لا تقتصر قيمة الفواكه على غناها بالفيتامينات والعناصر المعدنية، أو كونها مجرد كنز غذائي محبّب لكثيرين، بل تعتبر دواءً طبيعياً يساعد على الوقاية من الأمراض المختلفة، وفي مقدمتها أمراض القلب والسكري، حسب خبراء في التغذية والصحة، وتعد بديلاً خفيفاً للحلويات المشبعة بالدهون والسكريات، وينصح متخصصون بالإكثار من تناولها، لاسيما للصغار وكبار السن، وعلى الرغم من وجود بعض الأشخاص الذين يعانون حساسية تجاه بعض أنواعها، فإنها في المجمل لا تشكل ضرراً على صحة الإنسان.
وقالت أخصائية التغذية في دائرة الصحة عائشة الصيري، إن «الفواكه على حالتها الطبيعية، تعتبر ذات قيمة غذائية عالية، وتُعد من الأطعمة المعتدلة السعرات الحرارية، والعالية في محتواها من الفيتامينات والعناصر المعدنية».
وأضافت لـ«الإمارات اليوم» «تعد الفواكه مصدراً جيداً للألياف الغذائية التي تساعد على الوقاية من بعض الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، والإمساك»، مشيرة إلى أن تناول تفاحة كاملة، وبقشرتها الخارجية، أفضل كثيراً من تناول عصيرها الذي لا يحتوي على الألياف والفيتامينات المهمة التي تحتويها القشرة، وكذلك الحال بالنسبة للكثير من الفواكه مثل الكمثري، والبرقوق، والعنب.
بديل صحي
وتابعت الصيري «تحتوي الفواكه على مواد مضادة للتأكسد تساعد على الوقاية من أمراض القلب والسرطان، والماء الذي يمثل نسبة 75-95٪ منها، كما تعتبر مصدراً للكربوهيدرات خصوصاً السكريات البسيطة»، وكجزء من النظام الغذائي، نصحت الصيري بتناول الفواكه كبديل للحلويات والأطعمة الدهنية، لأن هذا بدوره يساعد على المحافظة على الوزن الصحي، إلى جانب ممارسة النشاط الرياضي بلا شك.
وأكدت أنه «لا توجد أي مضار تذكر للفواكه، إلا عند بعض الأشخاص الذين يعانون الحساسية الغذائية ضد بعض أنواعها، وهؤلاء عادةً ما ينصحون بتجنب تناولها لتفادي زيادة المشكلة، ومع مرور الوقت يصبح كل فرد قادراً على تمييزها، والتعرف إلى الأنواع التي تناسبه».
وقالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي لطيفة راشد عن كيفية تخزين الفواكه للمحافظة عليها «تتنوع طرق تخزين الفواكه ومنها التجفيف، والتعليب، والتجميد، ويعتبر التجفيف من أقدم طرق حفظها».
مضيفة أن تلك الطرق لا تنتج عنها مضار تذكر للفواكه، إلا في حال تمت إضافة بعض المواد الحافظة لها، وبدأت تميل إلى اللون الأصفر البراق.
ولفتت إلى أن «الفواكه المعلبة صحية، ولكنها لا تحلّ بديلاً للفواكه الطبيعية، لأنها تفقد بعض الفيتامينات خصوصاً الذائبة في الماء، من خلال تعرضها للحرارة العالية أثناء عملية السلق».
وتابعت «ينصح دائماً بالتخلص من مائها، نظراً لاحتوائه على تركيز عالٍ من السكر الذي قد يزيد نسبة الإصابة ببعض الأمراض وفي مقدمتها السمنة والسكري، وبزيادة معدل النشاط عند الأطفال، أمّا التجميد فيتم خلاله تعريض الفواكه للتبريد السريع الذي يمنع من تكون البلورات الثلجية التي تفقد صلاحيتها للأكل».
طرق محببة
ونصحت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي بكثرة تناول الفواكه الطبيعية.
موضحة بعض الطرق الكفيلة بزيادة استهلاكها للاستفادة من قيمتها الغذائية المتنوعة، خصوصاً كبار السن والأطفال «بالنسبة لكبار السن غير القادرين على تناول الفواكه على شكلها الطبيعي، يجب إعداد العصائر الطبيعية لهم، والفواكه المهروسة والمجففة، حتى لا يحرموا من فوائدها»، أما الأطفال الذين لا يحبذون تناول الفواكه، فيجب اللجوء إلى استخدام العصائر أيضاً، ووضع قطعٍ من الفواكه مع الوجبات المختلفة.
وأضافت «يجب على الأشخاص الذين لا يحرصون على تناول الفواكه بالشكل المطلوب، البدء بتناولها تدريجياً مع التنويع ومحاولة تجربة جميع أنواعها، وتحضيرها بالطريقة التي يرغبون في تناولها، لتكون جاهزة لذلك في أي وقت، واستبدال الطازج منها بالوجبات الخفيفة، ومحاولة إضافتها للزبادي وحبوب الإفطار، وتجربة تناولها مثلجة في الصيف كوجبة منعشة، واللجوء إلى المجففة لسد الإحساس بالرغبـة في تناول الحلويات وكبديلٍ لها».
وعلى الرغم من الفوائد الكبيرة للفواكه، إلا أنها ارتبطت بالعديد من المعتقدات الخاطئة، ومن أشهرها كما ذكرت راشد أن «تناول كميات كبيرة من الفواكه لا يؤثر في الوزن، وهذا أمرٌ خاطئ، فالشخص بحاجة من حصتين إلى ثلاث في اليوم. وابتعاد مريض السكري عن تناول الفواكه، في حين ينبغي عليه فقط أن يحـدد كميتهـا على حسـب النظام الغذائي المناسب له، حيث لا يوجد مـرض يمنـع صاحبـه من تناول الفواكه».
وأضافت «يعتقد بعض الناس أن تناول فاكهة الجريب فروت يعمل على إذابة الشحوم، في حين أن النشاط الرياضي كفيل بذلك، إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي منخفض الدهون»، مشيرة إلى أن آخرين يرون أن عـصير الفاكهة أفضل من الفاكهة نفسها، بينما تعتبر قشور الفواكه غنية بمضادات الأكسدة والألياف، وتحتوي على العديد من الفيتامينات التي تفقد في حال تقشيرها وتقطيعها كذلك. واتباع حمية غذائية تقوم على فاكهـة الأنانـاس فقط لتخفيف الوزن، في حين يوجد الأنـزيم الهاضـم للـبروتـين في القشـرة الخارجيـة للأناناس التي يتم التخـلص منها».
ينتمي لب بعض الفواكه إلى فئة المكسرات، مثل البطيخ والقرع، ويتم طهيه إما بالقلي، أو التحميص وهو الطريقة الأكثر شيوعاً. وتعتبر المكسرات على تعدد أنواعها واختلاف أحجامها من المصادر الغنية بالقيم الغذائية المختلفة من البروتين والألياف، والدهون التي تعد على خلاف المعتقد من الدهون المفيدة للجسم، وينصح الأطباء بناء على نتائج الدراسات والبحوث التي أجريت على مدار سنوات بضرورة تناولها باعتدال، وتوخي الحذر من الإفراط فيها كنوع من أنواع التسلية، حتى لا يتم تخزين الفائض منها على شكل دهون ضارة للجسم، الأمر الذي تنتج عنه أمراض عدة، والاكتفاء بتناول كمية قبضة يد واحدة في اليوم.