حملت تشكيلة المصمم الفرنسي جان بول جولتير لخط أزياء الملابس الجاهزة، لموسمي ربيع وصيف 2012، دعوة إلى الفرح وحب الحياة، أهداها لجمهوره ومعجبيه ضمن مشاركته اللافتة في أسبوع الموضة الأخير في باريس، والذي أسدل الستار على عروضه الشيقة مؤخرا، واضعا من خلاله رؤيته الجديدة لأهم اتجاهات الموضة العالمية في الفصلين المقبلين.

فمن من قلب عاصمة الأناقة الفرنسية، استعاد المصمم الفرنسي جان بول جولتير مشاهد مستقطعة من ذاكرة زمن الخمسينيات من القرن الماضي، مبتكرا عرضا مدهشا وخاليا تماما من الموسيقى، مكتفيا فقط بظهور متتال لعارضاته الجميلات بشكل مسرحي ودراماتيكي، وهن يحملن أرقاما محددة، معلنات تلخيصا بسيطا لوصف كل قطعة بالفرنسية تارة وبالإنجليزية تارة أخرى عبر الميكروفون وسط أجواء من السكون والترقب.

كلاسيكية الخمسينيات

كان عشاق طراز جولتير على موعد مع الكلاسيكية الإثارة والأنوثة الطاغية فور انطلاق عرض المجموعة الصيفية الجديدة، والتي بنى المصمم فكرة موضوعها معتمدا على خصوصية العلاقة بين ترف الماضي وبساطة الحاضر، متحررا من كل القيود التقليدية التي تكبله، مفضلا أشكال أخرى من التعبير والانفتاح على فترة الخمسينيات، ولكن بروح أكثر معاصرة وتجدد، مظهرا نماذج منتقاة من قطع وموديلات كلاسيكية أنيقة ونابضة بالحياة، ترفل بقصّات مثيرة ومعقدة، تحمل لمسات جلية من التكلف والسوفسطائية، ولكنها تمتلك في الوقت ذاته طاقات هائلة من التمرد والإثارة، تاركا لكل تصميم الحرية ليعبّر عن ماهيته، فيعكس وبشفافية بالغة عن تفاصيله الجميلة، مبتكرا أنماطا متعددة من التايورات الرسمية، الأطقم الشبه رجالية، الفساتين التقليدية وبعدة أطوال من القصير (ميني) والمتوسط الطول (مدي) ومنها الذي يصل لحدود الكاحل (الماكسي)، مع بعض البنطلونات وقطع من البرمودات، وموديلات مختلفة من المعاطف الخفيفة، والسترات الربيعية المفتوحة.

غنى الألوان

فضل جولتير لمجموعته الجديدة لخط الملابس الجاهزة حزمة من الألوان والظلال، راسما من خلالها لوحات نموذجية لفترة الخمسينيات، وبشطحات لونية غنية تترجم شغف المصمم بالتنوع وحبه للاختلاف، مظهرا مزيجا ثريا ومتعددا من التدرجات، وبشكل مثير وعبثي كما في الطبيعة والحياة، ليطرح عبر عرضه الأخير، مساحات معبرة من براءة الأبيض، وحيادية البيج، ونبض البني، وأناقة الأزرق، ورقي الكحلي، وانتعاش البرتقالي، وإشراقة الأصفر، وغنى الزمردي، وسطوة الأسود، مولفا أحيانا بين عدة درجات في الموديل الواحد، ومشكلا في أحيان أخرى بين السادة والمطبوع، والمقلم والمشجر، أو كاسرا الأبيض بالأسود، والقاتم بالفاتح، لينفذ قطعا معاصرة بتفاصيل كلاسيكية غنية، ترفل بطبقات متعددة من القماش، مبتدعا نماذج مختلفة من الملابس، نفذها بخامات وأقمشة وثيرة ومترفة تلائم فصلي الربيع والصيف، تتميز بالمرونة الشديدة والطواعية المناسبة لتتأقلم مع أفكار جولتير الخاصة وتنسجم مع رؤاه، ومنها خامة الغبرديني اللدنة، والشيفون الشفاف، والجيرسي المطاط، والجورجيت الخفيف، والكريب المرن.

ابتكر جولتير ومنذ المواسم السابقة طرازا جديدا لما يسمى بـ”الفستان المعطف”، أي ذلك الذي يقفل من الأمام بصفين من الأزرار مع حزام يؤطر الخاصرة، بالإضافة لتشكيلة واسعة من المشدات (كورسيهات) المقولبة للجسد، وبألوان وقصات مثيرة ومغوية لأبعد الحدود، تشبه نماذج الملابس الداخلية، صممها لأغراض مختلفة وبعدة أشكال وتفاصيل، كما كان لوجود الإكسسوار أهمية خاصة وحضور لافت في مجموعة جولتير لموسمي ربيع وصيف 2012، لتظهر بصورة استثنائية وغير اعتيادية لتصاحب كل تصميم بشكل جميل، ومحرك، لتخرج عناصر جديدة ومختارة من الأحزمة العريضة من الجلد والحرير على حد سواء تحيط الخصر وتشده برشاقة، ثم ملحقا إياها بباقة كبيرة من المجوهرات المقلدة المستوحاة من الطراز الهندي، تتضمن مجموعة من الأقراط الطويلة والقصيرة، وبعض من العقود والقلائد المرصعة بالكريستالات والسلاسل، وعدد من الأساور العريضة، تزينها الأوشام الملونة التي طبعت على أجساد العارضات.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *