ينخفض ضغط الدم عادة عند النساء الحوامل، لكنه قد يرتفع في بعض الحالات. لا بد إذاً من المراقبة والمتابعة لتفادي نتائج وخيمة..
المضاعفات المحتملة لارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل خطيرة جداً، ولذلك يجدر بالمرأة الحامل متابعة وضعها الصحي عن كثب وبطريقة منتظمة.
تعاني 6 إلى 8 في المئة من النساء الحوامل من مشكلة ارتفاع ضغط الدم. بعض النساء كنّ يعانين قبلاً من ارتفاع ضغط الدم فيما كان الحمل سبب ارتفاع الضغط عند بعضهنّ الآخر.
لكل مشكلة علاجها
يفترض بالطبيب النسائي أن يقيس ضغط دم المرأة الحامل في كل زيارة، أي مرة كل شهر تقريباً. وإذا لاحظ الطبيب تقلباً أو ارتفاعاً في ضغط دم المرأة الحامل، عليه تحذيرها ونصحها بقياس ضغط دمها بشكل متواتر.
ثمة عامل آخر ينذر بالخطر وهو كمية البروتينات في البول، ولذلك يجب قياس هذه الكمية مرة كل شهر أيضاً خلال فترة الحمل.

 

 

إذا تعدى ضغط الدم 14/9 وازدادت نسبة البروتينات في البول عن 0.3 غ في 24 ساعة، يقال إن المرأة في طليعة الارتعاج (preeclempsia). تصيب هذه الحالة 1 إلى 2 في المئة من النساء عموماً، و10 إلى 20 في المئة من النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم. والواقع أن الصورة الصوتية التي يجريها الطبيب في الأسبوع الثاني والعشرين من الحمل بالترافق مع سرعة الدورة الدموية في الحبل السرّي وشرايين الرحم تتيح التحقق من الخطر الحقيقي.
الأخطار
يقول الأطباء إن درجة طليعة الارتعاج هي التي تحدد نسبة المخاطر الحقيقية التي تواجهها المرأة. ويكون الخطر كبيراً وعظيماً في حال عدم تلقي المشيمة الغذاء الكافي.
يمكن أن يفضي ذلك إلى ارتعاج (اختلاجات المرأة لحظة الولادة أو بعدها بقليل) في 0.5 إلى 1 في الألف من الحالات. لكن في أغلب الأحيان، تختفي أعراض طليعة الارتعاج بعد أيام أو أسابيع قليلة من الولادة.
يقول الأطباء إن ارتفاع ضغط الدم الذي يظهر فجأة خلال الحمل هو أحد الأسباب الأساسية للوزن الصغير للمولود الجديد عند الولادة ولوفاة الأم. لذا، من الضروري متابعة وضع الأم عن كثب.
إذا كشف الطبيب أن المرأة الحامل تعاني من ارتفاع مريب في ضغط دمها، ينصحها فوراً بالراحة القصوى، وإن كان هذا العلاج غير فعال على الدوام.
لتفادي ولادة الطفل قبل أوانه بكثير، يجب إتمام الحمل حتى آخر مهلة إذا أمكن وإذا كان ارتفاع ضغط الدم مقبولاً نوعاً ما. فارتفاع ضغط الدم لا يغير الكثير في عملية الوضع.
لكن في الحالات الوخيمة من طليعة الارتعاج، يجب إجراء الولادة قبل أوانها، وهذا أمر صعب جداً في بداية الفصل الثالث من الحمل، أو حتى في نهاية الفصل الثاني، مما يستلزم إجراء عملية قيصرية.
… وبعد الولادة
إذا كان ارتفاع ضغط الدم مزمناً، فإنه يستمر بعد الولادة. وإذا ظهر ارتفاع ضغط الدم فجأة خلال الحمل، يمكن أن يكون بداية لمرض ارتفاع ضغط الدم. من هنا، تبرز الحاجة إلى إجراء فحوصات شاملة بعد مرور بضعة أشهر على الولادة.
ويمكن تعديل وسيلة منع الحمل إذ لا يوصي الأطباء بالحبوب المشتملة على الاستروجين والبروجسترون.
وفي الحمل التالي، يجب أخذ ارتفاع ضغط الدم على محمل الجد منذ البداية لأن طليعة الارتعاج تعود مجدداً في 15 إلى 30 في المئة من الحالات.
وفي هذه الحالة، يوصي الأطباء بأخذ جرعة بسيطة من الأسبيرين في بداية الحمل (قبل الأسبوع الثاني عشر) للحد قدر الإمكان من خطر عودة طليعة الارتعاج.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *