لم تقتصر الأجهزة المساعدة على الطهي بالمطبخ في الوقت الحالي على مجرد الأجهزة البسيطة لخفق العجين أو تحضير هريس الخضراوات؛ حيث يُمكن لماكينات المطبخ الحديثة متعددة الاستخدام أن تقدم يد العون في إنجاز مهام أكثر من ذلك بكثير، مثل الطهي والتحمير والخبز والتبريد في آن واحد. وينصح الخبراء بضرورة عدم شراء مثل هذه الأجهزة، إلا إذا كان سيتم استخدامها بالفعل. وعن فائدة هذه الأجهزة متعددة الاستخدام، يقول الخبير التقني لدى رابطة الطهاة الألمان في مدينة فرانكفورت رالف مينغيني: «تقدم الأجهزة متعددة الاستخدامات فوائد كثيرة لمستخدميها؛ حيث يُمكن من خلالها الاستغناء عن أربعة أو خمسة أجهزة أخرى، بذلك فهي توفر مساحة بالمطبخ. وبحسب خبرتي في هذا المجال، فيجب على مَن يرغب في اقتناء هذه الأجهزة شراء الموديلات القيّمة».
ومن أمثلة هذه الأجهزة متعددة الاستخدامات جهاز فيليبس «HR776» الذي يُمكنه تكسير الثلج وتحضير عصير الفواكه المعروف باسم (سموزي)، كما أنه مزود بمطحنة لتحضير صوص البيستو الإيطالي. وجديرٌ بالذكر أنه تم تصميم الجهاز الحديث بحجم أصغر من الإصدارات السابقة له، فضلاً عن أن ملحقاته تعمل بشكل أكثر جودة. ومع الأجهزة متعددة الاستخدام الحديثة، سيُمكنك تسخين الزبد أو الشوكولاتة حتى تنصهر تماماً أو تحمير البصل، في الوقت نفسه الذي يتم فيه تشغيل مضرب الخفق؛ حيث طرحت شركة كينوود اليابانية جهاز « fehC gnikooC» حديث يجمع بين جهاز لخفق الطعام وجهاز طهي بالحث الحراري في آن واحد. وأوضحت الشركة اليابانية أن جهازها يتميز بأنه يُتيح مثلاً خبز العجين المخمر على أقل درجة حرارة ممكنة، كما يوفر الجهاز نظاما حراريا تراوح إمكانية ضبطه بين 20 و140 درجة، فضلاً عن احتوائه على 35 ملحقاً، يُمكن استخدامها في 60 وظيفة مختلفة.
استخدامات مختلفة
يؤكد خبير الأجهزة المنزلية الحديثة بجامعة بون الألمانية البروفيسور راينر شتامينغر، أن اتجاه الخبراء نحو تصنيع جهاز واحد يجمع بين خواص عدة، وتوجههم نحو الأجهزة المدمجة متعددة الاستخدام، أصبح سائداً بشكل كبير منذ سنوات عدة، ويقول: «أصبحت الشقق السكنية في بلدان عديدة صغيرة للغاية، وتضاءلت أعداد الأسر التي تجتمع عند تناول الطعام؛ ومن ثم تضاءلت كمية الطعام التي يتم طهيها، لذا لن تحتاج مثل هذه المنظومة المنزلية إلى موقد أو فرن كهربائي؛ حيث يُمكن أن تغنيهم الأجهزة متعددة الاستخدام عن ذلك».
وفي واقع الأمر تعمل الأجهزة متعددة الاستخدام على توفير حيز بالمطبخ للأجهزة الأكبر حجماً، وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى جهاز (AX-1100) الجديد، الذي طرحته شركة «شارب» اليابانية؛ إذ يجمع هذا الجهاز بين جهاز طهي بالبخار وشواية وميكروويف.
وعن كيفية عمل هذا الجهاز، يقوم خزان الماء بتجميع المياه الناتجة من طهي الأطعمة وتخزينها، ومن هذه المياه ينتج الجهاز بخاراً نقياً، من دون الحاجة إلى تشغيل جهاز الميكروويف على درجة حرارة عُليا. ونظراً لأن هذا الجهاز مزوّد بشواية تستخدم الأشعة تحت الحمراء؛ لذا يُمكن من خلاله طهي الأطعمة على مستويين من درجة الحرارة.
وقدمت شركة «إل جي» فرناً مدمجاً، يجمع بين ميكروويف مزوُد بخاصية الهواء الساخن وجهاز شواء في الوقت نفسه. ويتميز هذا الفرن بأنه مزوّد ببرنامج يحدد مدة الطهي تلقائياً وفقاً لوزن الأطعمة. أما جهاز« orpinmO » من شركة «سامسونغ» فيمكنه تسخين الطعام وطهيه على البخار وشواؤه وخبزه أيضاً من خلال 37 برنامجا أوتوماتيكيا مختلفا.
أجهزة استشعار
أعلنت شركة «سامسونغ» عن تزويد جهازها هذا بأجهزة استشعار للتعرف الى وزن الأطعمة وكمية المحتوى المائي الموجودة بها، بحيث يقوم الجهاز باستقراء هذه البيانات واقتراح سُبل عدة لإعداد الطعام وحساب المدة التي تستغرقها عملية الطهي. ويُمكن لمستخدم الجهاز معرفة ذلك من خلال عرض البيانات على شاشة الجهاز، بحيث يعرض الجهاز الخطوات التي يجب عليه اختيارها، والمدة التي تستغرقها عملية الطهي. ويحذر الخبير الألماني شتامينغير مستخدمي تلك الأجهزة من التطلع إلى الحصول على الكثير من المزايا عند استخدامها، قائلاً: «عادةً ما تقدم هذه الأجهزة حلولاً وسطاً؛ إذ لا تتساوى مثلاً كفاءة خاصية طهي الطعام بالبخار التي تقدمها هذه الأجهزة مع كفاءة الجهاز المنفصل المخصص لذلك، علماً بأن كفاءة الأجهزة المدمجة تكفي تماماً لطهي الأصناف البسيطة»، لافتاً إلى ضرورة عدم اقتناء هذه الأجهزة، إلا إذا كان سيتم استخدامها بالفعل، بحيث لا يتم تخزينها على أرفف المطبخ فحسب.
وعند اختيار الأجهزة متعددة الاستخدام، ينصح الخبير التقني لدى رابطة الطهاة الألمان، مينغيني، بالحرص على شراء الأجهزة صغيرة الحجم وقليلة الوزن، تماماً مثلما يحرص المستهلكون على شراء الأجهزة التي تجمع بين خواص متعددة، موضحاً أهمية ذلك بقوله: «تندرج عملية تنظيف الأجهزة ببساطة ضمن العوامل المهمة التي سيتحدد عليها اختيارها عند الشراء؛ لذا لابد ألا تحتوي هذه الأجهزة أثنيات أو حواف، تترسب بداخلها الدهون وبقايا الأطعمة بسهولة».