تعد آخر مجموعات مصمم الأزياء اللبناني زهير مراد، لخريف وشتاء 2011-2012 من فساتين السهرة الراقية «هوت كوتور» والتي عرضت في أسبوع باريس للموضة، أخيراً، واحدة من أنجح وأكثر مجموعات المصمم إتقانا وبذخا، وقد تكون تلك اللمسة الشرقية الغنية، هي ما عزز في المجموعة كل تلك الصفات، لينقل المصمم بلوحته العبقة بريح الشرق سحرا خاصا جدا، شاغلا إياه بالكثير من اللمسات الأوروبية الراقية، التي امتزجت مع بعضها بعضاً بتماهٍ ذكي لا يمكن سوى لمراد تحقيقه.

بألوان تنبض بحياة من عالم أسطوري، وبفخامة لا يمكن سوى لمصمم من تلك الجهة السحرية من العالم أن يحققه، كان لمجموعة خريفية شتوية، الكثير من اللمسات الربيعية التي لا يمكن تجاهلها، كما لو كانت مجموعة مستوحاة من شتاء شرقي مشمس، امتزجت به صفات الربيع الملونة، ببرودة الأجواء وغيوم خجولة تتردد في غمر الأرض بعطائها المنهمر، مفضلة أن تتمتع بألوان الزهور، وألوانه المفعمة بالحياة.

وفي تركيز على اللمسات النباتية عامة والزهور المتفتحة خاصة، كانت القصات شديدة الأنوثة، والغارقة في رسم تلك الانحناءات المغوية للجسد، أكثر ما ميز المجموعة التي بدت مناسبة لحفلات السجادة الحمراء، والزفاف، سواء بتلك الكثافة في المشغولات والتزيين، أو الأفكار المميزة، التي حرص المصمم فيها على اختيار مجموعة شديدة الفخامة والأناقة من الخامات المسائية.

نقوش

تزين معظم المجموعة بنقوش ومشغولات حملت الكثير من الطابع الشرقي الآسيوي، نجح المصمم اللبناني في تنفيذها بأسلوب شديد الفخامة والغنى، مازجا بين الترتر اللماع والمنطفئ، والخرز المستدير متفاوت الأحجام، إضافة إلى القصب بخطوطه المستقيمة الدقيقة التي يمكنها أن تتشكل بتوازٍ وتناظر، عاكسا التماعته الأنيقة، لتتحول الفساتين إلى أشجار تزينت أغصانها بالزهور المتفتحة.

وكانت أحياناً أقرب إلى زهور تسلقت بجذوعها أجساد العارضات لتستقر على جذوعهن وأكتافهن بسكينة، بينما ركز المصمم أيضا على المزج بين النقوش النباتية وتلك العاكسة للرسومات الآسيوية التقليدية ذات الخطوط الهندسية والأقواس الكثيفة، التي اعتمدها المصمم نقوشاً رسمت خامات التول الشفافة على الجذع والظهر والسيقان، أو تلك التي تمحورت حولها طريقة قص وتفصيل الفساتين، بحدود متعرجة تحدد هذه الرسومات على الصدر والأذيال والجذع.

سهرة

لم تخرج المجموعة عن تصاميم السهرة الراقية جداً، إلا أنها تفاوتت في تقديم مجموعة متنوعة من القطع بين الفساتين الطويلة المنسدلة، أو تلك التي تضيق حتى الأرداف لتنتفخ بسكينة وخفة يتميز بها التول الذي كان سيد المجموعة، أو الفساتين الضيقة بالكامل بتحديد وضيق شديد عند الجذع، إضافة إلى الضيقة القصيرة حتى الركبة، من دون أن يتناسى تقديم مجموعة كبيرة من السراويل الطويلة الواسعة الحريرية، التي تميزت بالتماعتها الفخمة، وخصرها العالي، أو تلك الضيقة التي كانت جزءا من فساتين قصيرة من الأمام بأذيال طويلة من الخلف، وهي السراويل التي اعتمدت قماش التول الشفاف المزين بالكامل بالمشغولات الشرقية ذات ألوان مشابهة لألوان الفساتين التي غطتها، إضافة إلى اعتماده مجموعة من التنانير الطويلة الحريرية الواسعة ذات الخصر العالي، والتي غالبا ما احتوت على فتحات مرتفعة جداً وصلت حتى الأرداف.

وقدم زهير مراد أيضاً فكرة «الجمب سوت» أو «الأوفر هول» الكامل من قميص وسروال متصل مزين بحزام عريض على الخصر، والتي اعتمد فيها قماش الترتر الذهبي المنطفئ، كما أضاف مجموعة شديدة التميز من القمصان الشفافة من الأورغانزا البيج العاجية، والتي اعتمد فيها القصة الآسيوية ذات الرقبة العالية والأزرار القماشية الجانبية الواصلة من الرقبة حتى الكتف، دون أن يتجاهل تزيين القمصان بالمشغولات الآسيوية من القصب والترتر الأسود، والتي كانت واحدة من أكثر القطع تميزاً في المجموعة.

وأضاف المصمم إلى المجموعة أيضاً عدداً من المعاطف الراقية المناسبة للسهرة، بين تلك القصيرة الريش الطويل الناعم، أو المعاطف الحريرية الراقية المزينة بلمسات فرو أطرت حدودها.

خامات

اعتمد زهير مراد في معظم المجموعة قماش التول الشفاف القريب من لون البشرة، والذي كان القاعدة الرئيسة لرسم لوحة مجموعته المعتمدة بالكمال على المشغولات والتطريزات اليدوية الدقيقة التي أضافت قيمة عالية للمجموعة، كما عزز التول بكونه قاعدة شفافة غير ملاحظة فكرة التخريمات العريضة التي رسمت نقوشها المتموجة على كامل الجذع.

كان للدانتيل بفخامته الطبيعية، مكاناً خاصاً في المجموعة صعب، إضافة إلى الحرير، والريش والفرو، والغيبور، والشيفون، وحرير الشيفون، والأورغانزا الحريرية.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *