تطمح دائماً مصممة الأزياء الإيطالية ألبيرتا فيريتي إلى تحقيق حالة من الرومانسية، عبر مجموعاتها العديدة، وغالباً ما تميل إلى الانسيابية والأنوثة المفرطة، إلا أنها فضلت في مجموعتها الأخيرة لربيع وصيف ،2013 أن تتخذ منحى مختلفاً تماماً، يميل إلى القوة، والراحة والوضوح، لامرأة تعي تماماً خططها اليومية، وتميل بشكل كلي إلى أن تشعر بالراحة، مهما كانت الأسباب.

«لقد شعرت بالحاجة إلى أن ابتكر مجموعة من القطع التي تعين المرأة على الحركة بشكل يشعرها بالحرية، والخفة، والانسيابية التامة»، هذا ما صرحت به المصممة قبيل العرض الذي أقيم في مدينة ميلان الإيطالية أخيراً، مفضلة أن تركز في هذه المرة على تقديم أفكار لا تناسب الروح الرومانسية التي تميل إلى الأنوثة المغوية، بل لامرأة أكثر قوة، وأكثر وعياً، بلمسة معاصرة أضافتها المصممة على الأفكار الخفيفة الهفهافة، فبدت المجموعة منسابة كما لو كانت بخامات سائلة، بطبقات مزدوجة من خامات شفافة ذات لمعات بسيطة أقرب لالتماعة أجنحة فراشات شفافة، معتمدة فكرة الطبقات الشفافة بلمسات متحركة، أعطت الفساتين ديناميكية جعلتها أقرب إلى كائنات مقاومة للجاذبية.

تراجع

قد تكون المجموعة الأخيرة ليست أفضل ما قدمته المصممة حتى الوقت الحالي، إذ تراجعت بعد القطع في المجموعة عن المستوى الذي تتميز به فيريتي في الغالب، سواء من خلال مزج القصات الذي بدا غريبا نوعا ما، أو ربما كان ذلك نتيجة النحول المرضي الشديد الذي بدت عليه العارضات، ما جعل الفساتين تبدو متسعة في المناطق الخاطئة، ومتهدلة في مناطق أخرى. وعلى الرغم من أن هدف المصممة تقديم مجموعة مريحة، إلا أن ذلك بدا على حساب تحقيق قصات ناجحة في بعض الفساتين.

لم يقلل التراجع في بعض التصاميم من تميز بعضها الآخر، الذي اجتمعت فكرته على الجمع بين الخامات الشفافة اللماعة، والدانتيل الذي غالبا ما تزينت به أجزاء مختلفة من الجذع، بينما انسدلت الشيفونات والطبقات الشفافة التي عزّزت من الحركة وانسيابية القصات.

هدوء

مالت المصممة الإيطالية إلى اعتماد الألوان الهادئة، بينما غلب على المجموعة اعتماد اللون العاجي الذي أعطاها تأثيراً تبسيطيا معاصراً «مينيمال»، بالإضافة إلى اللون البيج المتورد المقارب للون البشرة، واللون الفيروزي الفاتح، واللون الأزرق السماوي، والأزرق النيلي، كما مزجت بين درجات الأزرق في التصميم الواحد، ما أعطى لمسة منعشة على المجموعة الباردة، بالإضافة إلى الأسود، كما أضافت لون البشرة كبطانة على أغلب الفساتين بمختلف ألوانها، كما قدمت درجات باستيلية من الزيتوني، والرمادي ذي اللمعة القمرية الساحرة.

وعزز من «باليتة» ألوان المجموعة، الخامات التي اختارتها المصممة، والتي اجتمعت أغلبيتها على ميزتها الشفافة، وتفاوتت بين الأورغانزا الحريري اللماع، والتول، والكريب السميك، والشيفون، والحرير، والشانتون والمعروف باسم «الحرير الهندي»، وقصاصات الدانتيل التي تزينت بها الخامات الشفافة، كما اعتمدت لمسات الأحجار التي غالبا ما كانت مطاولة ومتحركة تعزز من انسيابية الخامات.

مساء حرّ

على الرغم من ميل القطع لأن تكون أنسب إلى فترات المساء، لاعتماد الخامات المسائية الحريرية، والتركيز على الدانتيل كزينة رئيسة على معظم الخامات، إلا أن المصممة فضلت أن تعزز حالة الراحة والحرية في الحركة من خلال اعتماد قطع وقصات مريحة أقرب إلى النهارية، مثل القمصان الطويلة متفاوتة الطبقات والأطوال، والسراويل القصيرة ذات الكسرات، والأخرى الطويلة الكاشفة للكاحل، بالإضافة إلى الفساتين القصيرة الواصلة إلى الركبة، والفساتين الطويلة المسائية المنسابة على الأرض، كما اعتمدت المصممة فكرة تموجات البتلات المزينة للأرداف والبادئة من الخصر، والتي تشتهر هذا الموسم بكثافة بين مختلف المصممين وتندرج تحت اسم «بيبلام»، بينما اعتمدت فكرة الشبكة التي انسدلت واسعة فوق بطانة مشابهة من فستان شيفوني مزين بقصاصات الدانتيل التي بدت ظاهرة عند منطقة الصدر، حيث تعرق الدانتيل وتعرج على الصدر راسما خطوطه كما هي، معتمدة لوناً مشمشياً ذا درجة باستيلية، وبدت الشبطة أقرب إلى حجم وشكل شبكات الصيد نوعا ما، وقدمتها المصممة دون تكلف أو مبالغة، لتبدو تماما كما يفترض.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *