المليونيات في ميدان التحرير للمرة الثانية والغاز القاتل في الميدان, وانباء عن المزيد من الشهداء وهتافات ضد المجلس العسكري واتهامات للشرطة بقتل المتظاهرين, وكل الإضطرابات والتحديات التي تمر بها بلدنا في هذه الحقبة تشغل بال الكبار وتنعكس آثارها علي الصغار.
ماذا نقول للطفل عن هذه الفترة من حياتنا وكيف نهدئ خواطره بخصوص الأحداث الجارية ؟
تقول د.سميحة نصر استاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائية: هذه المرحلة المهمة من تاريخ مصر ستظل ذكراها عالقة بذهن الطفل لسنوات ممتدة ويمكن استغلال هذه الحقبة من تاريخ الوطن لنوضح للطفل معني الشعارات التي يدعو لها ثوار الميدان كالحرية والعيش والعدالة الاجتماعية بصورة مبسطة دون تلقينهم معتقداتنا الخاصة, ولكن نكتفي بشرح مفردات الشعارات فالحرية هي حرية التعبير عن الرأي وحرية المعتقدات, والعيش هو حق كل مصري في العيش الكريم ولقمة العيش, والعدالة في توزيع الاجور وخيرات الوطن وفي الحقوق والواجبات وننتهز الفرصة للتركيز علي اهمية المواطنة والمساواة بين كل افراد الشعب وعدم التفرقة أوالتمييز بينهم بسبب الديانة اوالجنس أواللون..
وعندما يسألك طفلك عن سبب عودة الثوار الي الميدان لا بد من مصارحته بالحقيقة لأنه يجب ان يعيش التجربة معك, ويجب ان يجد اجابة لكل اسئلته فاذا سألك لماذا يهتفون ضد المجلس العسكري حدثيه عن مرحلة التغيير التي تمر بها كل الثورات واشرحي له اننا نعتز بجيشنا وانه هو حامي الوطن, ولكن الثوار يرغبون في ان تكون الحكومة مكونة ممن كانوا معهم في الميدان, أما الغاز المسيل للدموع والشهداء وما غير ذلك من احداث التي قد تثير بلبلة لدي الطفل اوالشعور بعدم الامان فيمكن اقناعه بأن هذه الأمور كلها قيد التحقيق واننا في انتظار التفسيرات من الحكومة, وانه لايجب إصدار الأحكام إلا عندما تتضح الحقائق أما هؤلاء الذين يصطحبون اطفالهم الي ميدان التحرير كأنها نزهة ويعرضونهم لخطر التدافع بين المواطنين أو الغاز أو حتي للصوت العالي, فهم يخطئون في حق الطفل الذي لم يصل الي مرحلة النضج الكافية ليتفاعل ويدرك مغزي الاحداث و يحملونه فوق طاقته