علي طريقتها الخاصة‏,‏ قررت صفحة الساخر ان يكون الاحتفال بالذكري السادسة لرحيل عم الروائيين العرب ومندوبنا السامي في كوكب نوبل مختلفا هذه المرة‏!‏ لن نطفئء شمعة او نحمل باقة ورد او نعطي الميكرفون لتلاميذ محفوظ‏,‏ انما سنلتف سويا حول تورتة شهية المذاق متعددة الالوان تتناولها وكأنك كنت الضيف الرابع في هذا اللقاء الثلاثي الذي جمع بين محفوظ والحكيم والملاخ‏.‏
انها مباراة في القفشات الساخنة جرت وقائعها في احد استديوهات الاذاعة المصرية بين المشايخ الكبار الثلاث‏,‏ شيخ حارة الرواية‏,‏ وشيخ حارة المسرح‏,‏ وشيخ حارة الصحافة
ذات يوم كتب الملاخ مقالا يحتفل فيه بميلاد محفوظ وكان قد كرر ذلك مسبقا مع الحكيم وفي كلتا المرتين يكتب تواريخ ميلادهما خطأ‏,‏ فواجهه الأديبان مستنكرين فدافع عن نفسه قائلا‏:‏ انا دائما متفائل واحب البهجة والحياة وهناك العديد من الارقام التي اتفائل بها مثل‏9,19,17‏ انما‏11-‏ يقصد اليوم الخاص بنجيب فليس له معني‏..‏ يعني ايه واحد وجنبه واحد‏..‏ لكن رقم‏17‏ الذي كتبه الملاخ بدل من‏11-‏ كله هنا وسرور‏,‏ اما انت يا توفيق بك فاخترت لك رقم‏9‏ يا توفيق لانك تسعي لاثراء الثقافة العربية‏…..‏

هنا رد محفوظ ضاحكا‏:‏ يا عيني علي الولد‏!‏
في جولة جديدة من تبادل اللكمات الضاحة قال محفوظ‏:‏ رأيت شهادة ميلاد جدي لأبي وعلمت ان اصوله من رشيد‏,‏ فقاطعه الحكيم بضربة مباغتة حين قال لكن اهل رشيد مشهورين بالبخل ؟ هنا شن محفوظ حين قال‏:‏ وهتقول ايه لما تعرف ان جدي سافر الاسكندرية مسقط رأسك وتزوج من هناك فضحك الحكيم وقال‏:‏ يبقي طلعنا نسايب في البخل‏.‏
الملاخ الذي كان يراقب حلبة المصارعة بتحفز الفهد أطلق قذيفته الأولي بهدوء حين قال‏:‏ لا لا لا‏…‏ كنت فاكر عبد الوهاب وأم كلثوم وتوفيق الحكيم بخلاء اهرامات مصر الثلاثة في البخل‏,‏ ولكني اكتشفت في صالون الحكي الهرم الآكبر في البخل وهو نجيب محفوظ‏,‏ يعني لو الحكيم بيعزمني علي فنجان قهوة كل سنة فمحفوظ بيعزمني علي شفطة قهوة كل كام سنة‏.‏
فضحك توفيق الحكيم ثم قال‏:‏ ده انت يا كمال طلعت لي في مكتبي في الاهرام ومعاك تورتة كبيرة يوم عيد ميلادي‏,‏ وقال انا لسة هاشكرك وابص الاقي وراك طابور طويل جايبهم ياكلوا التورتة‏…‏ بقي ده اسمه كلام‏.‏
فرد الملاخ وهو لا يتمالك نفسه من شدة الضحك‏:‏ ما هو انا خايف علي صحتك من السكر‏.‏
هنا قرر الملاخ ان يفتح جبهة جديدة للمعركة في صيغة سؤال‏:‏ هل تحرصان علي المشي حبا في الرياضة أم غبة في التوفير ؟
اجاب الحكيم‏:‏ انا كنت بامشي لما كان الكورنيش سالك او حتي يراني أي شخص فيحلف يوصلني‏,‏ لكن بعد الكباري المتشابكة والتاكسيات المتعنتظة والشوارع التي تعج بالنقر أصبح المشي صعب جدا علي‏.‏
كما أنني أفضل المشي تمهيدا للكتابة وفعلا كانت تحضرني الكثير من الجمل والكلمات وكنت اسجلها في رأسي وفي يوم خفت ان يطير ما يرد في ذهني ولما أرجع أكتب زفت وقطران فقررت ان اجلس علي احد المقاهي في الطريق حتي ادون ما جال بخاطري‏,‏ واذا بالجرسون جاء مسرعا‏:‏ تشرب قهوة ولا شاي‏,‏ فنكد عليا وأخذت أوراقي وقلت يا فكيك‏……!‏
محفوظ من ناحيته اجاب قائلا‏:‏ أنا احب المشي لانه يحافظ علي الصحة‏,‏ كما انني كنت لاعب كورة قديم وحيت أعتزلتها اصيبت بسمنة حتي وصل وزني الي‏95‏ كيلو فقررت امشي حفاظا علي وزني فضحك الحكيم قائلا‏:‏ يبدو ان طريقه كان سالكا ولديه العديد من المقاهي في الطريق‏,‏ وعليه فأنا انفي عنه شرف الحصول علي جنسية البخلاء‏,‏ لانه حسبما نما الي علمي من مصادر موثوقة كان بيصرف علي القعدة وهو علي المقهي وبيقولوا انه كان بيعزم بقلب جامد‏……‏ والله أعلم والعهدة علي الراوي‏.‏

نقلا عن جريدة الاهرام

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *