لسنوات عديدة ربط الإجهاد بقضايا صحية مختلفة كارتفاع ضغط الدم والصداع النصفي، لكن أولى علامات الإجهاد تظهر على بشرتك، وتتطور مع الوقت لتظهر التجاعيد في سن مبكرة. فقد أثبتت الدراسات أن إفرازات الكورتيزون والحالة النفسية السيئة والعادات غير الصحية والتوتر والقلق من الأسباب التي تصيب البشرة بالجهد والتعب.
لكن التطور الهائل في الاكتشافات الحديثة والمنتجات الطبيعية والطبية، بالاضافة إلى الرياضة والنوم والاسترخاء والطمأنينة وعدم السير وراء الأزمات، هي الملاذ الآمن للبشرة من ضغوط الحياة اليومية وتأثيراتها السلبية على مظهرها الخارجي.
البشرة أكبر الأعضاء مساحة في جسم الإنسان، وقد يعتقد الكثيرون أنها حاجز يحفظ الجسم من التأثيرات البيئية السلبية بحيث تبقيها في الإطار الخارجي ولا تسمح لها بالتغلغل نحو الباطن، باعتبار أن أغلى الأشياء وأهمها في جسد الإنسان محمية بهذا الغلاف. وهذا الاعتقاد لا يجانب الصواب ولا يخالفه، لكن الجلد يعتبر إلى جانب ذلك جهازاً مناعياً يقوم باتصالات مباشرة وغير مباشرة بين مختلف أعضاء الجسم، ويوصل الكثير من المعلومات إلى الدماغ.
أضرار الإجهاد
كلما شعرنا بالقلق تتسلم الغدة النخامية اشارات بذلك، فترسل بدورها رسالة كيميائية إلى الغدة الكظرية لتنتج هرمون التوتر الرئيسي، فتنتقل الأخبار حول حالة الجسم المتوترة والقلقة والمضطربة إلى أعضائه المختلفة في ثوان معدودة.
وضخ هذا الهرمون في أنظمة أجسادنا دفعة واحدة، وإعلام أجهزتنا كلها بالحالة النفسية التي نتعرض لها كفيلان بإصابة الجسد بالتهاب فوري كرد فعل على الضغط النفسي الذي تعرضنا له، والالتهاب بدوره ينتج التأكسد الذي يتلف الخلية.
وعلى المدى القصير يساعد الالتهاب على محاربة المرض، لكن الالتهاب المزمن سيسبّ.ب ضرر كبيرا وشديدا للجسم ويرتبط مع مجموعة واسعة من الأمراض، مثل السكر والتهاب المفاصل والربو.
لكن ماذا يؤثر ذلك في البشرة؟
لا خلاف في أنه عندما تلتهب المسام، فإنها تغدو سميكة ومنتفخة وأكثر عرضة للانسداد، وعندما يلتهب الكولاجين تتلف الأنسجة وتنتج من ذلك التجاعيد.
كما يظهر حب الشباب والتجاعيد والجفاف والحكة مع الالتهاب، حيث عادة ما تكون مؤشرات منبهة إلى ما يجري حقيقة في الداخل.
التأثير العاطفي
في كثير من الأحيان نلقي اللوم على التأثيرات الخارجية، الشوكولاتة والغبار وحتى الطقس، عندما نلحظ وجود أي خلل في صحة بشرتنا، لكن السبب الحقيقي وراء ما يسمى بـ«يوم البشرة السيئة» غالباً ما يكون الحالة العاطفية.
قد تذهبين إلى مكتب أو تدخلين إلى جمعية وتصادفين احدى الصديقات التي تسألك عن أحوالك بعد أن تلاحظ بعض تأثيرات الأمراض التي تعانين منها على وجهك. فألم المعدة مثلا داخلي، لكن تأثيراته لا يمكن إخفاؤها، لأنها تكشف ذاتها عن طريق البشرة والتجاعيد.
عليك التعامل ليس فقط مع ما تشعرين به، ولكن مع رد فعل الآخرين عندما يرون هذه الآثار على بشرتك، وبمجرد تماثل بشرتك للشفاء فإن الجميع سيلاحظون ذلك مباشرة وسيخبرونك بأنك تبدين رائعة.
هل العلاج في زجاجة؟
علاجات وعقاقير العناية بالبشرة، وتلك الخاصة بمكافحة الشيخوخة، متوافرة على رفوف الصيدليات وفي المتاجر الراقية، والنساء يشترين هذه المنتجات في أعمار أصغر من أي وقت مضى، في إشارة إلى أن هناك احساسا بالقلق من آثار تلف البشرة بسبب الإجهاد، فالمراهقون على سبيل المثال يظهر ارتفاع مستويات التوتر واضحاً وجلياً على بشرتهم من خلال اصابتهم بحب الشباب.
وقد وجدت دراسة حديثة أن حب الشباب في سن المراهقة يزداد ليصبح 23 في المائة خلال أوقات الامتحان، وهذا الارتفاع في نسبة ظهور الحبوب ليس بسبب فائض الزهم (الزيت الذي يسد المسام ويسبب ظهور حب الشباب) ولكن السبب الرئيسي في هذا هو الالتهاب.
كيفية التعامل مع التوتر
الكثيرون يجهلون طرق التعامل مع التوتر، لذلك فإنهم عندما يصابون بالقلق يفكرون في تغيير بعض العادات، فقد يتوقفون عن ممارسة الرياضية ويكثرون من التدخين وتناول الوجبات السريعة ويتخلون عن الرعاية الروتينية للبشرة، وقد يلجأون إلى العزلة والابتعاد عن تجمع العائلة والأصدقاء.
عليك أن تتعلمي التحكم في الأمور التي تكون تحت سيطرتك، وصدقي أو لا تصدقي فإن الكثير من الضغوطات تندرج تحت هذه الفئة، لذا عليك الاستعداد لأوقات التوتر، وإعطاء النفس فاصلاً يكون هو الخطوة الأولى نحو محاولة التخلص من التوتر، وعليك العمل أولا على القضايا الصغيرة التي تزعجك ومعالجتها، ما سيكون له الأثر الإيجابي في الدماغ وسيساعد على انخفاض هرمونات التوتر.
إن العثور على حليف واحد، صديقة أو قريبة أو طبيب، والحديث عما يجري في حياتك بدلاً من عزل نفسك، سيكون له اثر ايجابي في بشرتك.
ممارسة الرياضة
ممارسة الرياضة لمدة 15 دقيقة يومياً تساعد على رفع مستوى الأندورفين، وتعزز المواد الكيميائية التي تحسن المزاج في دماغك.
حاولي أيضا العثور على طريقة صحية للاسترخاء، ويمكن للتدليك واليوغا والتأمل أن يكون لها أثر إيجابي في تهدئة نفسك وراحة ذهنك.
ويعتبر النوم أحد المضادات الناجعة للالتهاب، ففي وقت الاسترخاء تكون مستويات هرمون التوتر في أدنى مستوياتها ما يكفي لإبقاء أفضل ما لديك من مهارات التكيف في متناول اليد.
لا تنسي إبعاد المرآة المكبرة الخاصة بك، فهي تشجعك فقط على نقد بشرتك والعبث بها.
إن العقل والجسم أكثر ارتباطاً مما كنا ندرك، والخبر السار هو أنه لدينا القدرة على تخفيف التوتر عن طريق اتخاذ خطوات صغيرة كل يوم. لا ضير في أن تجربي اجراء تغيير بسيط في نمط حياتك فوجهك ستظهر عليه النتائج في وقت أقرب مما كنت تعتقدين وتتخيلين.
قناع منزلي لمحاربة التوتر
يتكون هذا القناع من:
– ملعقتي طعام من مسحوق الشوكولاتة.
– ثمرة أفوكادو واحدة.
– ملعقتي طعام من العسل الطبيعي.
– كوب حليب طازج.
• الطريقة
1 – امزجي هذه العناصر في الخلاط وضعي المزيج في الثلاجة لمدة 15 دقيقة.
2 – نظفي الوجه بالمنظف الخاص بك، ثم ضعي القناع على الوجه واتركيه لمدة 20 دقيقة.
3 – اغسليه بالماء الدافئ، ثم اشطفي الوجه مرة أخرى بالماء البارد وجفيفيه بالمنشفة.
4 – استخدمي التونرَ الخالي من الكحول وضعيه على دوائر من القطن وامسحي بها وجهك.
5 – استخدمي المرطب المناسب وفقا لنوع البشرة، وبعد ذلك ستحصلين على بشرة ناعمة مفعمة بالتألق والنشاط.