ترغب كثيرات في استعادة رشاقتهن بشكل سريع بعد الولادة، لكن غالباً ما يواجهن صعوبة في تحقيق ذلك. وقالت طبيبة أمراض النساء والتوليد، غيرده إنديرير، من مدينة كولونيا الألمانية: «تكتشف مريضاتي بشكل سريع أنه ليس بإمكانهن مواصلة ممارسة الرياضة من حيث توقفنّ قبل الحمل»، كما أن الكثيرات لا يعلمن على وجه اليقين نوعية الرياضة المناسبة لهن بعد الولادة.
وأشارت الطبيبة الألمانية إلى أهمية الإنصات إلى الجسد أثناء ممارسة الرياضة «فغالباً ما يبعث الجسم برسائل أثناء ممارسة الرياضة يُمكن من خلالها استيضاح نوعية الرياضة، التي يستفيد منها والأخرى التي لا تُفيده».
ويختلف مدى سرعة استعادة المرأة لرشاقتها بعد الولادة من امرأة لأخرى. وقالت أخصائية علم النفس بالجامعة الرياضية الألمانية بمدينة كولونيا، ماريون زولبريتسيو: «حتى لاعبات كرة اليد أو كرة السلة أو الرياضات التنافسية لن يُمكنهن أيضاً العودة لممارسة هذه الرياضات بشكل كامل بعد الولادة مباشرةً»، لافتةً إلى أنه من الأفضل أن تبدأ المرأة بعد الولادة بممارسة الرياضات المعتدلة، مثل المشي وركوب الدراجات والسباحة.
وتنصح المدربة الرياضية، ماريون أبل شيفر، من مدينة كولونيا، النساء بضرورة استعادة طبيعة أجسامهن أولاً قبل البدء في ممارسة الرياضة، موضحة أن تمارين قاع الحوض وتمارين ما بعد الولادة تتسم بأهمية كبيرة في تحقيق هذا الغرض.
وأضافت شيفر «يختلف الشعور بالجسم بعد الحمل والولادة عن ذي قبل؛ لذا ينبغي على المرأة إعادة تهيئة جميع أعضاء جسدها من جديد قبل ممارسة الرياضة».
ويمكن أن تشكل رغبة المرأة في استعادة رشاقتها بعد الحمل والولادة دافعاً جيداً لها للبدء في ممارسة الرياضة بشكل عام، وقالت شيفر إن «الكثيرات من النساء حديثات الولادة أثناء ممارسة الرياضة؛ لأنها تُتيح لهن الفرصة لإعادة الاهتمام بأنفسهن من جديد بعد انتهاء فترة الحمل». وأضافت «عادةً ما يُرسل الجسم إشارات إلى الإنسان أثناء ممارسة الرياضة يستوضح من خلالها ما يُمكنه القيام به وما يعجز عنه؛ لذا ينبغي على المرأة الإنصات جيداً إلى جسدها أثناء ممارسة الرياضة». وإلى جانب التحدي الذي تواجهه المرأة في العثور على نوعية الرياضة المناسبة لها بعد الولادة مباشرة، غالباً ما تجد نفسها بصدد مشكلة أخرى، وهي التوفيق بين ممارسة الرياضة ومتطلبات طفلها الرضيع على مدار اليوم.
وأكدت المدربة الألمانية شيفر أنه يُمكن للمرأة حل هذه المشكلة من خلال اتباع بعض الحيل البسيطة، كأن تقوم مثلاً بصعود الدرج بدلاً من أن تستقل المصعد أو أن تمارس رياضة المشي بصحبة طفلها الصغير داخل عربته. كما تُعد صالات اللياقة البدنية التي تسمح للأم باصطحاب طفلها معها أثناء ممارسة الرياضة حلاً جيداً.
يذكر أنه قلما توجد اختلافات في نوعية الرياضة التي تمارسها الأمهات اللائي ولدن طبيعياً والأخريات اللائي ولدن قيصرياً. وقالت طبيبة أمراض النساء والتوليد إنديرير: «بالطبع تتسبب أي ندبة ناتجة عن الجراحة في شعور غريب لدى صاحبها في البداية، لكن عادةً ما تزول الندبة الناتجة عن الولادة القيصرية بشكل سريع». وبشكل أساسي يُمكن للنساء اللائي ولدن قيصرياً ممارسة أي نوعية رياضة مثل غيرهن تماماً، لكن بدرجة مختلفة.