فستان الزفاف الذي ارتبط بـ«الفأل الحسن» وعلى الرغم من أنه يلبس لليلة واحدة فقط، ثم تستضيفه الخزانة بقية العمر، أو يباع أو يهدى لأخريات، فإنه يظل حلما يحمل مغزى جميلا يبدأ قبل ثلاثة أشهر أو أكثر هي فترة الإعداد والخياطة والمقاييس.
تقول ريم سلطان، وهي مقبلة على الزواج، «كانت أمنيتي، مثل أي عروس، أن أشتري فستانا جديدا لزفافي، ودائما ما كنت أرسم وأتخيل شكله، ولكن وجدت أن هناك أمورا أكثر أهمية يجب أن أشتريها، ففضلت تأجير الفستان الذي سأرتديه ليوم واحد فقط».
وفاء محمد، التي تجهز لزفافها بعد شهرين، قالت إنها لم تشتر فستان الزفاف، ولا تفكر بشرائه وأردفت «نحن نعيش اليوم غير الماضي، لذا فستان الزفاف أصبح لا يعني لي شيئا، وما يهمني هو أن أتألق بثمن معقول سواء كان بالشراء أو الإيجار».
فستان الزفاف يجب أن يظل ذكرى، فهو حلم أي بنت وغالبا ما ترسم الفتاة لفستانها صورة خاصة بها، ولا تحب أن يرتديه غيرها، وتفضل أن تحتفظ به ليبقى ذكرى، تريه لأبنائها، هذا كان رأي هيفاء صالح، وتوافقها فيه أمل سلامة، بأن فستان الزفاف يجب أن يكون مميزا ومختلفا عن باقي الفساتين، ولا يشبه أي أحد سواها، فيظل كالذكرى التي لا تنمحي وتفضل أن يكون ملكا خاصا لها.
محلات بيع وتأجير فساتين الزفاف من جهتها، دائما ما تسعى إلى إرضاء العروس أولا، وإمكانات العريس المادية ثانيا، وغالبا ما يكشف فستان الزفاف عن الطبقة الاجتماعية لصاحبته.. فللأغنياء فساتينهم التي تشترى بآلاف الريالات وللطبقة الوسطى والفقراء الفساتين التي ترضيهم وإن كانت إيجارا.
وفي ظل زيادة الطلب على إيجار فساتين الزفاف لم يجد أصحاب محلات ومستلزمات فساتين الزفاف مفرا من إرضاء الزبائن فيقول علي محمد صاحب محل لفساتين الزفاف: «أصبحنا نركز أكثر على الإيجار لكي نتمكن من الاستمرار في عملنا حيث إن شراء ثوب زفاف فخم وراق بات هذه الأيام شبه مستحيل بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة».
وتزيد وتنقص أسعار الفساتين لكن متوسطها نحو 10 آلاف ريال بينما يتفاوت سعر إيجاره من 500 ريال وحتى 1500 ريال.
ويقول محمد صاحب محل بيع وتأجير فساتين الزفاف «يزداد الطلب على فساتين الزفاف في موسم الصيف والعطل الدراسية ولاحظنا تراجع إقبال العروس على الشراء خاصة أن بإمكانها أن تستأجر فستانا لمصممين عالميين بسعر معقول فهناك الكثير من السيدات اللاتي يقمن بعرض فساتين زفافهن المصممة عالميا للتأجير في محلاتنا».
ويرى خالد القيسي أن بيع الفستان هو ما يهمه، لأن أغلب الفساتين التي تؤجر أحيانا تصاب بتلف وتبقى لدى الزبون لفترة أسبوع دون أي ضمان مادي مما يجعله يطلب البطاقة أو الهوية لضمان إرجاع الفستان، وحول أسعار تأجير الفساتين يقول محمد إن أسعار التأجير تختلف بحسب فترة استهلاك الفستان فهناك فستان أول لبسة وفستان ثاني لبسة وهكذا.
ويرى بعض مصممي الأزياء أن الأزمة الاقتصادية والبعد عن العادات والتقاليد جعلا فستان الزفاف يفقد رونقه وخصوصيته تدريجيا حيث قالت المصممة السعودية أمل محمد: «نلاحظ هذه الأيام زيادة الطلب على تأجير فساتين الزفاف المصممة مسبقا على خلاف السابق حيث كانت الطلبات فقط على تصميم جديد وخاص بالعروس، وأنا شخصيا ضد فكرة تأجير الفساتين لسببين الأول أن لبس الفستان من شخص لشخص قد يكون مضرا صحيا وثانيا أن فساتين الأفراح مع تكرار الغسيل تتعرض للتلف، وأنا ما زلت للآن أحتفظ بفستان زفافي منذ 13 سنة للذكرى، ولكن نرى بنات اليوم لا يهتممن بامتلاك فستان خاص بهن ويفضلن استئجاره ويبحثن عن الموديلات الغريبة التي تتداخل فيها الألوان.
وكانت الملكة البريطانية فيكتوريا هي أول من ارتدت فستانا أبيض في زفافها عام 1840م وأحدثت وقتها صدى كبيرا بين الناس فقاموا بتقليدها إلى يومنا هذا ولم تكن النساء قبل ذلك يرتدين فستان زفاف حيث كانت العروس قديما ترتدي أجمل ملابسها أيا كان لونها.