وثّقت المصورة الأسترالية شارني ماغري حياة نساء في الإمارات، وتتبعت عدستها «وجوهاً ناعمة» من بلدان عدة تعيش جميعها على أرض الإمارات، لتبرز من خلال صورها حكايات إنسانية بملامح مختلفة. جمعت شارني ماغري كل تلك الصور في كتاب بعنوان «نساء الإمارات» أطلقته أمس، في فندق سراي زعبيل بدبي.
لم تقتصر المصورة الأسترالية على الإماراتيات فحسب، بل التقطت كاميرتها أنماط حياة لنساء من جنسيات عدة، مبرزة ثراء وتنوع مجتمع الإمارات، فحضرت في لقطات الكتاب، سيدات أعمال ناجحات، ونساء عاملات وغير عاملات، ونساء يمارسن حرفاً يدوية.
وقالت شارني لـ«الإمارات اليوم»، إنها «تعيش في الإمارات منذ اربع سنوات، وعملت في السابق بمجال الجمال والأزياء، وتبلورت لديها فكرة لإنجاز كتاب يلخص رحلتها في اكتشاف النساء»، مشيرة إلى انها حرصت من خلال «نساء الإمارات» على تسليط الضوء على تجارب نسائية متباينة، فلم تعتمد ابراز سيدات الأعمال الناجحات واللواتي حققن مكانة مهمة في المجتمع فحسب، بل اعتمدت تصوير كل النساء اللواتي يمثلن الأمل والجمال والنجاح.
قصص
أكدت المصورة الأسترالية أن الفهم الخاطئ للمرأة في هذا العالم، يعد أحد الأسباب المهمة التي دفعتها الى تقديم هذا الكتاب. موضحة «هناك الكثير من قصص النجاح الملهمة والتجارب المهمة لسيدات لسن من طبقة سيدات الأعمال، لكنهن حققن مكانة لهن في المجتمع، بينما تعتقد كثيرات من الغربيات أن المرأة في العالم العربي محرومة الكثير من الفرص، بينما في الواقع هي قادرة على إثبات وجودها وتحدي الصعاب، وهذه الرسالة ستصل الى الناس من خلال الكتاب».
واعتبرت شارني ان الكتاب يحمل في طياته جانباً تعليمياً، إذ يجيب عن الأسئلة التي يطرحها البعض حول كيفية الحياة في الإمارات، وبماذا تختلف عن غيرها، مشيرة إلى انها حرصت على اختيار نساء يعملن في كل المجالات، إضافة إلى غير العاملات، والاهتمام بالتنويع في أعمار النساء، وكذلك الجنسيات. وروت بعض القصص الموجودة في الكتاب، قائلة «التقطت صوراً لنساء عانين سرطان الثدي، وكذلك امرأة افريقية اتت الى الإمارات، ولم يكن لديها سوى دولارين، وتمكنت مع الوقت من إعالة عائلتين».
أما الوقت الذي استغرقته لاختيار النساء وتصويرهن، فوصل إلى ما يقارب السنتين، وانتقلت في اثناء التصوير عبر إمارات الدولة المختلفة. ورأت المصورة ان جمهور كتابها سيكون ليس في الإمارات فحسب، بل في دول كثيرة حول العالم.
أما في ما يتعلق بتقديم كتاب بعنوان «رجال الإمارات»، فنوهت بأنها لا يمكنها أن تؤكد أو تنفي مشروعاً كهذا «فكل شيء ممكن، وتبقى الاحتمالات مفتوحة لأي مشروع جديد يهدف الى عكس صورة حقيقية وجميلة عن الناس والمجتمع».
مجهود
قالت الإماراتية نجاح حسين، التي ساعدت شارني ماغري على تأمين النساء لتلتقط صورهن، كما ان صورتها موجودة في الكتاب، لـ«الإمارات اليوم» «عملت بجد على مساعدة شارني لتصل الى مجموعة من النساء اللواتي برزن في المجتمع، واللواتي لهن مجهودهن الخاص أيضاً، سـواء في تنمية عائلتهن او المجتمع». وأشارت خلال حضورها إطلاق الكتاب إلى انها حرصت على اخراج شارني من حيز اللحظة، لتبرز التجارب الاماراتية القديمة، مع النساء اللواتي هن في العقدين الخامس والسادس، وذلك كي تكون أعمار النساء متفاوتة، وتمنت لو أنهما تمكنتا من وضع صورة فتاة العرب عوشة السويدي، لكنهما لم تتمكنا بسبب ظروف «فتاة العرب» الصحية، وكذلك الكثيرات من النساء اللواتي لم يتمكنا من تصويرهن لأسباب عديدة، علماً بأنهن البداية لما وصلت اليه المرأة اليوم.
وأضافت نجاح أن «المرأة لديها انجازات كثيرة، وإن كانت ربة منزل، فتربية الأطفال أصعب بكثير من الذهاب إلى المكتب والعمل، ومن المهم ان نبرز القصص التي تعلم كيف تبني المرأة حياتها، وتواجه التحديات، وسأقدم الكتاب لبناتي، لأنه يختصر تجارب، تشعرنا كم ان حياتنا سهلة ومشكلاتنا صغيرة».
معرض خاص
أشارت المصورة الأسترالية شارني ماغري، إلى أنها ستقدم مجموعة من الصور الموجودة في كتابها «نساء الإمارات» في معرض خاص بالنساء، في الثامن من مارس الجاري، الذي يصادف يوم المرأة العالمي، لافتة الى ان الفرق بين الكتاب والمعرض، يكمن في التوثيق، فالمعرض سيكون جميلاً، ويقدم رسالة للناس، لكن الاحتفاظ بالكتاب يعني الاحتفاظ بهذه القصص، وتوثيقها للاستلهام منها في الحياة.
يذكر أن شارني مارغي حازت العديد من الجوائز العالمية، ومشهورة بلقطاتها المصورة في مجالات الأزياء، والجمال، والإعلانات. ولدت شارني في أستراليا وانتقلت للإقامة في المملكة المتحدة عام ،2001 حيث عملت بجانب أكبر الاسماء وأكثرها نفوذاً في عالم الأزياء، مثل المصور العالمي نيك نايت ومجلة «فوج». واستقلت شارني في عام ،2005 وتوجهت للعمل الخاص واستمرت في العمل بمجالات تصوير الأزياء والجمال، في حين واصلت العمل في مشروعات تصوير خاصة بها، إذ سافرت إلى كينيا وتنزانيا لتصوير مشروع حول الجمال الداخلي للمرأة.