يقول البعض إن أفضل ما في السينما أنها تؤرخ للفنان طوال العمر، بينما يرى آخرون أن التليفزيون يستطيع أن يضع الفنان في ذاكرة الجمهور مدى الحياة، في حين أن المسرح له جمهوره الخاص المحدود.
ظل حال المسرح هكذا لسنوات عديدة حتى بدأ تسجيل بعض عروض المسرحيات لتضاف إلى ذاكرة التليفزيون الخالدة، لكن هذا الحل رغم أنه يبدو جيدا إلا أنه ظلم عدد كبير من النجوم.
من المعروف أن المسرح يختلف عن غيره من الفنون، فيمكنك اليوم عرض مسرحية بفنان معين، ثم بعد فترة تعرض بآخر غيره، وما يثبت في عقل الجمهور هو العرض المسجل ليس غيره.
ونرصد عدد من الذكريات المسرحية التي لايعرفها عدد كبير من الجمهور.
8. مسرحية «شاهد ماشفش حاجة»
مسرحية مأخوذة عن نص تمثيلية إذاعية بعنوان «حدوتة الأرنب سفروت»، وتم إنتاجها عام 1976، وجميعنا يعرف أن المسرحية بطلها الفنان عادل إمام، والفنانة ناهد جبر، والفنان عمر الحريري، لكن الواقع أن بطلة المسرحية الحقيقية أمام الزعيم كانت الفنانة هالة فاخر.
لكن «هالة» لم تستطع إكمال المسرحية بسبب وفاة والدها فاخر فاخر، ما منعها من الاستمرار في تقديم عروض «شاهد مشفش حاجة»، وتم استبدالها بالفنانة ناهد جبر.
7. مسرحية «ريا وسكينة»
عُرضت عام 1984، من بطولة سهير البابلي وشادية، وعبدالمنعم مدبولي، والجميع يعلم أن العسكري «عبد العال» الذي أثار ضحكات الجمهور العربي كان أحمد بدير.
وفي الحقيقة لم يكن «بدير» هو بطل المسرحية الحقيقي، إذ كان البطل أمام سهير البابلي هو الفنان حمدي أحمد، الذي تم استبداله من المسرحية بسبب عدم ارتياح المطربة شادية للتعامل معه، بعد حدوث خلاف بينهما أثناء عرض المسرحية في الكويت، ما أدى إلى استبداله.
والمفاجأة أن هذا التغيير جاء في صالح المسرحية، حيث شهد عدد كبير من المسرحيين أن «بدير» تفوق على «حمدي»، وكان الدور بمثابة بداية لتاريخه الفني.
6. مسرحية «الواد سيد الشغال»
عام 1993 قدم الفنان عادل إمام مسرحية «الواد سيد الشغال»، التي نجحت نجاحا منقطع النظير، أدى إلى استمرار عرضها لمدة 8 سنوات، ومن بطولة الفنان عادل إمام، وعمر الحريري، ومشيرة إسماعيل.
لكن «هدى»، التي تزوجها «سيد الشغال»، كمحلل حتى تستطيع العودة لزوجها الذي طلقها 3 مرات متتالية، كانت سوسن بدر وليست مشيرة إسماعيل، وظلت «سوسن» بطلة المسرحية لمدة 3 سنوات، إلى أن اعتذرت وتم تسجيل المسرحية بعدها بالنسخة التي ظهرت فيها مشيرة إسماعيل هي البطلة.
5. مسرحية الجوكر
تعد من أهم الأعمال المسرحية التي قدمها محمد صبحي، قدمها عام 1976، وارتبطت في الذاكرة بصورة البطلة هناء الشوربجي، أحد الوجوه متكررة الظهور في أعمال «صبحي».
وفي الحقيقة فإن المسرحية لها بطلة أخرى، بدأت عروضها قبل أن تنضم «الشوربجي»، وهي الفنانة ماجدة الخطيب.
وفي نفس المسرحية، كان الفنان أسامة عباس هو البطل الحقيقي أمام «صبحي»، إلا أنه اعتذر وقدم دوره الفنان محمود القلعاوي، وتم تسجيل المسرحية بـ«القلعاوي»، و«الشوربجي».
4. مسرحية «المتزوجون»
تم إنتاجها عام 1981، من بطولة سمير غانم، وجورج سيدهم، وترتبط في أذهان الملايين بالكوميديا الساخرة من الأوضاع الاجتماعية.
يتذكر الجميع رقة «لينا» زوجة «مسعود»، التي أخافها «جدو الحولان»، ورأت «الفجل» موز، و«الزير» شكل من أشكال «البانيو» المتعددة، وأدت دورها الفنانة شيرين.
لكن الحقيقىة أن صاحبة الدور هي الفنانة هويدا، ابنة المطربة صباح، والتي اعتذرت عن الدور بعد فترة من تقديم المسرحية على المسرح، وحلت محلها شيرين، لتسجل المسرحية باسمها للأبد.
كما أن دور «نفيسة» الذي سجل باسم الفنانة راوية سعيد، لم يكن دورها في البداية، إذ بدأت المسرحية بالفنانة فريدة سيف النصر، ثم تم استبدالها بالفنانة سعاد نصر، وانتهى الدور إلى «راوية».
3. مسرحية «مدرس المشاغبين»
ربما سيظل تذكرها جميع الأجيال إلى أجل غير مسمى، فهي أحد أنجح الأعمال المسرحية في مصر إن لم تكن أكثرها نجاحا في نظر البعض، تم عرضها عام 1973، ومأخوذة عن الفيلم البريطاني To Sir, with Love.
والجميع يعرف أن ناظر المدرسة، «عبدالمعطى»، هو الفنان حسن مصطفى، لكن الناظر في البداية كان نجم الكوميديا، عبدالمنعم مدبولي، الذي ظل يقدم المسرحية لفترة كبيرة،ـ ثم اعتذر عنها، وقيل إنه بسبب ارتجال الفنانين عادل إمام وسعيد صالح وخروجهما عن النص المكتوب لمدة كبيرة، ما كان يؤدي إلى إطالة عرض المسرحية، وهو ما رفضه «مدبولي».
ويذكر أن حسن مصطفى كان يؤدي دور الأستاذ «الملواني»، الذي قدم دوه في النسخة المسجلة، الفنان عبدالله فرغلي، إلا أنه بعد اعتذار «مدبولي»، تم الاستعانة بـ«مصطفى» لتقديم دور الناظر.
كما أن المدرسة «عفت» التي ارتبطت في الذاكرة باسم الفنانة سهير البابلي، كانت تؤدي دورها في البداية الفنانة ميمي جمال، التي لم تشأ ظروفها أنذاك لتسجيل المسرحية.
ويعد فترة توقف تم إعادة عرض المسرحية عام 1980، لكن الفنان أحمد زكي اعتذر عن تقديم الدور لأنه كان يرى أن دوره لم يكن بأهمية الأدوار الأخرى، خاصة مع حذف مشهد كامل من دوره كان من المفترض أن تظهر فيه شخصيته بشكل أقوى.
ومع اعتذار «زكي» قدم الفنان محمود الجندي دور «أحمد» الشاب الهادئ صاحب «المشاغبين».
2. مسرحية «الهمجي»
مسرحية كوميدية سياسية من بطولة محمد صبحي، وسعاد نصر، وهناء الشوربجي، وممدوح وافي، وقدمت عام 1985.
وقامت بدور الطفلة ابنة «آدم»، الذي قدم دوره محمد صبحي، الصغيرة في ذلك الوقت، هدى هاني، الذي رافقته في أعماله الفنية فيما بعد، لكن المسرحية في بداية عرضها كانت تعرض بالطفلة «ليزا»، التي تم استبدالها فيما بعد، وتم تسجيل المسرحية بدور هدى هاني.
1. مسرحية «العيال كبرت»
مسرحية يتذكرها الكبير والصغير، ويعرفها القاصي والداني، وواحدة من أهم المسرحيات في مصر على الإطلاق، تم إنتاجها عام 1979.
عائلة رمضان السكري، هي إحدى أشهر العائلات في مصر، على الأقل في الأعياد والمناسبات الخاصة التي يعاد فيها عرض المسرحية.
يتذكر الجميع دور «سلطان» الذي أداه الفنان سعيد صالح، ويردد الجميع إفيهاته بدءًا من «سوسو هترقص وإنت هتمز يا أبو سوسو» نهاية بطريقة في تعليم أمه «زينب» كيفية «الدردحة».
لكن «زينب هانم جادالله»، كما كان يناديها «رمضان»، وأدت دورها الفنانة كريمة مختار، كان الدور للفنانة نبيلة السيد التي أدته وقدمته في بداية عرض المسرحية لمدة 3 سنوات، وبعد اعتذارها قدمت «كريمة» الدور، وتم تسجيل المسرحية للتليفزيون في ذلك الوقت.