استطاعت العباءة في اليوم الثالث من أسبوع دبي للموضة لموسم ربيع وصيف ،2012 أن تتصدر بتصاميمها المبتكرة قائمة أفضل عروض الأسبوع، فكانت بحريرها الأسود قادرة على أن تلفت إعجاب الحضور من إماراتيين وعرب وأجانب، وقادرة على استحضار تلك العناصر التي تحتاج إليها كل مجموعة بين فكرة مبتكرة، موحدة من دون تشتيت أو ضعف، ومنفذة بالطريقة الصحيحة.
واستطاعت مصممة العباءات الإماراتية عبير السويدي، أن تقدم، بشهادة كل من كان محظوظاً بحضور عرضها، أفضل عرض خلال أسبوع الموضة في كل أيامه، محولة القاعة إلى لوحة فنية مزجت بين التقنيات العالية، والأداء الراقص بين الفواصل والتصاميم شديدة التطرف والابتكار.
إلى جانب العباءات، قدم الحدث، الذي أقيم في قاعة أرينا المركز التجاري في دبي، والذي اختتم أول من أمس، في يومه الثالث مجموعة من التصاميم لعدد من المصممين من شبه القارة الهندية، وهي التصاميم التي استوحيت كالعادة من التصاميم الهندية التقليدية، بين قصاتها ومشغولاتها اليدوية الفخمة، التي دائماً ما تعطي لتلك القطع المتكررة والتقليدية، تلك القيمة العالية التي تكمن في قيمة الجهد اليدوي لمئات الحرفيين وخبراء التطريز والشك، وذلك المزج المحترف واللافت للألوان النابضة بالحياة، بين خامات التصاميم المقدمة والمشغولات، أو في ألوان المشغولات بحد ذاتها، سواء كانت تحمل تلك الالتماعة المعدنية البراقة، أو التي جمعت مختلف الألوان الأخرى المتقاربة أو المتباينة.
ملكة سبأ
اختارت المصممة الهندية المنطلقة محلياً، والفائزة في فئة المواهب الصاعدة في موسمه الأول عام 2006 هوما قمر بعلامتها الخاصة «هوما كيو» أن تفتتح عروض الأسبوع في هذا اليوم، مستوحية مجموعتها الأخيرة لربيع وصيف 2012 من ملكة سبأ، بلقيس، تلك الشخصية التي لطالما حفرت في أذهان العالم بقوتها وحكمتها وجمالها الأخاذ، فكانت ملهمة قمر لهذا الموسم.
وبين تلك الأوشحة الملتفة بطريقة بدائية خام فوق رؤوس العارضات والأيدي والأقدام المخضبة بحمرة تراب اليمن، كانت المصممة قادرة على أن تمزج بين كلاسيكية وفخامة القصات الناعمة للعباءة وبين حفاظ قمر على بصمتها المعروفة، مستعينة بفكرة العباءة المتصلة بوشاح خلفي من الخامة نفسها، ما يعزز من اتساع العباءة بطريقة راقية وفخمة، كما لو كانت عباءة مفتوحة بالكامل تستقر على الكتف، إضافة إلى عباءة أخرى داخلية تتصل بها، تتفاوت بين المنسدلة بقصتها السادة، أو المضاف إليها خامات لماعة من الترتر تستقر عند منطقة الجذع، أو تلك التي تلتف وتتجمع بقصات وكسرات عند هذه المنطقة لتنسدل في كسرات مركزية محررة لخامات ملونة أخرى مصاحبة لها.
قصات أنيقة
تفاوتت القصات التي قدمتها قمر بين تلك المتسعة العملية، أو التي حملت جانباً مغوياً أكثر التفافاً حول جسد المرأة بفكرة مناسبة للحفلات والمناسبات المسائية، أو تلك التي جمعت بين الأنوثة والعملية، بقصاتها التي اتسعت تارة وقل اتساعها تارة أخرى، في تركيز على الانسدال، وتموج الخامات، والمزج بينها وبين التماعة خامات الترتر، والبروكار اللماع، إضافة إلى خامات الشيفون الحريري المتضارب بلونين.
بين عقد التفت متسعة حول الخصر، أو قطع لماعة زينت الأكتاف، أو الجذع، أو حبال من ظفائر مذهبة مزينة بشرابات متدلية من الخصر، أو لمسات حريرية لياقات مستديرة مزينة بحبات لؤلؤية، أو خامات بألوان مزدوجة متوازية على طول العباءة، أو عباءات بجذع من الترتر الأسود المصاحبة لتنورة حريرية كحلية تحت جزء آخر من عباءة مفتوحة مثبتة على الكتف، كانت قمر قادرة على أن تمزج في مجموعتها بين الأناقة، وبين الحفاظ على هدوء العباءة بعيداً عن الصخب، وهي الحال أيضاً في ألوان الخامات التي صاحبت سواد العباءة، من المحلي، والأبيض، والذهبي المحترق، والرمادي، والأخضر الزيتوني الفاتح، والأحمر الماروني الداكن، في عباءة تزينت دون بقية المجموعة بلمسات من نقوش مطرزة منتشرة على الأجزاء السوداء، مستعينة أيضاً إلى درجات البيج الترابي، والرمادي المزرق.
زهور
في مجموعة ربيعية صيفية، لم يكن مستغرباً أن تقدم مصممة الأزياء الإماراتية هند المطوع مجموعة ازدانت بالزهور المتفتحة، التي زينت العباءات تارة، أو رؤوس العارضات بقبعات سوداء شفافة على شكل زهرة متفتحة، وبين التفافات العباءة المزينة بحزام على شكل «فيونكة» عفوية جانبية على الخصر، والقصة الملتفة عند الصدر، والتي عرفت بها الدار، كان للمجموعة طابع مميز وخاص، حمل الكثير من اللمسات المعروفة للدار على مدار المواسم السابقة.
أفكار متميزة ومسترسلة، وألوان تتناسب مع موضة هذا الموسم، وقصات عملية يسهل التعامل معها، على الرغم من أنها قد تكون أكثر تناسباً والنحيفات، أو ربما قد لا تكون أفضل ما يمكن أن ترتديه الفتاة الممتلئة، مع تقديم المصممة لمجموعة تفاوتت بين المتسعة والضيقة، وبين تلك التي تحمل طبقات شفافة ذات قصات «درابيه» منسدلة فوق عباءات أخرى داخلية، وبين التي بدت أقرب إلى الفساتين، بجذع ملون، من اللون الوردي الفاتح جداً، أو الأخضر الزيتي، لتضيق العباءة ذات الأكمام الواسعة الطويلة عند منطقة الخصر، متحررة تارة أخرى عن تنورة سوداء مزينة بزهور متفتحة بالألوان ذاتها.