أسرار حياة الجنين عنوان كتاب صدر حديثا لعالم النفس الكندي توماس فيرفي يوضح فيه أن الجنين في بطن أمه يستطيع أن يسمع ويري ويشم ويحلم ويستعشر أحاسيس الأم إذا كانت تتمتع بحالة نفسية سعيدة وهادئة.
ولد طفل ذو شخصية قوية واثق بنفسه والعكس إذا صاحب الحامل ظروف سيئة أصبح طفلا حاد الطباع وعصبي المزاج.
د.أحمد حسيني سلامة مدرس أمراض النساء والتوليد بجامعة عين شمس يقول:إن تربية الطفل تبدأ منذ بداية الحمل و هذا يؤكد أن الجنين يعي ويسمع كل ما حوله و يري و يتنفس ولكنه يري الظلام ويتنفس الماء.
ومسئولية الحامل تجاه وليدها التي تنتظره بفارغ الصبر فلا تنحصر في التغذية السليمة و الرعاية الصحية وتناول الفيتامينات وإعداد التجهيزات اللازمة لقدوم المولود فحسب, بل هي مطالبة بالمحافظة علي صحتها النفسية و حالتها المزاجية و نظرا لضغوط الحياة التي نعيشها تغفل الكثيرات التأثير المباشر للحالة النفسية علي الجنين الذي يعي بحالة امه عن طريق الهرمونات والدم اللذين يصلان له عن طريق المشيمة فهو يصاب بما تصاب به الأم فإذا كانت تتعرض لضغوط مستمرة كانت حركة الجنين أكثر نشاطا و أقل إستقرارا و يكون معرضا بعد ولادته لأن يكون طفلا عصبيا أكثر بكاء وأكثر تشنجا من الصعب تهدئته وقد يصبح عرضة لأمراض الأكتئاب, كما أن الحالة النفسية السيئة قد تتسبب بدرجة ما في ضعف الدم المغذي للجنين عن طريق المشيمة وبالتالي تؤدي إلي صغر حجم ووزن الجنين.
ويري د.أحمد أن السمات الشخصية للطفل هي سمات مكتسبة بعد الولادة من خلال أسلوب التربية و البيئة المحيطة إنما الجينات الوراثية هي الشئ الوحيد المتوارث بين الأجيال و هذه لا يمكن التدخل فيها- فمثلا إذا تعرض الجنين لأم مكتئبة تعاني ضغوطا معينة سيتأثر بهامؤقتا وإذا تغيرت الظروف و تم تعويضه بالحب والحنان والهدوء والاستقرارالنفسي سرعان ما يتغلب عليها الطفل وينساها ويصبح طفلا سويا.
ويقدم د.أحمد عدة نصائح اثناء فترة الحمل حتي تمضي بسلام:
ـ الإلتزام بالحياة الوسطية الرزينة و البعد عن كل ما يسبب ألم أو إيذاء نفسي أو بدني لأنه يؤثر علي صحة الأم و الجنين معا.
ـ الحمل حالة فسيولوجية ليس بها ممنوعات إلا في بعض الحالات الحرجة اي أكل و شرب و سفر وخروج…. الخ و لكن دون مبالغة في أي شئ.
ـ لابد أن تكون الزوجة في أعلي حالات السلام النفسي مع نفسها ومع الأخرين فلابد ان تشعر دائما بالسعادة و تنتهز كل فرصة للاستمتاع لأن هذا يجعل الجهاز المناعي لها و لطفلها.
ـ الزوج له دور مهم في مساندة الزوجة نفسيا ومعنويا أثناء فترة حملها و محاولة التخفيف عنها وطمأنتها باستمرار.
ـ كل ما يسعد الطفل المولود يسعد الجنين داخل رحم أمه ولذا علي الأم أن تتعامل مع جنينها من هذا المنطلق فهو يستمتع بسماع الموسيقي و لمسة حانية من يد أمه أو أبيه علي بطنها أو مداعبة بكلمات رقيقة يسمعها و يستجيب لها.
و أخيرا رياضة المشي التي تفيد كثيرا الدورة الدموية والعضلات لتسهل عملية الولادة إلي جانب أنها تساعد في رفع الروح المعنوية للحامل.