تاريخ احدث من تاريخ انشاء المتحف المصري, و مساحة اصغر من حديقة المنتزة بالاسكندرية, وسكان اقل من عدد النزلاء بفندق الفورسيزون المطل علي نيل القاهرة.. هي أصغر دولة من حيث المساحة والسكان في العالم, هي الفاتيكان
تقع في قلب مدينة روما عاصمة إيطاليا التي تحيط بها من جميع الجهات ويفصلها عنها أسوار خاصة; وسبب اهميتها في العالم قيمتها الروحية والدينية, بخلاف متاحفها والتماثيل العملاقة المنحوتة في الرخام والرسومات الفنية.
اما النشيد الوطني في الفاتيكان فهو( السلام الباباوي) الذي الفه الفرنسي شارل جونو بمناسبة اليوبيل الذهبي لنيل البابا بيوس التاسع سر الكهنوت!
لكن لماذا الفاتيكان بالذات ؟
منذ سنوات كنت انا وزوجي بين اؤلئك السياح الذين ارادوا زيارة الفاتيكان, علي هامش رحلتهم الاساسية للعاصمة الايطالية روما, والدخول للفاتيكان كما الدخول للاوبرا.. بتذاكر متوافرة باكشاك البيع ويمكن حجزها اليكترونيا, ولكون الفاتيكان مركزا روحيا ودينيا, فقد وضعت حدودا خاصة علي ملابس الوافدين تفرض علي الرجال منع ارتداء القبعات أو القمصان عديمة الأكمام; أما النساء فيمنع عليهن بشكل عام الأزياء غير المحتشمة كالقمصان التي تكشف البطن أو ترتفع فوق الركبة, كذلك يعتبر وضع الجواهر المفرطة ممنوعا; ويحظر التدخين واستخدام الموبايل.
وعادة في الأحد الأخير من كل شهر تفتح متاحف الفاتيكان مجانا أمام الزوار, ويصطف السياح الوافدون بطوابير طويلة للدخول.. وما ان رأي زوجي تلك الطوابير الطويلة جدا امام الابواب, وزاد عليه المطر الذي سقط سيولا فوق رأسنا يومها, حتي تراجع ورفض الذهاب الي الفاتيكان قطعيا, بأشد من رفض النائب العام عبد المجيد محمود للذهاب اليها..
وكنا في( المائة يوم الاولي) لزواجنا, فتحايلت عليه, حتي لا نرجع من ايطاليا دون ان نكتشف هذه البقعة الغارقة بالامطار والسياح والطوابير( واهي تتحسب علينا دولة و رحناها) واخيرا… استسلم زوجي ووافق( كفاكم الله شر زن الحريم)!
لكني لازلت اعتقد انه وافق غير متوجس, لانه كان متأكدا من حسن نيتي فليس في الامر تربص ولا انتقام, والاهم ان زوجي كان مطمئنا اني لا اقوي نفسيا علي الحياة وحدي, ولا اخطط لحكم البيت وحدي, ثم اني لا اقبل علي كرامتي الذهاب للمطاعم وحدي و الاكل بمفردي, فان انا تنازلت عن الرجيم والتهمت( الكباب) كله, فكيف يطاوعني ضميري حتي اضع في بطني( كل السلطات) ؟؟؟!!.
نقلا عن جريدة الاهرام