رحل عام2011 بحلوه ومره والذي لم يكن بأي حال كأي عام من الأعوام التي مرت علينا, لتطوي المرأة والأسرة المصرية صفحة عام مضي
ولتبدأ أحلاما مغلفة بالآمال والورد.. تتمني تحقيقها في العام الجديد… وقد تركت أحداث العام الماضي التي شهدت مصر آثارها التي لا يمكن التغاضي عنها كما فرض المشهد السياسي نفسه وبعنف علي أحاديث المجتمع والأسرة المصرية وحتي في الأسواق التي تحولت جميعها إلي صالونات سياسية من الطراز الرفيع حتي أنك ما إن تسأل شخصا, رجلا أو سيدة أوحتي طفلا, عما يتمناه في العام الجديد إلا وتجده يسارع بالإجابة أنه يتمني الاستقرار لمصر.
وقد حاولنا استطلاع آراء بعض السيدات من طوائف مختلفة حول ما يتمنين تحقيقه في هذا العام…
تقول د. فاطمة خفاجي عضو مجلس رابطة المرأة العربية ان نجاح الثورة المصرية سيحقق الديقمراطية للإنسان المصري سواء كان رجلا أو امرأة.. وتتمني أن تري مصر دولة مدنية تحافظ علي الحريات العامة والخاصة, وألا يتم التراجع في الحقوق التي حصلت عليها النساء, وإن حدث ذلك فسيتم علي المدي القصير فقط فالشعب المصري ذكي ولن يتنازل عن التغيير إلا للأفضل وهو قد عرف طعم الحرية والديمقراطية.
وكانت أمنية الكاتبة د. عزة كامل مديرة مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية أن يتم الانتهاء من كتابة الدستور وينتهي الحكم العسكري وتتحق مطالب الثورة, ونأخذ حق من استشهد واصيب, وان يتم الافراج عن كل المعتقلين, ولا يتم محاكمة المدنيين في المحاكم العسكرية.
وتقول د. عزة هيكل أستاذة الادب الانجليزي والناقدة الأدبية ان قضية المرأة تم تقزيمها وتحجيمها إلي مجرد جسد, ومكتسبات المرأة من السنوات الماضية أصبحت سبة وسنرجع لنقطة الصفر, وبالتالي علينا الكفاح لنصل إلي حقوقنا.
وتتمني سهام نجم رئيسة جمعية المرأة والمجتمع تحقيق مطالب الثوار وهي عيش ـ حريةـ كرامة ـ عدالة اجتماعية وألا يتم سرقة الثورة منهم أكثر من ذلك, أما بالنسبة للمرأة فتحلم باتحاد نسائي شعبي يجمع نساء مصر لتتحد المرأة المصرية في مواجهة بعض التيارات من التخلف التي يتم تصديرها لنا.
وتتمني مني عوض مدير عام بإحدي الجهات التابعة لمركز البحوث الزراعية أن يخصص مكان في المراكز القيادية للمرأة فهي قادرة علي التصدي للظلم والفساد الاداري الذي لايزال متفشيا, والمرأة لديها قدرة علي التحمل ودراسة الموقف كله قبل اصدار قرار ما, مع اعطاء الفرصة للجيل الثاني واتاحة القيادة لمن هم فوق الـ40 أو40 خاصة المتفوقين علميا وأهل الخبرة, وليس أهل الثقة كما هو متبع. وتضيف أتمني أيضا تعيين المؤقتين خاصة أن هناك درجات شاغرة فلم يتم التعيين منذ عام1983 خاصة في وزارة الزراعة التي انتمي إليها, فالبلد محتاجة لمن يخاف عليها ويأخذ بيدها.
