تستلهم تشكيلات ملابس الأطفال الحديثة موضة ملابس الكبار. ويُعد أطفال النجوم العالميين المثل الذي يحذو كثيرون من أطفال العالم حذوه؛ إذ ترتدي سوري كروز ذات الخمسة أعوام، ابنة نجمي هوليوود توم كروز وكاتي هولمز، حذاءً ذا كعب عال، بينما يلهو أطفال النجمة الأميركية أنجلينا جولي وهم يرتدون سراويل جينز ملتصقة بالجسم، أما روميو بيكهام صاحب الثمانية أعوام، ابن نجم كرة القدم ذائع الصيت ديفيد بيكهام وأيقونة الموضة فيكتوريا بيكهام، فيطل ببذلة ذات خطوط مقلمة رفيعة، ما كان سبباً في اختياره ضمن أكثر الشخصيات البريطانية أناقةً هذا العام.
ومَن يتجول في أقسام ملابس الأطفال بالمحال التجارية، يلاحظ بكل وضوح أن تشكيلات ملابس الأطفال الحديثة تماثل ملابس الكبار بشكل متزايد. وتؤكد خبيرة موضة الأطفال الألمانية، أندريا هاكينبيرغ هذا الانطباع «نلاحظ أن اتجاهات الموضة التي تسود عالم الكبار تُصمَم بسرعة متزايدة بمقاسات صغيرة لتناسب الأطفال».
على سبيل المثال تتضمن تشكيلة علامة حديثة سراويل شينو وبليزرات جرسيه رجالي وحريمي بمقاسات الصغار، بينما تحتوي تشكيلة علامة أخرى للفتيات الصغيرات على بذلة قطعة واحدة ذات حمالات للعنق بدلاً من الأفرول، وكذلك على شراويل (سراويل ذات أرجل فضفاضة وحِجر ساقط). وسيجد الآباء الذين يرغبون في أن يرتدي أطفالهم صنادل الرومان المتربعة على عرش موضة أحذية الكبار بدلاً من الأحذية التقليدية ذات اللواصق، غايتهم في تشكيلات أحذية الأطفال الحديثة.
طلة
أوضحت هاكينبيرغ، التي تحلل اتجاهات موضة الأطفال لمجلة الأقمشة والمنسوجات بمدينة فرانكفورت غربي ألمانيا، أن «كل هذا يتبع قواعد ستايل تهدف إلى أن تكون طلة الطفل شبيهة لطلة الأب أو الأم إلى أبعد حد ممكن». وبناءً على ذلك، تحقق مبيعات تشكيلات ملابس الأطفال التي تكون نسخة طبق الأصل تقريباً من تشكيلات ملابس الكبار نجاحاً باهراً.
ولكن يوحانا بودن، مؤسس إحدى شركات الموضة يحذر قائلاً «ينبغي ألا تكون التنورات قصيرة جداً أو أن تكون القصات عميقة للغاية أبداً».
وهناك تفسير آخر للتحول الذي تشهده موضة ملابس الأطفال حالياً، فمنذ أن ظهرت سوري كروز، المثل الأعلى للأطفال، وهي ترتدي فستاناً ذا علامة شهيرة في إحدى الصحف، يتحدث الخبراء عن تأثير سوري في موضة الأطفال.
وأوضحت هاكينبيرغ «تتم الإشادة بأطفال المشاهير لدرجة تجعل منهم أيقونات موضة عالميين، ليسلطوا بذلك مزيداً من الأضواء على الماركات الباهظة بصفة خاصة ويحققون لها حجم مبيعات أعلى».
وترتبط قدرة هذا الاتجاه على ترسيخ أقدامه في عالم الموضة بسوق المبيعات أيضاً، فعلى الرغم من أنه في بعض البلدان بحسب خبراء الموضة يكون من المألوف أن تعطي الأم ملابس أطفالها المستعملة إلى الأقارب والأصدقاء، غير أن هذا الأمر لا يمكن تصوره في فرنسا أو إيطاليا مثلاً؛ إذ يفضل رب الأسرة الإيطالي أن يقتصد في النفقات عند شراء ملابس له، كي يتمكن مثلاً من شراء أحدث صيحات أحذية البالرينا اللامعة لابنته.
اتجاهات حديثة
في ما يتعلق بأحدث الاتجاهات التي تسود موضة ملابس الأطفال في صيف عام ،2011 أوضح خبير الموضة الألماني، أندرياس روزه، أن الفتيان يطلون هذا الموسم بسراويل جينز كاجوال ذات مظهر عتيق على نحو بسيط وسراويل كارجو قصيرة، مشيراً إلى أن الملابس الكاروه تُشكل موضة رائجة هذا العام أيضاً. أما الفتيات فيتألقن هذا الموسم بالفساتين الصيفية الرومانسية ذات نقوش الزهور والمستوحاة من موضة السبعينات من القرن الماضي أو بملابس مقلمة. وبالإضافة إلى ذلك، مازالت التونيكات والتنورات والجواكت التريكو الواسعة والمريحة تتربع على عرش موضة الفتيات، وهي يمكن تنسيقها مع سراويل الليجنز أو سراويل الجينز الملتصقة بالجسم. وإلى جانب ألوان ملابس الأطفال الكلاسيكية الوردي والأزرق الفاتح يمثل الرمادي والبني اللذان يتحملان الاتساخات وكذلك التركواز موضة رائجة هذا الصيف.
وعند شراء ملابس الأطفال تنصح هاكينبيرغ الآباء بملابس الأطفال الجيدة ينبغي أن تكفل لهم حرية الحركة، وأن تكون لطيفة على الجسم وآمنة ومتينة بحيث تتحمل الغسل المتكرر، كما يجب أخذ بعض التفاصيل الوظيفية في الاعتبار، مثل عواكس الضوء بالجواكت ووسائل المساعدة على الارتداء كالأزرار الانضغاطية.
وحتى يوحنا بودن صاحب إحدى شركات الموضة، يرى أن ملابس الأطفال ينبغي أن تكون عملية ومناسبة لعمر الأطفال في المقام الأول، ويقول «أنا شخصياً، لا أريد أن يبدو أطفالي مثل الكبار، لذا أود أن أنصح الجميع بأن يرتدوا ملابس تتناسب مع عمرهم». ويسـتطرد «حتى إن كنت واحداً من العاملين في عالم الموضة، فإنني أؤمن بأنه ينبغي ألا ينصب تركيز المرء على الملابس بشدة؛ فالحياة بها أشياء أهم بكثير من الملابس».