يحلم كل زوجين في بداية حياتهما بإنجاب أطفال أصحاء مؤدبين متفوقين‏..‏ وعندما يفكرون في مستقبلهم يكون همهم ادخار المال الذي يعينهم علي الزواج‏..

وبهذا التفكيرالمحدود لا يأخذون في اعتبارهم عاملا هاما جدا وهو علاقة كل من الأم والأب مع بعض داخل وخارج البيت لأن هذه العلاقة هي التي ستشكل حاضر ومستقبل هؤلاء الأطفال وأيضا اختيارهم لشريك حياتهم ومدي نجاح أو فشل حياتهم الزوجية فيما بعد هذا ما تلفت الانتباه اليه د. هبة محمد وجيه قطب أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية حيث تؤكد علي خطورة وقوة تأثيرشخصية الأب والأم في تشكيل شخصية الأبناء, ليس بسبب العامل الجيني وحده ولكن لأنهما يمثلان أول مجتمع ينشأ فيه الطفل قبل حتي المدرسة والنادي وغيرها من المجتمعات التي يشارك فيها الطفل والتي يكون للأبوين تأثير غير مباشر أيضا علي أطفالهما فيها لأنهما من يختاران هذه المجتمعات من البداية, ومن هنا تشدد علي أهمية أول خمس سنين في تشكيل سلوك الطفل. وتشرح د. هبة هذه العملية قائلة: الطفل مرآة للبيت فإذا كان الأبوان هادئين عاقلين أصبح الطفل مثلهما تماما في ردود أفعاله, أما لو كانا عصبيين عدوانيين نجد أن العنف هو أول رد فعل للطفل إذا استفز.


أما التأثير علي الحياة في المستقبل خاصة الحياة الزوجية فيأتي إما نتيجة الاقتناع التام بأن التجربة التي مر بها الإنسان في بيته هي الأفضل فيسعي لتكرارها أو يري أنها خلاف ذلك فيبحث عن عكسها تماما فحوالي 75% من الأشخاص يعتقدون أنهم كانوا سعداء في طفولتهم و مقتنعين بأسلوب تربيتهم في الصغر وبالتالي عندما يختارون الطرف الآخر يبحث الرجل عن زوجة تشبه أمه سواء عاملة أو متفرغة لبيتها وأولادها وهكذا.. ثم تأتي النسبة الباقية لغير الراضية عن أسلوب تربيتها فتحاول اختيار النموذج العكسي في التربية, فمثلا إذا كان أبوه عصبيا في تربيته يقرر أن يكون هادئا مع أولاده. ولكن المشكلة التي تقرها د. هبة هي أنه مهما حاول الشخص أن يكون مختلفا عن أسلوب تربيته سيفاجأ بأنه- بطريقة تلقائية- يتعامل مع ابنه بالأسوب نفسه الذي تربي به بل ويقول نفس الكلمات التي كان يسمعها من أهله ويكرر نفس الأخطاء. فإذا تربي أب في بيت عصبي وقرر أنه سيكون هادئا مع أولاده وأصرعلي ذلك ودرب نفسه سينجح طالما الوعي موجود أما لو تعرض لموقف أو مشكلة ما سنجد لاشعوريا العصبية هي أول رد فعل طبيعي له.


وأخيرآ تشدد د.هبة علي ضرورة أن يدرك كل من الأم والأب أهمية دوره في حياة الأولاد منذ أول يوم فكل حركة وتصرف تؤثر في الطفل, فهو كقطعة الأسفنج التي تمتص كل ما يراه حوله ويطبع في عقليته وتشكلها كما تؤكد أن أسلوب التربية بالمحاكاة هو الأمثل في الطفولة فإذا أردنا تعليم أطفالنا خلقا حميدا لابد أن يقوم به الأب أو الأم أمامهم حتي يحاكوه.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *