ظهور أول سن في فم الطفل يمثل فرحة شديدة للأم وتعد من أجمل الذكريات التي تتذكرها الأسرة بأكملها..لذا علي كل أم العناية بأسنان طفلها حتي وهو مازال جنينا في رحمها و رضيعا بعد ولادته
و ذلك من خلال اهتمامها بغذائها الصحي المتوازن ثم اهتمامها بتنظيف فمه بعد الرضاعة, ومع ظهور أول سن للطفل يأتي دور فرشاة الأسنان وأهميتها في الحفاظ علي صحة و جمال أسنانه ومن ثم حمايته من التعرض لكثير من الأمراض.
الأستاذ الدكتور حسين الشرقاوي استاذ تركيبات وزراعة الأسنان بكلية طب الفم والأسنان جامعة القاهرة يحثنا قائلا:ان العناية بنظافة الفم والأسنان تبدأ منذ الولادة حيث لابد أن تقوم الأم بتنظيف فم طفلها بعد الرضاعة مباشرة بقطنة مبللة بالماء لأن تراكم اللبن في فم الطفل يؤدي إلي وجود بكتيريا تضر بصحة الطفل ومع ظهور أول سن في فمه يصبح استخدام فرشاة الأسنان هام جدا ويلزم علي كل أم تعليم طفلها وتعويده علي هذه العادة وأفضل وسيلة لذلك هي أن تكون الأم هي القدوة له من خلال اهتمامها بنظافة اسنانها بانتظام أمامه وأن تتم هذه العملية بطريقة جماعية بينهما وأن تحثه باستمرار علي أهمية تنظيف أسنانه مرتين علي الأقل يوميا وتحفزه بشراء شئ يفضله أولعبة يحبها اذا انتظم في تنظيفها باستمرار حتي تصبح عادة ملازمة له يستطيع انجازها بمفرده عند وصوله لسن سنتين إلي ثلاث سنوات,وعند اكتمال ظهور الأسنان يلزم زيارة طبيب الأسنان علي الأقل مرة كل ستة أشهر فعلي الرغم أن الأسنان اللبنية هي أسنان مؤقتة لن تبقي في فم الطفل طويلا إلا أن العناية بنظافة الفم و الأسنان ستستمر معه طوال حياته وتمنحه أسنانا قوية وصحة جيدة.
ويؤكد د.حسين:علي أنه لابد من تغيير العادات الغذائية السيئة للأطفال فيجب تجنب السكريات قدر الإمكان وخاصة الحلوي التي تلتصق بالأسنان مثل الطوفي والشيكولاتة والبسكويت وأيضا المياة الغازية ورقائق البطاطس المصنعة حيث تؤدي إلي حدوث تسوس وعادة يكون عند مكان التقاء الأسنان باللثة مما يسبب تآكل اسنان الأطفال بسرعة, ويجب تنظيف الأسنان صباحا ومساءا و لا يتناول أي أطعمة قبل النوم مباشرة حتي وإن كانت الرضاعة الليلية لأنه قد يغلب عليه النعاس و الطعام لا يزال في فمه حيث أن البكتيريا تنشط أثناء النوم.
ويضيف ليس من الضروري استخدام معاجين اسنان خاصة بالأطفال ويمكن استخدام الأنواع العادية و لكن لابد أن تحتوي علي مادة الفلورايد الذي يعد من أفضل المعادن التي تساعد علي منع تسوس الأسنان حيث يزود نسبة المينا وهي الطبقة الخارجية للأسنان ومن ثم يمنحها قوة وصلابة, وتعتبر مصر من الدول التي تعتمد علي فلورة مياة الشرب(وجود مادة الفلورايد في المياة) بالنسب المعتمدة من منظمة الصحة العالمية, ويفضل أنه أثناء زيارة الطفل لطبيب الأسنان كل فترة استخدام مادة جل الفلورايد وتركها لمدة علي الأسنان لتقويتها وحمايتها وأود أن أؤكد لابد ألا يتهاون الأهل في حالة تسوس أسنان اطفالهم اللبنية التي تتبدل ومن الضروري عمل الحشوات اللازمة حتي لا يتزايد التسوس ويؤدي إلي خلع السن قبل موعد التبديل ويتسبب هذا الفقد المبكر إلي غلق المسافة وبالتالي إلي إعوجاج الأسنان الدائمة عند ظهورها وإذا حدث واضطررنا إلي الخلع لابد من تركيب جهاز لحفظ مكان الأسنان المخلوعة حتي تظهر الأسنان الدائمة.
ويختم د.حسين حواره بعدة نصائح:1- لابد ان تحرص الأم علي التغذية الصحية للطفل من خلال وجبات تحتوي علي الكالسيوم وكميات كافية من الفيتامينات و المعادن كالخضروات والفواكة الطازجة والبعد عن الإفراط في استخدام الحلوي والإمتناع عن الرضاعة ليلا.
2- حث الطفل علي تنظيف أسنانه باستخدام فرش ملونة أو مضيئة أو عليها أشكال يفضلها وتكون ذات شعيرات ناعمة ومن المستحب أن تسمح الأم لطفلها باختيارها بنفسه واستخدام معاجين بنكهات يفضلها.
3- تخويف الطفل دائما من التسوس وتوعيته بأنه عدوه وعدو أسنانه وأنه سوف يجعل أسنانه ضعيفة و سوداء اللون غير محببة لمن ينظر إليها.
4- تجنب تخويف الطفل من طبيب الأسنان وألا نتعامل معه علي أن عقابه سيكون الطبيب إذا لم ينظف أسنانه مع ضرورة متابعة الطبيب باستمرار.
5- علي طبيب الأسنان مداعبة الطفل واستخدام أنواع معينة من التخدير حتي لا يشعر بالألم ومن اللطيف أن يقدم للطفل هدية بسيطة في حال ما تركه يؤدي عمله دون ازعاج أو خوف.