تحظى الحميات الغذائية الجديدة التي تعتمد على أطعمة ذات سعرات حرارية منخفضة بالانتشار بين من يحاولون فقدان الوزن، لكن إلى أي مدى يتفق أخصائي التغذية مع ذلك؟
ريجيم الـ 17 يوما
ظهر أحد أنواع الريجيم الغذائية الجديدة القاسية المسماة «The 17 Day Diet» التي تعد بفقدان سريع للوزن في كتاب «ريجيم السبعة عشر يوما: خطة الطبيب للحصول على نتائج سريعة» لمايك مورينو، الطبيب الذي يقيم في سان دييغو. ويحتل الكتاب المركز الثامن على قائمة أكثر الكتب مبيعا لصحيفة «يو إس إيه توداي»
تبدأ الريجيم بدورة التحفيز التي تشمل تناول اللحم القليل الدهن، والخضراوات التي تم تنظيفها جيدا مثل البروكلي والكرنب، والفواكه التي تحتوي على نسبة منخفضة من السكر مثل التوت والتفاح، والدهون الصحية مثل زيت الزيتون وزيت بذر الكتان، والزبادي الذي يحتوي على القليل من الدسم، والماء والشاي الأخضر.
وهناك أغذية يتم استبعادها في هذه الريجيم منها معظم الأطعمة السريعة، والأطعمة المقلية والمحفوظة، والنشويات مثل الكعك والمعكرونة وحبوب الإفطار التي تحتوي على السكر، والمقرمشات، والخبز الأبيض، وبعض أصناف الفاكهة مثل الأناناس والبطيخ والموز.
يمكن لمتبعي هذه الريجيم أن ينتظروا فقدان من 10 إلى 15 رطلا (من 4.5 إلى 6.8 كلغم تقريبا) خلال الـ17 يوما الأولى، حسب ما جاء في الكتاب. ويقول مورينو إنه خلال الدورة الثانية يتناول متبعو الريجيم الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة بدلا من الأطعمة ذات السعرات الحرارية المنخفضة حتى يحدث «اضطراب في عملية الأيض، أي التمثيل الغذائي». ومن النشويات التي يمكن تناولها الذرة والبطاطا.
ويتم تناول أطعمة تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات خلال الدورة الثالثة. ويسمح لمتبعي الريجيم الغذائية بتناول كل أصناف الأطعمة باعتدال خلال الدورة الأخيرة.
ويقول دون جاكسون بلانتر، خبير التغذية في شيكاغو (مصرح له بالعمل)، إن متبعي هذه الريجيم سوف يفقدون الوزن لأنها تتضمن أطعمة تحتوي على سعرات حرارية منخفضة، وليس بسبب الاضطراب في عملية الأيض.
ويوضح في حديث لصحيفة «يو إس إيه توداي» الأميركية أن أكثر النصائح التي يقدمها الكتاب صحيحة، ومنها التي تركز على تناول لحوم قليلة الدهن، وخضراوات، وفواكه، وزبادي قليل الدسم، وحبوب كاملة، ودهون صحية، وماء، وشاي أخضر، وممارسة التمرينات الرياضية.
لكنه لا يتفق مع نصائح المؤلف بتجنب أصناف محددة من الفواكه والخضراوات في بداية النظام الغذائي. ويضيف: «عندما لا تتضمن أجزاء من الخطة أصنافا صحية من الطعام، ينبغي أن يشعر المرء بأن الريجيم غير متوازنة غذائيا».
ريجيم «دوكان»
تضمن آخر التقارير الإخبارية عن الزفاف الملكي حديثا عن ريجيم غذائية جديدة من فرنسا؛ فقد قيل إن كارول، والدة كيت ميدلتون، التي أصبحت زوجة الأمير البريطاني ويليام، تتبع ريجيم غذائية تشمل أطعمة تحتوي على نسبة عالية من البروتين تسمى ريجيم «دوكان» (The Dukan Diet) التي أوصى بها طبيب فرنسي.
وصدر الكتاب الذي يتضمن هذه الريجيم تحت عنوان «ريجيم دوكان الغذائية» لبيير دوكان في الولايات المتحدة حديثا. وتبدأ الريجيم، التي تتكون من 4 مراحل، بمرحلة الهجوم التي يتم تناول خلالها لحوم قليلة الدهن فقط مثل شرائح اللحم الخالي من الدهن تماما ومكعبات لحم العجل والدجاج والديك الرومي وسمك السلمون وسمك أبو سيف وبيض ومنتجات الألبان الخالية من الدسم والتوفو لمدة أسبوع.
ويتناول متبعو الريجيم خلال المرحلة الثانية بروتينات وخضراوات بدلا من البروتين فقط، ثم تأتي مرحلة التثبيت، التي يتم تناول خلالها وجبتين، تشتمل على أصناف كثيرة في الأسبوع. ثم تأتي مرحلة الاستقرار التي يتناول فيها متبعو الريجيم بروتينات في يوم واحد في الأسبوع لما تبقى من حياتهم. يتضمن الكتاب قائمة «دوكان» التي تشمل مائة صنف طعام طبيعي تجعلك رشيقا، فضلا عن وصفات طعام.
وصرح دوكان بأن الناس أعجبت بالنظام الغذائي الذي قدمه لأنه بسيط ويسهل فهمه، حيث يمكنك تناول أي كمية من أصناف الطعام المدرجة بالقائمة.
ويقول بعض أخصائيي التغذية إنهم يودون لو أن الريجيم كانت متوازنة، حيث تقول بوني تاوب ديكس، خبيرة تغذية مصرح لها بالعمل، في نيويورك ومدونة تغذية إلكترونية: «إنها ريجيم أخرى تحتوي على قدر كبير من البروتينات وغير متوازنة بشكل كبير. أتمنى أن يدرك المشاهير والشخصيات المهمة الدور الهام الذي يلعبونه باعتبارهم نموذجا يحتذي به الكثيرون».
سيفقد الناس الوزن إذا اتبعوا ريجيم «دوكان» لأنها تحتوي على أصناف من الطعام منخفضة السعرات الحرارية، لكن عندما تمتنع عن تناول الأطعمة الصحية مثل الخضراوات والفاكهة والحبوب الكاملة، ستعاني من أعراض جانبية مثل الإرهاق والإعياء وجفاف الفم والإمساك ورائحة الفم الكريهة، على حد قول جاكسون بلانتر، مدون التغذية الإلكتروني. ويضيف: «ينبغي أن ينظر إلى الأعراض الجانبية للريجيم الغذائية السيئة كمؤشر يدل على أنها غير صحية».
وتقول ميريل جوليانو، مؤلفة كتاب «الفرنسيات لا يصبحن بدينات» الذي يعد من أكثر الكتب الفرنسية مبيعا إن طريقة دوكان «مثيرة للجدل في فرنسا» لأن هذا النظام الغذائي «غير متوازن وقاس».