أما نوال شحاتة موظفة بوزارة التضامن الاجتماعي فتتمني عودة الأمن والاستقرار للشارع المصري مشيرة إلي أن أكثر ما يزعجها هو قراءة حوادث البلطجة والسطو المسلح, وكذلك انتشار ظاهرة الخطف التي تقول إنها لم تعد مقصورة علي الأطفال بل علي النساء والرجال أيضا. وتروي واقعة شاهدتها بعينيها حيث قالت: سمعنا اطلاق البلطجية النارعلي بواب العمارة المجاورة لنا عندما تصدي لهم في محاولة لسرقة المخزن الذي يوجد أسفل العمارة وأطلقوا الرصاص لإرهاب أهله مما أسفر عن فقء عينه.
سمية النجار ربة منزل نتمني إقرار الحد الأدني للأجور حتي يرتفع راتب ابنها الذي يساعدها في الإنفاق علي الأسرة بعد وفاة والده, وكذلك أن يشمل قرار الزيادة النظر بعين الاعتبار لأصحاب المعاشات, حيث تتقاضي230 جنيها فقط كمعاش شهري عن زوجها المدرس الذي قضي أكثر من20 سنة في التربية والتعليم وذلك بسبب خروج جميع أبنائه من السن التي يستحقون عنها المعاش.
وتدعو الحاجة عائشة الله في كل صلواتها ألا يعيد إلينا حكاما فاسدين كالذين نهبوا البلد وتركوها خاوية علي عروشها.
وكل ما ترجوه أم حسين وهي زوجة حارس عقار بمنطقة الزيتون أن الأسعار تنخفض لأننا علي حد قولها مش عارفين نعيش ودخل زوجي من حراسة العمارة لا يتعدي150 جنيها, مما اضطرني للقيام بخدمة سكان العمارة أنا وأولادي حتي نستطيع مواصلة الحياة, وأيضا أنبوبة البوتاجاز وصلت إلي30 جنيها.
وأما سميرة ماجد فتتمني من الله أن يحفظ بلدنا آمنة سالمة ويديم علينا نعمة الاستقرار ويبعد عنا الفتنة بجميع أشكالها.
وتتمني ملك مرسي في العام الجديد أن يتم القصاص من قتلة الشهداء سواء شهداء كنيسة القديسين أوالتحرير أومحمد محمود أومجلس الوزراء, واستكمال انتخابات مجلسي الشعب والشوري ورئاسة الجمهورية.
وإذا كانت هذه أمنيات المصريات لعام2012 فقد كانت أمنيات المصريين والمصريات عام2011 هي تحقيق العدالة والاستقرار السياسي, وخفض الأسعار, وشرب مياه نظيفة, وتوفير مواصلات مريحة.. هذا وفقا لما خلصت إليه دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الذي كانت ترأسه وقتئذ د.نجوي خليل وزيرة الشئون الاجتماعية الآن بعنوان أحلام المصريين وآليات تحقيقها ومعوقاتها.. وهل يوجد حلم قومي؟. وقد أجريت تلك الدراسة علي عينة من2956 مصريا ومصرية, ونشرت في17 يناير الماضي قبل أيام قليلة من ثورة25 يناير.
وعلل د. سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأميريكية هذا التحول في هرم أمنيات المصريين إلي الثورة وما أحدثته من حراك في المجتمع المصري, وأضاف ان نتائج دراسة2011 لم تشكل مفاجأة, لأن النظام السابق كان يوجه الإعلام للحديث عن المواصلات والخدمات والهموم المعيشية, أما الآن فهناك عدد كبير جدا من القنوات التليفزيونية, ولكل قناة برنامج حواري يومي يتناول الأوضاع السياسية. وأكد قائلا: الأوضاع تغيرت بعد الثورة, فالمواطن العادي لم يكن يتحدث قبل الثورة عن الدستور أو الأحزاب, أما الآن فالجميع يتكلم عن المستقبل والحكم, حتي بائع الخبز. وقال إن الوعي السياسي بلغ ذروته بعد الثورة, وأصبح المواطن يشعر بأنه فاعل في مجتمعه, بعد أن ظل لعقود طويلة يشعر بالتهميش والتغييب, واختلفت أمنياته عن أمنيات تقليدية إلي أمنيات سياسية.