كلؤلؤة مختفية تحت غموض داكن، تبدو امرأة «موزان»، الاسم الذي يحمل معنى اللؤلؤ، بمجرد ارتداء أحد تصاميم هذه الدار الراقية للعباءات، للمصممة الإماراتية رفيعة هلال بن دري، التي قدمت لموسم شهر رمضان والعيد مجموعة من تصاميم العباءات الراقية، وحملت لمسة عالمية مترفة، وخطوطا تمازجت بين الهدوء والانسيابية، والابتكار والجدة، حريصة في كل مرة على تقديم المختلف واللافت.
وكحال القطع العالمية، كان من الطبيعي أن تجد «موزان» مكانا مميزا لها في واحد من أشهر متاجر بيع الماركات العالمية «بلومينغديلز» في دبي مول، لتقدم من خلاله مجموعة مختارة من تصاميمها، كجزء متوازٍ مع مجموعتها الأخيرة في فروع متاجرها الخاصة، والتي تكونت من 27 تصميما حرصت من خلالها أن تقدم العباءات البسيطة ذات اللمسة الناعمة شديدة الهدوء والرومانسية، وتلك التي حملت ثقلا وبذخا أكبر من خلال المشغولات التي زينتها، أو فكرتها الأكثر تعقيدا وكثافة، إضافة إلى تنوع الخامات سواء الرئيسة للعباءات من كريب الحرير والدانتيل الفرنسي والشيفون، إضافة إلى مجموعة من الحرائر الراقية المطبعة التي اعتمدتها المصممة في تبطين عدد من العباءات الشيفونية الشفافة، ما كان له تأثير خاص جدا في التموجات المراوغة للشيفون المنساب بتدرجات وتموجات هادئة.
مع «موزان» يمكن اعتبار العباءة جزءا مكملا للفستان، أو أيا كان اختيار صاحبتها، أو قطعة منفردة بحد ذاتها تطغى وتأسر ما يحيط بها، لتبرز وحيدة، وتتحول من عباءة إلى قطعة جذابة وخاصة جدا، مناسبة لأن تكون القطعة الرئيسة في أي مناسبة كانت، وهو ما حرصت رفيعة بن دري على التركيز عليه في الآونة الأخيرة، في محاولة لمواكبة احتياجات المرأة العصرية، وحاجتها إلى المرونة والأناقة في الوقت ذاته، دون التخلي عن تلك اللمسة المتزنة والهادئة.
القليل أفضل
من خلال مجموعتها الأخيرة، فضلت المصممة أن تفاوت بين لمسة البذخ الثقيلة والتصاميم الهادئة شديدة النعومة، ومراوغة بين التقليدي والمبتكر المعاصر، سواء من خلال العباءات المزينة بأحزمة ناعمة وقصة ملتفة قد تبرز القليل من ساق صاحبتها، بلمسة رقيقة وشديدة الدقة والرقي للتطريزات النباتية المتسلقة على الكتف، أو من خلال العباءة السروال بقصتها شديدة الاتساع والتي قد تبدو للوهلة الأولى أقرب إلى التنورة، وجذع من الحرير الملون والمطبع بإيحاء أشبه بالقميص الواسع، ليزين الجزءين حزام جلدي عريض يضفي المزيد من العصرية والأناقة على التصميم.
إلى جانب العباءات الواسعة ذات اللمسات الحريرية المطبعة الناعمة وخطوط التطريزات المذهبة الهادئة، وتلك بمشغولاتها الملونة من القصب والخرز والخيوط المحبوكة على الطريقة الشرقية على طول مركز العباءة وأكمامها، أو المزينة بشرابات جانبية متدلية تضفي ثقلا على الجوانب يحسن من شكل القصة على الجسم بقصاتها الواسعة ذات التموج والتفاوت والذي يظهر ذكاء الفكرة من خلال الحركة، قدمت رفيعة بن دري مجموعة من العباءات الراقية المناسبة للسهرة، سواء الشيفونية المزينة بتطريزات ومشغولات من الدانتيل والكريستال والخيوط السوداء المزينة للصدر والحوض والأرداف، أو تلك المبطنة بحرائر ملونة برزت تارة مع انفتاح القصات واختفت تارة مع التموجات الشيفونية التي استقرت على الجوانب، أو المزينة بتخريمات شديدة الدقة بدت أقرب إلى النقوش المستقرة على الجذع والأرداف والتي أبرزت ألوان البطانة الحريرية مزينة بذلك شكل العباءة.
أفكار خاصة
في كل موسم، تحرص المصممة على تقديم مجموعة شديدة الابتكار من الأفكار الجديد، والتي تجعل رفيعة بن دري واحدة من أكثر مصممات العباءات حداثة وثورية، لما تعطيه للعباءة من جانب معاصر وحداثي، يجعلها أكثر قربا إلى العالمية، دون أن تـلغي ذلـك الجانب التقليدي والتراثي الـذي قد يـبدو تـارة في التطريزات والتـفاصيل اليـدوية، أو في القصـات أو الاكسـسوارات المستـخدمة، كما أنـها كانـت أول من أعطى للعباءة ذلك الثقل وتلك الأهمية المـدروسة وتحـويل العـباءة إلى خـط أزياء ذكي وواضـح، من خـلال إدخـالها لثـلاث فـئات تحـتوي علـيها دور أزيائها، إذ تتضمن كل فئة من الفئات الثلاث تشكيلة معينة من القطع والموديلات، تركز فيها المصممة على فئة معينة من النساء، أو ظـرف مـعين لـهن، تخـتلف في احتـياجاتها دون الخـروج عن الخـطوط العامة والواضـحة التي تمـيز الـدار، والـتي تتـميز غالبا بالقصات الراقية التي تضفي اللمسـة الراقيـة والمـغوية والمـتزنة في آن واحـد، بانسيابية وانسدال مترف وأنوثة مدروسة جدا كيلا تخرج عن إطارها الرزين، مقدمة خط «موزان» للعـباءات اليومية والعملية المناسبة للنهار، أو تلـك الرسمية المناسبة للأحداث والمـناسبات العـامة، إضافة إلى «مس موزان»، التي تسلط الضوء على التصاميم الخاصة بفئة الفتيات الشابات الصغيرات، و«موزان الحصرية» من العباءات الخاصة جدا، والتي تصمم وتفصل للنخبة من السيدات، والتي يمكن وصفها بعباءات «الهوت كوتور»، وهي عباءات خاصة بالمناسبات السعيدة والحفلات الضخمة.