العنف يتسلل الي نفوس ابنائنا خفية ليشكل سلوكهم منذ نعومة اظافرهم فمشاهدة الكرتون توصل اليهم رسالة مفادها ان الحصول علي حقك بالعنف شئ مقبول( توم وجيري)
بل ويثير السخرية وعن طريق العاب البلاي ستيشن ومباريات الملاكمة والكاراتيه يتمكن الطفل من تحقيق الفوز علي غريمه بعد التنكيل به وتفجيره وحرقه وتصرخ اللعبة مبشرة بفوزه فيقفزمن الفرحة قائلا: هيه كسبت..اما البي اس بي(لعبة الكترونية صغيرة) فالطفل يستغرق فيها لساعات لتلعب نفس الدورالخطير في حياة الطفل ثم يحين دور الافلام والمسلسلات العربية والاجنبية التي تقدم كل الوان العنف بدءا من( تيتو) ومرورا( بالشبح) وحتي( ابراهيم الابيض) وهي التي لا يجد الاباء والامهات غضاضة في السماح لاطفالهم بمشاهدتها طالما كانت لاتحتوي علي مشاهد رعب تقض مضجع الطفل او مشاهد تخدش الحياء ولا بأس ان يجلس الطفل مع ابيه يشاهد الاب الروحي او رامبو او الرجل الحديدي وطبعا الالعاب التي تبهر الطفل واهتمامه هي السيوف والمسدسات والعصي التي يستخدمها الابطال فكيف نقي اطفالنا من التأثير السلبي لمشاهدة الاعلام الدموي..
تقول د. تهاني عثمان منيب استاذ علم النفس بجامعة عين شمس ان مشاهدة التليفزيون واللعب بالالكترونيات لابد ان تخضع لرقابة من اولياءالامور لنمنع الطفل الذي يكون كالعجينة اللينة من التحول من الدعة والبراءة الي شخصية مشاكسة عنيفة لاتعرف سوي القوة والارهاب لنيل حقوقها وفاقدة للقدرة علي الاحساس بآلام الغير وقد اجمعت الدراسات الحديثة علي ان الاطفال غالبا ما يستقون العنف من برامج التليفزيون فقد اظهرت تجربة كندية علي عينتين من الاطفال احداهما لايصل اليها الارسال التليفزيوني لاقامتهم في الجبال واخري تتلقي بث التليفزيون ووجد ان الاطفال الذين تربوا علي مشاهدة التليفزيون ظهرت لديهم ميول عدوانية كالضرب والعض والدفع والاشتباك في الفصول وفي ساحة المدرسة بالمقارنة للأخرين وتنطبق نفس نتائج الدراسة علي اخري اجريت علي صغار الفتيات فوجد انهن قد اصبحن عدوانيات مثيرات للشغب بعد مشاهدة المسلسلات التي تقدم نموذج المرأة البوليسية او ذات القوة الخارقة ومواجهة هذه المشكلة كما تشير د. تهاني يكون بمراقبة كل مايشاهده الطفل واختيار المواد المناسبة لسنه وتقليل عدد ساعات مشاهدة الطفل للتليفزيون وشغله بانشطة اخري تثير اهتمامه حتي لايبتلع التليفزيون كل وقته ويشغل عقله فيقوم بمحاكاة شخوصه ويفضل البقاء مع الطفل اثناء مشاهدته للبرامج التي ينجذب اليها للتعليق علي السلبيات وذمها ومدح الايجابيات باسلوب رقيق هادئ يوحي برضي ذويه عنها كما يجدر التوضيح له ان العنف لايعني القوة إلا في حالة الدفاع عن النفس وتنبيه الي مايحدثه العنف من اذي والم للأخرين بالاضافة الي ضرورة تعليمه الفرق بين مايحدث في الحقيقة وماهوخيالي حتي لايتقمص الادوار التي قد تؤدي الي ايذائه لنفسه او لغيره حتي لايعيش في دنيا الخيال, ويجري معاقبة الطفل في حالة تكرار ارتكاب العنف بتجاهله او نبذه لبعض الوقت لابداء غضب الام منه وحتي يعرف غلطه او يعاقب بعزله عن افراد الاسرة في غرفة وحده و اما العقاب بالضرب فيكون عندما تعيي ولي الامر الحيل علي الا يكون المقصود ايلامه او الانتقام منه لضربه لاخيه مثلا ولكن لتنبيه الي فداحة عمله و ما يسببه من الم لمن اعتدي عليه وتؤكد محدثتنا ان تفسيرمايحدث من عنف الان في الوطن للطفل ضروري لانه سيكون له ابلغ الاثر علي شخصية الطفل خاصة اذا كان بين السادسة والثامنة من عمره فهذه الفترة هي التي يستقي فيها من المجتمع مبادئه الاخلاقية التي تستمر معه طول العمروتشكل سلوكياته فلازميه اثناء اللعب او مشاهدة التليفزيون لتغرس فيه القيم الاخلاقية السامية كالتسامح وحب الاخر وعدم التمييز بين الناس من حيث الجنس او الشكل او اللون وتبثي فيه روح التعاون ومودة الاخرين.