غنى الشعراء بالتفاح وبجماله وسحر نكهته، وقبلهم قام أشهر الأطباء بتعداد فوائده على مر العصور، فقديما قالوا “إذا تناولت التفاح قبل نومك، فلن يجد الطبيب عملا له” وهذا صحيح، فقد أثبتت الأبحاث أن التفاح صيدلية كاملة بحق.
خفض الكوليسترول
تؤكد دراسات علمية أن التفاح يساعد على حرق الدهون في الجسم وبالتالي تخفيف الوزن والحفاظ على الرشاقة، والتفاح يعمل على ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم بأسلوب لطيف ويبقيه مرتفعا أكثر من أي أطعمة أخرى، كما أنه غني بالألياف القابلة للذوبان، وبالتالي يمنع الجوع ويساعد على السيطرة على تأرجح مستويات سكر الدم، وتحتوي التفاحة المتوسطة على 81 سعرة حرارية دون دهون أو كوليسترول مشبع، حيث إن تناول التفاح بانتظام يساعد على خفض الكوليسترول وضغط الدم.
وأظهرت دراسة حديثة أن تناول تفاحة بدلاً من قطعة حلوى لا يقي من زيادة الوزن فحسب بل يمنع أيضاً تهشم العظام عند التقدم في العمر، حيث أشارت الدراسة التي نشرت في الدورية الأميركية لطب التغذية، إلى أن النساء المسنات اللاتي يتناولن كثيراً من الفاكهة والخضراوات والحبوب بشكل عام ربما يقل لديهم احتمال الإصابة بكسور في العظام مقارنة مع اللاتي لا يتناولن مثل هذا الطعام الصحي.
ووجد أن أفضل موسم لشراء التفاح هو فصل الخريف الذي يتوفر فيه أفضل التفاح، بخاصة التفاح الأخضر الطازج ذي الطعم الحامض الرائع، والتفاح الأحمر شديد الحلاوة والمليء بالعصير، والتفاح الأصفر بلون الذهب وبطعم متوازن من الحلاوة ولب ناعم سهل الأكل.
والتنوع الهائل في طعم التفاح وألوانه ومدى قساوة أو طراوة لبه وحلاوته تجعله فاكهة مميزة ومرغوبة سواء للأكل بين الوجبات أو للاستخدام في العصائر أو لعمل الحلويات أو حتى للاستخدام في الأطباق الرئيسية، ولكن هذا التنوع يجعل من المحير والصعب أحيانا معرفة أي هذه الأنواع يصلح لنوع الطبق المعد، فمثلا التفاح الذي يصلح لعمل فطيرة التفاح، قد لا يكون مناسبا لعمل العصير وهكذا.
ثلاثة ألوان
يعد التفاح الأحمر من أكثر الأنواع المنتشرة في العالم العربي، إلا أن شكله أفضل من طعمه فقشرة هذا النوع من التفاح صعبة المضغ وهي قاسية نوعا ما، إلا أن اللب يتميز بكثرة السائل فيه فهو جيد للعصير، ولا يفضل استخدام هذا النوع في الطبخ لأن لبه يذوب بسرعة، وموسم قطافه في شهر سبتمبر إلا أنه يخزن ويباع في الأسواق طوال السنة.
أما سبب نجاح التفاح الأخضر فهو توازن طعم الحموضة والحلاوة فيه، ومن مزاياه أنه لا يفسد بسرعة ويمكن أن يبرد لمدة ستة أشهر تقريبا، ومع أن طعمه لذيذ في العصير إلا أن قلة السوائل فيه لا تشجع على عصره، ولذلك يستخدم كثيرا في الحلويات المطبوخة وفي عمل صلصة التفاح، إلا أن الكثير من المستهلكين لا يحبذونه للأكل لقساوته، وموسم قطافه في شهر أكتوبر إلا أنه يخزن ويباع في الأسواق طوال السنة.
والتفاح الاصفر محبوب للغاية لرقة قشرته، ولبه الناعم السهل الأكل، واحتوائه على الكثير من العصير، طعمه معطر ومميز رغم أنه ليس حادا، وهو يستخدم في عمل فطائر التفاح والحلويات المطبوخة من غير الحاجة لإضافة السكر، ويعتبر لون قشرة هذا النوع من التفاح مؤشرا جيدا على جودته، فالأصفر الغامق دليل على أن التفاح استوى أكثر من اللازم.
أما إذا ترك خارج الثلاجة لفترة طويلة فتبدأ قشرته بالتجعد، وموسم قطافه من منتصف سبتمبر إلى آخر أكتوبر.
ووجد أن التفاح سهل الأكل ولذيذ ويمدك بالطاقة من غير أن يحتوي أي دهون، وتؤكد الأبحاث أن التفاح يحتوي على مادة تحارب الآثار السيئة لمادة الكوليسترول السيئ الذي يتجمع في شرايين الجسم، وتحتوي التفاحة متوسطة الحجم على خمس احتياج الجسم اليومي من الألياف الضرورية لتنظيف الجهاز الهضمي، وأكل تفاحة يوميا يقوي عمل الرئتين، ويقلل احتمالات سرطان الرئة، كما يحتوي التفاح على مادة البورون التي تقوي العظام وتقلل احتمالات الإصابة بهشاشة العظام.
وأثبتت أبحاث كندية أن التفاح الأحمر أفضل أنواع التفاح لاحتواء قشرته الخارجية وثمرته نفسها على كم أكبر من مضادات الأكسدة التي تحارب الأمراض.