أسئلة كثيرة مرتبطة بـالسونار تقلق الكثير من الحوامل.. تدور كلها عن مدي أهميته, ومدي أمانه أو تأثيره علي الأم والجنين, وعدد مرات تكراره
والفرق بينه وبين الرباعي الأبعاد. د. مني أبو الغار أستاذ أمراض النساء والتوليد واخصائي طب الجنين بجامعة القاهرة توضح بداية أن السونار ليس إشعاعا كما يعتقد البعض ولكنه عبارة عن موجات فوق صوتية لا ضرر منها علي الإطلاق, وقد ظهرت في الستينيات ولم يثبت منها أي ضرر إلا بحثا أوحد في السويد ظهر في الثمانينيات ولكن عدل عن نتائجه فيما بعد. وقد ظهر السونار الثنائي الأبعاد أولا ثم الثلاثي منذ حوالي اثنتي عشرة سنة والذي يسمح برؤية الجنين مجسم. ويمكن الاكتفاء بهذين النوعين إذا كان الجهاز ذا كفاءة عالية وطبيب النساء ذا خبرة جيدة. وهناك نوعان من السونار ـ كما توضح ـ الأول المهبلي: ويتم استخدامه الشهور الثلاثة الأولي من الحمل للتأكد من أن الجنين حي وسليم, والثاني يجري علي البطن في الشهور المتبقية.
وتؤكد أن السونار آمن في جميع مراحل الحمل من أول يوم إلي آخر يوم, ولكن تنصح بعدم عمل نوع معين من السونار يسمي الدوبلر في الشهور الثلاثة الأولي وهو يقيس تدفق الدم بكثرة. وبشكل عام لا يتم إلا عند الضرورة بواسطة طبيب متخصص ولا يعرض إليه الجنين لفترة طويلة.
والهدف الأساسي من السونار الثنائي أو الثلاثي- كمستوي أول- هو الاطمئنان أن الطفل حي, وأن القياسات المختلفة له مضبوطة ومنطقية مع عمره, وأن وزنه متماش أيضا مع عمره وقياس كمية الماء الموجودة حوله, والتأكد من عمل المشيمة بكفاءة. أما الغرض من الرباعي كمستوي ثان- بمعرفة الوزن والوقت ويظهر الجنين وهو يتحرك كأنه يصور بالفيديو, وهو ليس أساسيا ولكن له فوائد قائمة علي أبحاث تثبت أن حركات الجنين في بطن أمه كالعطس أو الابتسام وغيرها تظهر بوضوح نضج الجهاز العصبي. ويقوم بها طبيب أمراض نساء متخصص في طب الجنين ليشخص العيوب الخلقية ويتأكد أن تشريح الطفل سليم. وهذا التشخيص قد يتضمن عينة من سائل الامينوس أو المشيمة في حالات الشك في عيب في الكروموزومات أو أمراض وراثية نريد تشخيصها, وقد يتضمن أيضا إعطاء علاج للأم لعلاج ضربات القلب غير المنتظمة عند الجنين أو في حالات وجود عيب خلقي ككيس في البطن أو المثانة فيتم إزالته في الرحم عن طريق موجات فوق صوتية بادخال إبر لشفط الكيس أو في حالات انسداد المسالك البولية عند الجنين.
وهناك فحصان أساسيان للسيدة الحامل لا غني عنهما: الفحص الأول عند الشهر الثالث( بين الأسبوع11 و14) والهدف منه الاطمئنان علي الجنين من ناحية الحالة العامة والتشريح وفحص خاص لاكتشاف عيوب الكروموزومات حيث يتم أخذ عينة من سائل خلف رقبة الجنين موجود بشكل طبيعي عند كل الأجنة ولكن معروف أن سمكه يزيد في الأطفال المصابة بأمراض وأشهرها الطفل المنغولي بالإضافة إلي علامات أخري نفحصها بالموجات مثل عظمة الأنف لأنه من المعروف أن60% من الأطفال المصابة بـ( متلازمة داون) لا يوجد لديهم عظمة الأنف. أما الفحص الثاني يكون عند الشهر الخامس والهدف منه هو فحص تشريحي للجنين بالتفصيل من رأسه إلي أصابع قدميه بكل أجهزته وفيه يتم اكتشاف كثير من العيوب الخلقية خاصة المميتة. وأصعب هذه العيوب في تشخيصها هي عيوب القلب وأكثرها حدوثا في نفس الوقت.
وتنصح د. مني كل السيدات الحوامل أيا كان عمرهن بإجراء السونار للاطمئنان, وتؤكد أن90% من السيدات لاتوجد لديهن أي مشاكل. ونظرا لارتفاع تكاليف هذا الفحص بسبب التقنية العالية للأجهزة الحديثة فأن معظم المستشفيات الجامعية تقدم هذه الخدمة بالمجان للسيدات من خلال أساتذة متخصصين في هذا المجال.