سرقات الأطفال من القضايا التربوية المهمة التي كثيرا ما يخطيء الوالدان في معالجتها بأسلوب صحيح, فقد تمتد يد الطفل الي شيء لا يخصه في البيت او المدرسة فيلقي عقابا او اساءة من الأب والأم
او يقابل بتجاهل يمثل حجر عثرة أمام النمو النفسي للطفل, والحقيقة أن الطفل يعتبر أن كل شيء ملكا له إذا لم يخبره أحد خلاف ذلك, لذلك علينا ان نعلم الطفل في أسرع وقت ممكن عدم وضع يده علي ممتلكات الآخرين دون موافقتهم, ومن هنا فإن الأهل يظلون ضمير الطفل حتي يتشكل ضميره. ويقول د. محمد المري إسماعيل رئيس قسم علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة الزقازيق إن مفهوم السرقة هو حصول الفرد علي أشياء ليست ملكه. وبالنسبة للطفل فإن القدوة هي المسئول الأول الذي يقوده الي اتباع سلوكيات عديدة منها السرقة وهي تتمثل في الوالدين وفي الحضانة.وتمثل مرحلة التقليد بالنسبة للطفل ـ وهي التي تبدأ من سن الرابعة الي الالتحاق بالمرحلة الابتدائية أي سن السادسةـ تعد هذه المرحلة هي البناء لشخصية الطفل حيث تتشكل بصورة متكاملة سواء عقلية انفعالية او وجدانية انفعالية او حركية جسمية او اجتماعية,
ولابد أن تكون هذه المكونات متوازنة.ولابد اثناء مرحلة تشكيل الشخصية ان يكون هناك تكامل لدور الأسرة والمدرسة او الحضانة في ذلك. وأهم ما يميز هذه المرحلة التقليد, فعندما يري الطفل أمه تمتلك أشياء ليس من حقها فهو يقلدها وخاصة عندما تشبع هذه الأشياء حاجاته, لذلك فإن سلوك السرقة يزداد عندما تقل حاجاته فيحاول أخذها من الآخرين, وهنا يأتي دور الأسرة في إشباع حاجات الطفل الأساسية وفي نفس الوقت تكون قدوة فلا يصدر عنها سلوك السرقة.ويضيف الدكتور محمد المري أنه عندما يتم اشباع حاجات الطفل وما زال يصدر عنه سلوك السرقة ويضع في ذهنه أن ما يسرقه هو حق له فهنا تكمن المشكلة ونصبح أمام مشكلة نفسية لديه.
لذلك لابد من المتابعة المستمرة للأم سواء عن طريق الحوار المستمر مع الطفل عما دار في الحضانة وملاحظة ملابسه وحقيبته ومتعلقاته إذا كان فيها ما ليس ملكه اصلا. كما ان العلاقة بين البيت والمدرسة أساسية فعن طريق الحوار مع المعلمة تستطيع الأم متابعة سلوكيات طفلها خارج المنزل ومعرفة المشكلة إن وجدت, كما يمكنها التعرف علي أصدقائه وأسرهم.لذلك يقدم الدكتور محمد المري إسماعيل عدة نصائح للوالدين اذا ظهرت مشكلة السرقة لدي طفلهما منها علي سبيل المثال: معرفة السبب الذي يدفع الطفل لذلك هل بسبب احتياجه لبعض الأشياء؟ فعلينا اذن اشباع إحتياجاته. أم السبب تقليد أحد أفراد الأسرة أم أصدقائه في الحضانة؟ هل الفرص خارج المنزل متاحة لمتابعة سلوك السرقة؟ ومن ثم فإن الوقوف علي أسباب المشكلة أساس علاجها. ومتابعة السبب فإذا كان يخالط طفلا يسرق فلابد من ابعاده عنه ولابد من المراقبة المستمرة من الوالدين فقد يلعب معه دون علمهما فيظل السبب موجودا. العقاب والثواب فبالنسبة للثواب فقد يكون مادي سواء هدية أو لعبة أو حلوي أو معنويا عبارة عن ثناء وشكر ومدح.. أما العقاب فينقسم الي3 أنواع منها مادي يتمثل في الضرب والإهانة ثم معنوي ويكمن في كلمات الإساءة.
أما أخف أنواع العقاب فهو عدم تقديم الثواب, فإذا كان الطفل معتادا علي توجيه الشكر له فالإمتناع عن ذلك يمثل عقابا. والعقاب المتمثل في عدم تقديم الثواب هو الأمثل أما الضرب ممنوع منعا باتا لأن أي أذي يتعرض له الطفل يتسبب في حدوث كبت داخلي يتراكم ويظهر في صورة عدوانية سواء علي الآخرين أو الممتلكات كالعبث في المرافق العامة او مرافق المدرسة, زرع النواحي الدينية( تكوين الضمير) وبيان ان السرقة حرام وينبغي أن يكون تأكيدنا الأساسي عند تربية الأطفال علي تعزيز الضمير وغرس قيم الأمانة والإخلاص.