تجلت روح العصر الحديث في أوضح صورها من خلال نوعية الأثاث التي ضمها معرض كولونيا الدولي للأثاث بين جنباته هذا العام، إذ اتسمت تصميمات أثاث 2012 بطابع يتماشى مع الميل العام في الجيل الحديث المتمثل في كثرة التنقل والترحال، ومن ثم طالع زائرو المعرض قطع أثاث قابلة للطي سهلة الحمل، كما أن مكوناتها قابلة للرص فوق بعضها، وهو الأمر الذي تصبح معه هذه القطع أكثر عملية عند الانتقال من مسكن إلى آخر كما تجعلها هذه الصفات في متناول اليد دائماً وقت الحاجة إليها. يشار إلى أن معرض كولونيا للعام الجاري الذي عقد أخيراً، زخر بالعديد من قطع الأثاث التي تميزت بتنوع الاستخدامات.

وأوضحت خبيرة الاتجاه في رابطة صناعة الأثاث الألمانية أورسولا جايسمان، المقصد من هذا الاتجاه الحديث في التصميم، بقولها «لأن هناك ضرورة لأن يكون المسكن أكثر تنوعاً في الاستخدام، ونظراً لتداخل النطاقات الوظيفية لقطع الأثاث، فإن هناك حاجة لأثاث يمكن للشخص اصطحابه معه إلى المكان الذي يحتاجه فيه»، مشيرةً إلى أن هذا الأثاث يمكن أن يكون مطبخاً يتم تركيبه وتفكيكه في دقائق معدودة أو أرفف يمكن إقامتها مثل المنزل الذي يتم بناؤه من أوراق اللعب، ويمكن كذلك أن يكون مقعداً قابلاً للتركيب كأنه صندوق كرتوني يستخدم عند الانتقال من مسكن إلى آخر.

 

أثاث في حقيبة

ثمة قطع عدة ضمها المعرض ظهرت في صورة حقيبة سفر كخزانة الملابس الرجالي من شركة Kare الألمانية، التي عرضت قطعة أثاث أخرى في صورة حقيبة سفر أيضاً تصلح لتخزين كل شيء. وتقول سوزانه كناكه المتحدثة باسم شركة Kare إن «هذه الخزانات الضخمة ذات العبق القديم تصلح كذلك للمساكن ضيقة المساحة؛ حيث يمكن تحريك قطعة الأثاث إلى مكان آخر». كما عرضت شركة Ligne Roset خزانة ملابس على شكل حقيبة سفر ضمن سلسلة حملت اسم «Dino».

وتميزت الأرفف التي ضمها المعرض هذا العام بأنها قابلة للنقل وتغيير شكلها بصورة دائمة، لاسيما مع تزايد السعي لإيجاد قطع أثاث تقدم هذه الخصائص بسرعة وبشكل بسيط، واستعرض لوكاس هيشنجر المدير التنفيذي لشركة Steckwerk الأرفف المخصصة لوضع زجاجات المشروبات والمزودة بفتحات جانبية للتعشيق تجعلها ثابتة، والتصميم الأساسي لهذه الأرفف المصنوعة من أخشاب MDF لا يحتاج إلى أي أدوات أثناء التركيب، وقدم مصممو هذه الأرفف طلباً للحصول على براءة اختراع في الأرفف التي يتم تجميعها دون الحاجة إلى أدوات.

المسكن المتنقل

مبدع آخر هو المصمم كيليان شيندلر كشف النقاب عن نموذج أولي للأثاث يصلح للسكن المتنقل حمل اسم {Concept Kitchenz قدمه لشركة Nabeْ، ويتميز هذا النموذج الاختباري بإمكانية تجميع أجزائه في دقائق معدودة، ويتسم هذا التصميم الجديد بالمرونة وتنوع الاستخدام، بحيث تتناسب مكونات المطبخ بشكل دائم مع تغير الظرف المعيشي، كما أنها تتناسب مع كل مسكن جديد. ومن المنتظر أن تبدأ الشركة في طرح هذا المنتج اعتباراً من عام ،2013 وكان هذا النموذج الأولي قد حصل على جائزة الإبداع الداخلي من معرض كولونيا للأثاث. يذكر أن المقاعد كانت ولاتزال أكثر قطع الأثاث قابلية للنقل داخل المسكن، غير أن الاتجاه الحديث مال في دورة المعرض لهذا العام إلى نموذج «Pouf» للمقاعد ذات الشكل المكعب ومن دون أرجل أو مسند، والتي تعتبر جزءاً من تشكيلة غرف الانتريه في المعرض. وأوضحت جايسمان الغرض من هذا الطراز من المقاعد، بأنه يتيح فرصة للجلوس في أي مكان تكون فيه حاجة للجلوس، فيمكن المرء من أخذ هذا المقعد إلى حيث يحتاجه فيه، فمثلاً يمكن أن تأخذه إلى المطبخ والجلوس إلى الزائرين هناك، كما يمكنك وضعه في الردهة حتى تتمكن من ارتداء حذائك، بالإضافة إلى إمكانية وضعه في حجرة المعيشة لتتمكن من استخدام جهاز «اللاب توب» في أمر ما.

مقاعد قابلـــــة للطيّ

أوضح يوست جريمن مدير التسويق في شركة Flux الهولندية، أنه نظراً لأن هذه المقاعد قد تمثل عائقاً في الطريق عند عدم الحاجة إليها، فإن المقاعد التي أنتجتها الشركة من هذه النوعية تتميز بأنها تشغل أقل حيز ممكن، كما أن هذه المقاعد قابلة للطي، مشيراً إلى أن المقعد من هذا النوع المصنوع من البولي بروبلين يصير مسطحاً بشكل يمكن حمله أسفل الذراع أو تعليقه على شماعة موضوعة على الحائط. وحرصت الشركة الهولندية على ألا تتضح بشكل مباشر قابلية هذه المقاعد للطي وهي في صورتها الكاملة، وذلك لتتواءم مع أذواق العملاء أصحاب الخبرة في تمييز مواطن الجمال في التصميمات.

ويعلق جريمن على هذا الاتجاه الجديد، قائلاً إن «الأثاث القابل للطي والنقل كلها أفكار جيدة؛ إذ إن هذا هو العالم الذي نعيش فيه، فمساكن الأشخاص كثيري التنقل لم يعد بها مكان يحتاج إليه هؤلاء الأشخاص لوضع أثاث فيه؛ لأن الفكرة المسيطرة على الكثير من محبي هذا الاتجاه الجديد هي «عندما أحتاج إلى شيء فلابد أن يكون في متناول اليد، وهنا في الحقيبة مقعد بمسند وآخر من دون مسند وخزانة ملابس».

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *