تشير الكاتبة الصحفية ليلى حلاوة إلى أن المقارنة مع الآخرين لا تجلب سوى المشاكل والمتاعب خاصة إذا كانت تلك المقارنات تقع في مجال العلاقات الزوجية، مؤكدة أن لكل زوجين بصمتهما الخاصة المميزة لهما كأسرة، تماما كبصمة الشخص المميزة والمختلفة باختلاف البشرية كلها.
وتتوجه بالنصح قائلة: نصيحتي الأولى والأخيرة لك هي التخلص من تلك العادة التي لن تجلب لك السعادة أو راحة البال. وسأحكي لك قصة واقعية حدثت لقريبة لي كما جاءت على لسانها: “في إحدى المرات جاءت صديقتي المتزوجة لتبيت لدي هي ووالدتها المسنة نظرا لظروف خاصة بهما، وكانت ليلة جميلة مليئة بالقصص والحكايات التي مرت بكل واحدة منا.. تطرقنا فيها للأزواج فسردت صديقتي مواقف بينها وبين زوجها.. وكيف أنها تتعامل بحسم معه في بعض المسائل التي لا تقبل بها كزوجة.. وأنها لا تتنازل أبدا عن رأيها مهما حدث لأنها متأكدة أنها على صواب وهو دائما الطرف المخطيء.. وعندما سألتها: وماذا يكون موقف زوجك تجاه حالة عصيانك الدائمة؟ ردت قائلة: في البداية كان يصر على موقفه ثم يتراجع أمام إصراري.. حتى تعود في النهاية على طريقتي ولم يعد يضايقتي.
عندها قلت لنفسي: يااااااااه.. أنا لم أصر على شىء مع زوجي أبدا..!
في الصباح وعندما رحلت صديقتي ووالدتها، حدث خلاف بيني وبين زوجي، ووجدت نفسي أتقمص شخصية صديقتي وأصمم على موقفي ثم تركت المنزل غاضبة “وهي ليست عادتي”.. وعندما ابتعدت قليلا وهدأت أخذت أفكر واسأل نفسي: ما الذي أفعله في الشارع وما الذي فعلته مع زوجي الذي يحبني ويحترمني؟!
قلت لنفسي: ما هذا الغباء الذي فعلته.. لماذا قارنت نفسي بصديقتي.. فهي شخصية مختلفة عني وكذلك زوجها شخصية مختلفة عن زوجي، والبديهي أن يكون تعاملنا مع المواقف الحياتية والزوجية مختلف.. ثم عدت أدراجي إلى المنزل نادمة، ليقول لي زوجي: للمرة الأولى أراك تتصرفين بهذا الشكل، وكأنك لم تكوني أنت..!
وهكذا تأكدت أن كل علاقة زوجية بين شخصين هي معادلة خاصة جدا نادرة التكرار، وهي نتاج تفاعل هذين الشخصين “الزوج والزوجة” ،بشخصياتهما وطبيعتهما وطباعهما المختلفة، في مكان واحد يعيشون فيه سويا وهو عش الزوجية، مكونين ما نطلق عليه “العِشرة”.
لذلك على كل زوجة أن تستمتع بمميزات زوجها، وأن تتعلم كيف تتعامل مع عيوبه، وكيف تدير الخلاف بينهما، وتتقبل الاختلاف في شخصياتهما ليصبح التقارب هو الهدف الوحيد من تلك العلاقة التي وصفها الله تعالى في كتابه بالسكينة والمودة والرحمة.
بهذه الخطوات تجنبي المقارنة
ولتجنب فكرة المقارنة بين الأزواج والتي قد تصل إلى حد الطلاق يوجه الكاتب الأمريكي “توري” ،في مقاله المنشور بمجلة “تايم” الأمريكية، الزوجة لاتباع الخطوات التالية:
– لا تنظرى الى زوجات الآخرين وتعتقدى أن لديهن ما ليس لديك، فهذا سوف يجعلك تشعرين بإحساس سيئ تجاه علاقتك الزوجية. واعلمى أن هؤلاء الزوجات اللاتي يبتسمن لديهن كل شىء بما في ذلك المشاكل، فأنت لا تعلمين الحقيقة. ولا تنظرين إلى رجال آخرين وتعتقدين أن علاقتك مع أحدهم كانت ستكون أفضل، هم أيضا مجرد أشخاص لديهم مشاكل لا تعرفينها حتى الآن.
– حاولي أن تحبي الشخص الذى معك بالفعل واعملي على حل المشاكل التي تصادفكما أولا بأول.
– فضفضي له ببساطة عما يضايقك فيه دون الاعتماد على فكرة المقارنة، فقد يستجيب لك في الحالة الأولى خاصة لو اخترت كلماتك بعناية، أما المقارنة فستصيبه بالنفور وتجعله يتجنب الحديث معك.
– ساعدي زوجك على التخلص من عيوبه وحاولي تحسينها بهدوء دون انتظار تغير شامل، فلا يوجد زوج أو شخص كامل في الحياة ولكل منا عيوبه .
– إذا هممت بالحديث مع زوجك عن فلان أو علان الذي تقارنيه به، تذكري أن زوجك قد يقوم بمقارنتك أنت أيضا بغيرك من النساء.. فماذا سيكون شعورك وقتها؟
– قد يفهم زوجك من مقارنتك المستمرة له بغيره أنك لا تفضلينه وتفضلين هذا الشخص الذي تقارنيه به، وقد يتسبب ذلك في مشكلة كبيرة تصل إلى حد الانفصال لاقدر الله.
– اعلمي أن من تعمد لفكرة مقارنة زوجها بغيره تركز في ما بيد غيرها ولا ترى ما بيدها جيدا، وقد تكون امرأة تهتم بالمظاهر الخادعة والماديات المزيفة.
– اعلمي أن الزوجات اللاتي يتباهين بأفعال أزواجهن بشكل مبالغ فيه قد يكون لديهن مشكلة معهم لا يردن أن يعرفها الآخرون، لذا يأخذن في سرد مزايا أزواجهن أمام الأخريات حتى يشعرن بالغيرة منهن.
– هناك مزايا حقيقية في شريك الحياة وهناك مزايا زائفة أو يمكن الاستغناء عنها.. والزوجة الذكية هي من تعرف أولوياتها وتقرر أيها الأهم وأيها يمكن الاستغناء عنه.. وأيها يمكن تبديله أو تغييره.