بسبب الجنون الذي أصاب الأسعار في الفترة الأخيرة‏,‏ أقبلت السيدات علي شراء المنتجات التي انتشرت علي الأرصفة‏,‏ التي تتميز برخص ثمنها عن مثيلتها في المحلات‏,‏ حتي ولو كانت مجهولة الهوية‏.‏

زحام شديد من قبل السيدات علي أحد الباعة أمام محطة المترو بالدقي, يفرش علي الأرض بضاعة من الاغذية وبعض الأدوات البلاستيكية التي تستخدم في المطبخ كالأكواب والأطباق, والتي انخفضت اسعارها كثيرا عن المحلات, فأسعار الجبن واللانشون تترواح من95 جنيهات للعبوة, والأطباق تبدأ من3 جنيهات وحتي15 جنيها حسب حجمه.
وفي ميدان الجيزة, ينتشر هؤلاء الباعة حاملين تلك المنتجات, يرفعون دائما شعار ممنوع الفصال, لأن الأسعار بطبيعتها رخيصة, وقفت احدي السيدات تشتري علبة تونة للغداء, وأخذتها دون أي فصال مع البائع طبقا لتعليماته, لأنها أرخص كثيرا من الموجودة في المحلات حيث تباع العلبة بـ4 جنيهات.
 

وكان للعب الأطفال حظا من انخفاض أسعارها بشكل كبير, فانتشرت علي الأرصفة ألعاب مصنوعة من البلاستيك كالعروسة و الكورة, والتي تبدأ أسعارها من2 جنيه, هذا بالاضافة إلي الدباديب والتي تبدأ أسعارها من7 جنيهات علي الرغم من أن نظيرتها في المحلات لا تقل عن25 أو30 جنيها, والتي بدأت حركة بيعها في زيادة هذه الأيام بسبب عيد الحب الفلانتين.
أرجع محمود العسقلاني, منسق حركة مواطنون ضد الغلاء, انخفاض أسعار هذه المنتجات إلي أنها صينية مهربة, فلم تفرض عليها أي رسوم أو جمارك, بالاضافة إلي تصنيعها من أردأ الخامات الضارة بالصحة, مشيرا إلي غياب ثقافة الاستهلاك الصحيحة لدي المواطنين, قائلا: لابد أن يسأل المستهلك نفسه ما سبب انخفاض أسعار هذه المنتجات بهذا الشكل, مؤكدا أن للغلاء الذي تشهده البلاد هذه الأيام دورا كبيرا في اقبال المواطنين علي أي شئ رخيص حتي لو كان ضارا بصحتهم.


وأضاف أنه بهذه الطريقة سيتم تدمير الصناعة الوطنية الجيدة, مطالبا بضرورة تدخل الحكومة لضبط الرقابة علي الواردات من الخارج, مع ضبط الأسعار حتي تنخفض, ولا يصيبها جنون إضافي, بالاضافة إلي توعية المواطنين بخطورة هذه المنتجات مجهولة الهوية, والتي أصبحت خطيرة حتي علي الأطفال, لانتشار لعب الأطفال المصنوعة من النفايات.


فقد كشف تقرير حديث لوكالة أسوشيتدبرس السبب في رخص العديد من المنتجات المباعة علي الأرصفة إلي رداءة الخامات المستخدمة في تلك المنتجات, والتي يحذر الأطباء من أضرارها الصحية وتسببها في مرض السرطان, وتم اكتشاف مؤخرا أن الصينيين يجمعون مخلفات البلاستيك من جامعي القمامة في مصر ويصدرونها لبلادهم, ثم نستوردها في شكل أدوات منزلية ولعب أطفال وملابس.


وأضاف التقرير أن المصانع الصينية تستخدم معدن الكادميوم في تصنيع الحلي, وهو معدن سام جدا ومسرطن, إلا أنه رخيص و لونه فضي لامع لين وسهل التشكيل, كما ينصهر عند درجة حرارة قليلة بالنسبة للمعادن, وهي321 درجة مئوية, وتلك الخصائص تجعله من الناحية الفنية معدنا مثاليا لتصنيع العديد من المنتجات, وليس الحلي فقط, ولكنها منتجات يمثل استخدامها كارثة حقيقية من الناحية الصحية. ووفقا للتقرير استطاعت الشركات خلال السنوات الخمس الماضية إدخال بضائع تجاوزت قيمتها500 مليون جنيه, وأنه تم رصد حركة إدخال البضائع القادمة من الصين, التي ترتبط بالشركات الصادر ضدها قرار بحظر دخول منتجاتها, وتم الكشف عن أن من بين هذه الشركات ثماني شركات استطاعت- بالتعاون مع شركات استيراد مصرية- إدخال بضائعها رخيصة الثمن, التي تقل قيمتها المادية عن مثيلتها المصرية بأكثر من70%, مضيفا أن من بين السلع المستوردة أدوات مائدة( أكواب, أطباق), وأكدت التحاليل المعملية احتواءها علي مواد مسرطنة; نتيجة قيام الشركات المصنعة بادخال القمامة في تصنيعها.
وأكد التقرير أن هذه المواد البلاستيكية المعاد تدويرها تحتوي علي مواد مشعة ومادة الفاليت, وخطورة هذه المادة أنها تتفاعل مع الكلور الموجود في المياه, وينتج من هذا التفاعل مركبات أشد خطرا تتسبب في أورام الكبدوالجهاز الهضمي, وتؤثر في هرمونات الجسم, خاصة في السيدات الحوامل, وبالتالي اختلال هرمونات الأجنة.أما د. عبد الهادي مصباح أستاذ المناعة بالأكاديمية الأمريكية للمناعة فيقول إنه يجب التأكد من مصدر المنتجات التي نستعملها خاصة المنتجات الغذائية, مشيرا إلي أن المنتجات المصنعة من اللحوم كاللانشون والبولوبيف مجهولة الهوية تكون مصنعة من لحوم الكلاب والقطط, أو من لحوم لم يتم ذبحها بطريقة سليمة, مما ينتج عنه اصابة مستخدمها بأمراض كثيرة مثل جنون البقر والتيفود والسيمونيلا والايكولاي.


مضيفا أنه حتي لو كانت اللحوم سليمة, فان المنتجات مجهولة الهوية يشوبها التلوث في عملية اعدادها وتدخل فيها بعض الفلزات والعناصر الثقيلة مما يؤدي إلي التسمم والتأثير علي جهاز المناعة علي المدي البعيد, بالاضافة إلي أن المعلبات الفاسدة تتراكم فيها بكتيريا البتيوليزم والتي تؤدي إلي الشلل في كل أعضاء الجسم بما في ذلك الحجاب الحاجز مما يؤدي إلي الوفاة.
وأشار إلي ضرورة التأكد من الشخص صانع المنتجات التي يتم تناولها لأنه يمكن أن يكون حاملا لمرض الالتهاب الكبدي والذي ينتقل عن طريق الأكل والشرب من حامله إلي الشخص الذي يأكل.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *