماع أفراد الأسرة علي مائدة واحدة علي الأقل مرة يوميا سواء علي الغداء أو العشاء مهم جدا مع الحرص علي إغلاق التليفزيون لإتاحة الفرصة لكل فرد من أفراد العائلة للتحدث عما دار خلال يومه, وينصح د.وائل بضرورة إشراك الطفل في إعداد هذه الوجبة من خلال مهام محددة مثل إعداد المائدة أو رفعها. كل هذه الخطوات تؤصل الروتين لدي الطفل وتعطيه احساسا بالمسئولية فلا يشعر معها بوجود مفاجآت.


أما وقت النوم فيجب وضع موعد محدد له والالتزام به لأنه أحد عناصر بناء الروتين. وللمساعدة علي ذلك يمكن تقليل حدة الأنوار, وقراءة حكاية بصوت عال للطفل أو حتي غناء أغنية له, حيث تساعد هذه العادات علي تسهيل عملية الخلود للنوم مع ضرورة الابتعاد عن الأنشطة والألعاب التي تثير حركاتهم قبل موعد النوم المقرر.
أما عطلة نهاية الأسبوع, فهي الفرصة الذهبية للم شمل الأسرة وتقوية الروابط الأسرية والمشاركة في أنشطة مختلفة بعيدا عن روتين الأسبوع, وهنا يكون الروتين أكثر مرونة فيمكن خلالها السماح للأولاد الأكبر سنا بالنوم في ساعة متأخرة بعض الشئ عن موعدهم خلال أيام الأسبوع.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *