يرى البعض أن ما يفعله المشاهير لإنقاص أوزانهم سهل وقابل للتطبيق في المنزل، لكن هذا غير صحيح فهؤلاء المشاهير لديهم كادر من الأطباء والمختصين الذين يتابعون أحوالهم الصحية والجسدية والنفسية، ولذا فإن أي حمية أو تخطيط لحرمان من أي نوع من أنواع الطعام، يحتاج بلا شك لمساعدة من الطبيب فما قد ينجم عن خطأ في التطبيق قد يودي بالحياة. ويجب ألا ينخدع المرء بمجرد إدخال عبارة “ريجيم المشاهير” في خانة البحث بالإلكتروني، بمئات النصائح والبرامج والوصفات التي تعد بالوصول إلى المقاييس المثالية للجسم.
حيث حذر خبراء تغذية في بريطانيا من خطر اتباع الحميات التي يروج لها المشاهير، مثل تناول عصير الليمون لعشرة أيام، أو التخلي عن الكربوهيدرات والالتزام بالبروتينات. وأشار خبراء بريطانيون في رابطة “خبراء التغذية البريطانية” إلى خطورة “نظام عصير الليمون” الذي تتبعه ناعومي كامبل والمغنية الأميركية بيونسيه والممثلة آن هاثوي، حيث لا يتناولن لمدة عشرة أيام سوى شراب القيقب المعروف كأحد المكونات الرئيسة في المطبخ الكندي، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بآلام الرأس، وصعوبة التركيز، وسرعة الغضب.
طريق الوصول
كشفت جمعية التغذية البريطانية عام 2011 في تقريرها السنوي عن أسوأ خمسة أنواع من الحمية الغذائية التي يتبعها المشاهير، وهي حمية طعام الأطفال وحمية الأطعمة النيئة، والحمية بحسب فصيلة الدم، وحمية تقنين السعرات الحرارية، وحمية تناول البروتينات فقط. وحذرت الجمعية البريطانية من هذه الحميات الغذائية الخمس، وأوصت بوجوب عدم التقيد بها على الإطلاق، فللوصول إلى جسم صحي ورشيق، لا بد من اتباع حمية غذائية متوازنة، تحتوي على مختلف أنواع العناصر الغذائية، والحرص على تجزئة الوجبات بشكل مناسب، وحرق سعرات حرارية أكثر من تلك المستهلكة عن طريق الحركة وممارسة الرياضة.
أما نعومي كامبل فتقول إنها تلتزم بحمية شراب الليمون وشراب القيقب المساعدة على إزالة السموم من الجسم ثلاث مرّات سنويا، وقد تصل مدة جلسات التطهير هذه إلى ثمانية عشر يوما أحيانا، وتشير إلى أن هذه الحميات الدورية ليست بالمهمّة السهلة على الإطلاق، إذ تتطلب إرادة فولاذية والتزاما جادا بغية المحافظة على مكانتها في عالم المشاهير المتقلب. في حين أن الممثلة جنيفر أنيستون تؤكد أن سر جمالها الأخاذ يكمن في تناول وجبات الأطفال، حيث تأكل أربع عشرة وجبة من أطعمة الأطفال المهروسة في اليوم، يليها وجبة عشاء عادية كي تحافظ على إشراقها ورشاقتها،
ويقال إن هذه الحمية جعلتها تفقد سبعة كيلوجرامات، وتشير أنيستون في هذا السياق إلى أن السوائل المطهرة تساعد المرء على فقدان الوزن ولكنها تكسبه المزيد من الكيلوجرامات في الأسبوع المقبل.
الفنانة المتألقة مادونا، ترجع سر وراء رشاقتها دائما إلى اعتدالها في تناول الطعام، فهي تأكل ما تشتهيه بكميات قليلة، جدا بالإضافة إلى ابتعادها عن الأطعمة التي تقدم مع الصلصات بسبب ارتفاع سعراتها الحرارية، مؤكدة أن وجبة الإفطار تعد أساسية للمحافظة على توازن النهار كله بعد صيام الليل.
أما المذيعة الأميركية الشهيرة أوبرا وينفري فتعتمد في رجيمها على نظام الحمية بتناول البروتين الصافي وحبتي فواكه يوميا، وجميع الخضراوات الخضراء وتخفيض الدهون قدر المستطاع والتخلص من كل شيء لونه أبيض كالخبز والبطاطس والمعكرونة والأرز، والسكريات بجميع أشكالها مثل الكيك والبسكويت والحلويات بمختلف أصنافها. ويذكر أن معظم الفنانين المشهورين في هوليوود يتبعون حمية الدكتور “أتكينز” الشهيرة التي تحتوي على القليل من الدسم والكربوهيدرات، وتعتمد على فكرة أن الإنسان يتغذى على ثلاثة أنواع من الغذاء هي البروتينات والقليل من الدهون والكربوهيدرات.
مفاهيم خاطئة
المعروف عن النجمين أنجلينا جولي وبراد بيت، إتباع نظام “أتكينز”، الذي يقوم على الحدّ من الكربوهيدرات وحصرها بكميات قليلة من الأرز الأسمر وتناول البروتينات بدلاً منها، ولكن خبراء قالوا إنه على الرغم من أن هذا النظام يساعد على فقدان الوزن ولكن قد تكون له آثار جانبية مثل ضيق التنفس وغيرها، لأنه لا يجوز الابتعاد عن مجموعة غذائية كاملة.
ووصفوا اعتماد الممثلة ديمي مور على الطعام النيئ باعتبار أن تسخين الطعام يقتل الأنزيمات التي تساعد على الهضم، بالأسطورة التي لا تمت للواقع بصلة، وقالوا إن اعتقاد بعض النجوم أمثال ليز هيرلي وشيريل كول وهيو جرانت، بأن الأنظمة الغذائية التي تساعد على فقدان الوزن تختلف من شخص إلى آخر بحسب فئة الدم هو أمر خاطئ أيضاً.
ويرى أعضاء في رابطة “خبراء التغذية البريطانية” أن خمسة وستين بالمائة من اضطرابات التغذية تكون شائعة عند النساء، وهي تبدأ في جيل المراهقة عادة، ويردون مصدر هذا الاختلال إلى التفكير القهري والقلق والمستمر تجاه الأكل والوزن، ما يؤدي إلى تغيرات في السلوك المتعلق بعادات الأكل والتقييم الذاتي المنخفض، والهوس بالوزن والانشغال المتواصل بالحميات الغذائية، وقد تعود اضطرابات التغذية إلى عوامل وراثية واجتماعيّة وثقافية ونفسية، فالنظرة السائدة التي تعمّ معظم المجتمعات، هي تقديس النحافة، إذ تعتبر السمنة غير جذابة وغير صحية.
والمشكلة الحقيقية تكمن في أن مقاييس الجسد المثالي وضعت بشكل اعتباطي أساسا وقامت وسائل الإعلام بتثبيتها، إضافة إلى تجارة الحمية وتشجيع وسائل الإعلام لها، وهكذا أصبحت المرأة تنتقل اليوم من حمية إلى أخرى لإبقاء جسدها نحيفًا قدر الإمكان، والبداية تأتي من عدم رضاها المرأة عن جسمها، لتقع بعد ذلك ضحية لحميات التنحيف العشوائية، فخلال العقدين الأخيرين وجد المتابعون أن الشكل والوزن المثالي للمرأة قد نزل بمعدل أربعة مقاسات، فقبل عشرين عاما ارتدت عارضات الأزياء القياس 38، أما اليوم فإنهن يرتدين المقاس 34، ومع هذه الحال تطمح الإناث وبخاصة المراهقات، للحصول على أجسام مشابهة لعارضات الأزياء، والمشكلة تتعمق في دول العالم الثالث الذي تحاول نساؤه تقليد ومجاراة المرأة الغربية رغم الاختلافات الغذائية والثقافية والوراثية.
تقليعات خاصة
ناشد أطباء يعملون بالقطاع الحكومي في هونج كونج الراغبين في إنقاص أوزانهم بالامتناع عن ابتلاع الديدان الطفيلية. وجاءت هذه المناشدة بعد إعراب وزارة الصحة هناك عن انزعاجها بعدما رصدت مواقع إلكترونية تعرض منتجات تحتوي على طفيليات مميتة كوسيلة لإنقاص الوزن.
وكانت وكالة الأنباء الألمانية ذكرت أن المصادر الطبية في هونج كونج تعتقد أن هذه المنتجات تحتوي على ديدان الأسكاريس (الدودة الوحيدة) وهي دودة معوية ضخمة تنمو في الأمعاء حتى يصل طولها إلى 40 سم، وحذر ناطق باسم وزارة الصحة من أن ابتلاع الطفيليات يمكن أن يسبب آلاماً في البطن وانتفاخاً وتقيؤاً وإسهالاً إلى جانب تعريض المبتلع لمشكلة سوء التغذية.