ترتبط أمراض الحساسية بفترة التغيرات الموسمية أو ما بين الفصول وخاصة مع بداية فصل الربيع الذي يأتي إلينا ليس فقط بالزهور والورود المتفتحة والطقس المعتدل وإنما أيضا بحبوب اللقاح والرياح المحملة بالأتربة والغبار وهم العدو الأول لمرضي الحساسية وتبدأ كل أم في أخذ الإحتياطات اللازمة لحماية أسرتها.
وبما أن الجلد هو أكثر أعضاء جسم الإنسان تعرضا لتقلبات الطقس و الجو فإن ا.د. هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث السابق وأستاذ الأمراض الجلدية وزميل الكلية الملكية للأطباء بانجلترا يحدثنا عن الحساسية الجلدية موضحا أنواعها وأسبابها وطرق الوقاية العلاج قائلا: الحساسية بكافة أنواعها من أكثر الأمراض التي تؤرق كل أم لديها مصاب بها في أسرتها وخاصة في فصل الربيع الذي يعتبر من أكثر فصول السنة مسببا للمشكلات الجلدية حيث ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأتربة وحبوب اللقاح يؤثر بشكل مباشر علي الجلد مما يسبب الإحمرار والشعور بالحكة والحرقان, والحساسية الجلدية لها عدة صور وأسباب لعل أبرزها العامل الوراثي ومنها ما هو مرتبط ارتباط وثيق بالعامل النفسي والعصبي, وقد تنتج من تناول نوع معين من الطعام أو الشراب مثل الموز والفراولة والمانجو و الكاكاو وأحيانا الألبان و تظهر في شكل ارتيكاريا جلدية حيث الإحمرار والهرش المستمر وفي الحالات الشديدة يحدث اختناق وضيق في التنفس وهنا لابد من تدخل الطبيب للعلاج فورا وليست الأطعمة فقط هي التي تسبب الأرتيكاريا بل أن التعرض لبعض أنواع الروائح والأبخرة قد يتسبب في الإصابة بها.
ويضيف د.هاني: أن هناك نوعا من الحساسية مرتبط بارتداء الملابس ذات الألياف الصناعية والأصواف وآخر يتسبب فيه لدغة بعض الحشرات فمثلا الناموس عندما يمتص دم الإنسان يفرز مادة داخل الجلد تسبب تورمه والرغبة الشديدة في الهرش, وهناك الحساسية الموضوعية التي تنتج من ملامسة الجسم بعض المواد المعدنية أو الكيماوية فيتفاعل معها مسببا الإلتهاب, أما الحساسية الضوئية فتكون بسبب التعرض المباشر لأشعة الشمس وقت الظهيرة وخاصة في المصايف وحول حمامات السباحة وتكون منتشرة أكثر بين الأطفال وتسبب الإحمرار والحكة الشديدة والآلام المبرحة,كذلك هناك بعض المواد الاخري التي قد توضع علي الجلد من الخارج كالعطور وبعض أنواع الكريمات ومساحيق التجميل تسبب الحساسيه الجلديه التي قد تترك أثارا علي جلد البشرة مثل البثور أو البقع السمراء خاصة علي الوجه واليدين والتي تمثل مشكله كبري بالنسبة للفتيات والسيدات.
وفي النهاية يقدم د.هاني بعض طرق الوقاية المقترحة و التي يمكن أن تتجنب بها الأم إصابة أسرتها بأعراض الحساسية:
أولا عليها أن تحدد بخبرتها و بالتعاون مع الطبيب المختص المواد أو الأشياء التي إذا تعرض لها طفلها سواء عن طريق الطعام أو الشراب أو اللمس أو الإستنشاق تؤدي إلي ظهور أعراض الحساسية ويبتعد عنها استنادا إلي أن الوقاية خير من العلاج كذلك أنصح دائما مرضي الحساسية بعدم التعرض لاشعة الشمس المباشرة أو وضع العطور علي الجلد ثم التعرض للشمس والجلوس فيها لفترات طويله بالاضافة إلي تجنب تناول الأطعمة الغريبة والجديدة عليهم مع الحرص- قبل تناول أي دواء جديد- علي سؤال الإخصائيلمعرفه خواصه ومكوناته وينبغي تجنب إرتداء الملابس المصنوعه من الخيوط الصناعيه أو الأصواف مباشره علي الجلد ويفضل إرتداء ملابس قطنية تحتها أما فيما يتعلق بتغيرات الفصول فننصح بتجنب الخروج في الأيام التي يصاحبها رياح خماسينية متربة في فصل الربيع والإبتعاد عن أماكن الزهور والورود بالحدائق العام, كذلك نجد أن تلك الأيام من السنة قد تشهد ظهور حالات الحساسية المختلفة لدي الاطفال الصغار والتي تأخذ أشكالا مختلفة مثل الحبوب الحمراء الصغيرة او البقع المبرقشة والانتفاخ الجلدي ويصاحب تلك الاعراض رغبة في الحكة قد تصل للاحساس بالألم أو الحرقان.
لكل ذلك ينصح خلال هذه الفترة بعدم التعرض للشمس خاصة فترة الظهيرة مع استخدام الكريمات الواقية من أشعة الشمس في الحالات الضرورية كما ننصح الأمهات بتجنب الخروج في الأيام التي تظهر فيها الرياح المتربة والرملية, مع تجنب إقتراب الأطفال من الأزهار واللعب بها أو وضعها علي الوجه. كما ننصح الأناث والسيدات بعدم وضع مستحضرات التجميل فترات طويلة علي الجلد وتجنب الخروج في الشمس وتلك المواد علي الجلد.