أكدت الدراسات العلمية أن الأطفال الذين يتم إشباع حاجتهم إلي الحب والذين يشعرون بحب والديهم يصبحون أكثر نضجا وأكثر إبداعا وأكبر حيوية‏.‏

فالحب والعطف الوالدي يجب أن يكون الروح العامة السائدة بين الوالدين والأبناء والتي تتجسد في المواقف والتفاعلات.. فحاجة الابناء إلي الحب والحنان والدفء والعطف لاتقل أهمية عن حاجتهم إلي الطعام والشراب, ولذا ينبغي أن يكون إشباع تلك الحاجات بالقدر المناسب, وفي الوقت المناسب, وهذا ما تؤكده د. فيولا الببلاوي استاذ الصحة النفسية بكلية التربية.. جامعة عين شمس موضحة علي أن حب الوالدين لابنائهما يساعد علي النمو السليم, لذا يجب أن يظل الحب هو العاطفة السائدة في الأسرة باستمرار لتصبح بيئة نفسية صالحة للنمو السليم للأبناء, بل ولنمو الأسرة ككل.. ولكن قد تنشأ صعوبات أو مشكلات أو توترات بسبب نقص فهم الوالدين للأبناء أو حتي سوء فهمهم لهم ولما يفكرون فيه ويشعرون به وفيما يواجههم من تحديات أو مشكلات في نواح عديدة في حياتهم الدراسية أو الأسرية أو الاجتماعية.

وتنبه د. فيولا إلي نقطة غاية في الأهمية في علاقة الآباء بالأبناء وهي أن الآباء كثيرا ما لا يعرفون طبيعة المراحل العمرية وخصائصها وصعوباتها, فكل مرحلة عمرية لها مشكلاتها التي تحتاج من الوالدين إلي أن يتبصرا ويدركا حقيقة عالم الأبناء وما يجري بداخلهم من معاناة, ومن ثم يدركون حقيقة حاجاتهم. وهذا يتطلب من الوالدين معرفة ودراية بمن هم هؤلاء الأبناء ؟ وفي أي سن ؟ وما هي متطلبات نموهم في مراحلها المختلفة حتي يتفاعلوا معهما فهما وتفهما واشباعا لمطالبهم, وهذا يحتاج, إلي جانب الفطرة إلي خبرة ومران ووعي, وادراك أن لغة الحوار والتفاهم والأخذ والعطاء هي السبيل لإقامة جو الروابط بين الوالدين والأبناء, وتقويتها وتعزيزها, بل إنهما السبيل لوحدة أسرية متينة بين كل أعضاء الأسرة لأن التفاهم المتبادل يقرب بين وجهات النظر وتأكيد الاحترام المتبادل تقدير الآخر, وكذلك التوصل إلي أفضل الأساليب لاتخاذ القراءات.. وتلك هي سياسة الباب المفتوح, أو إن شئنا تسميتها العقل المفتوح بين الوالدين والأبناء والتي تحد من عوامل الخطأ والخطر, فالأبناء من خلال هذا الفهم المتبادل ويعيشون مشاركة فعالة مع الوالدين وفي ثقة واحترام متبادلين, لأن كل أمورهم شوري بينهم.


وتنصح د. فيولا الوالدين بتدريب أنفسهما علي حسن الإصغاء للأبناء وتقبل أفكارهم, وتقدير مشاعرهم ومعاناتهم. ومناقشاتهم ومساعدتهم علي فهم البدائل والخيارات المختلفة وأن يتركا لهم الفرصة للاختيار والفرصة لاتخاذ القرار ولكن بالمناقشة والتبصير.
فإن الأبناء بطبيعتهم ينزعون بالفطرة إلي الاستقلالية والاعتماد علي النفس وذلك هو جوهر الارتقاء الانساني, حيث يريد كل فرد أن يكون كنفسه, وأن يطلق طاقاته. وهذا لا يتأتي إلا إذا شعر بالحرية وأنه ليس واقعا تحت ضغط أو وصاية, وليس مكبلا بكثرة من الأوامر والنواهي والتعليمات بل إنه يملك إرادته وعزيمته, ولديه القدرة علي توجيه ذاته, وتؤكد معظم الدراسات أن شعور الأبناء بالحرية والاستقلالية شرط رئيسي لإبداعهم وارتقاء شخصياتهم, ولكنهم يريدونها حرية مع انضباط والتزام ومسئولية.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *