في الشتاء وفي سقيع أيامه القصيرة تتحول بشرة بعض أفراد الأسرة من وردية أو برونزية, خمرية أو بيضاء إلي لون مائل إلي الزرقة أو إلي الإحمرار وقد تتحول بشرة البعض الآخر بسبب زمهرير الشتاء إلي بشرة جافة مشققة تملأها البثور و الإلتهابات
ولأن شهر طوبة هو الأشد برودة, وكما قالت جداتنا كياك.. نهارك مساك..!, وطوبة يخلي الصبية كركوبة.. فقد يلجأ البعض للجلوس بجوار المدفأة حاضنا لها لايغادرها إلا تحت البطاطين واللحاف, وقد يبالغ البعض في الإستحمام وإستخدام الماء شديد السخونه, وتبالغ كثير من السيدات في وضع مساحيق التجميل الماكياج, لإخفاء هذا الشحوب الأزرق الذي طرأ فجأة علي بشرتها بمجرد إنخفاض الحرارة وزيادة السقيع, وهم لايدرون أن كل هذه الوسائل العلاجية تزيد من ضررالبشرة ويزيد الطين بله
د. محمد البنهاوي استاذ الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم بطب عين شمس وعضو الجمعية الطبية الأمريكية للأمراض الجلدية يقول: في فصل الشتاء تحدث تغيرات عديدة في الجلد ناتجة لتعرض الجلد للبرد الذي يؤدي إلي إنقباض الأوعية الدموية الطرفية, ونقص في الإفراز الدهني والعرقي, ومن متاعب الجلد في الشتاء مايسمي بلدغة أو لسعة البرد, وتحدث نتيجة لزيادة حساسية الشرايين الدقيقة بالأطراف للبرد, ممايؤدي إلي إحمرار وتورم اليدين والقدمين مصحوبا بحكة هرش تزيد حدتها عند التدفئة, وأيضا قد يسبب التعرض للبرد أو الإستحمام بماء بارد إلي حدوث نوع نادر من الأرتيكاريا تسمي أرتكاريا البرد وتظهر علي شكل درنات حمراء مصحوبة بحكة عقب تعرض المريض للبرد أو الماء البارد, أما جفاف الجلد فيعد من أبرز الظواهر الجلدية وخاصة لدي المسنين والأطفال, وهناك ظاهرة تسمي ظاهرة رينود وفيها يتغير لون الجلد من الأبيض إلي الأزرق ثم الأحمر مصحوبا بتورم الأصابع عند التعرض للبرد وهذه الظاهرة قد تكون مفتاحا لتشخيص بعض من الأمراض المناعية والباطنية, كما أن تعرض الجلد وخاصة الساقين للأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الدفايات المدفأة ولفترات طويلة يؤدي إلي حدوث إحمرار وبقع جلديه وأحيانا تقرحات بجلد الساقين, أيضا قد ينتج عن جفاف الجلد حدوث حساسية جلدية بالجسم نتيجة لإرتداء كثير من الناس الملابس المصنعة من الألياف الصناعية والتي يلجأون إليها لحمايتهم من البرد, وقد تحدث حساسية الجلد لبعض من النساء- وفي منطقة الوجه بالذات- وهؤلاء اللاتي يبالغن في إستخدام الماكياج ومستحضرات التجميل والعطور, وعلي العكس من ذلك فهناك بعض من أمراض الجلد قد تتحسن في فصل الشتاء مثل: إلتهابات ثنايا الجلد وخاصة في البدناء, وتينيا الفخذين والتنيا الملونة, وتينيا القدمين.
ويقدم لنا د. بنهاوي بعض من الإرشادات والنصائح للحفاظ علي سلامة الجلد في الشتاء.
< الحرص علي تناول غذاء صحي متوازن.
< تدفئة المنزل وإرتداء الملابس الصوفية المناسبة للبرد وخاصة للأطفال وكبار السن.
< المداومة علي ترطيب البشرة وخاصة لذوي الجلد الجاف والأطفال المصابون بالأكزيما الوراثية.
< عدم إفراط الفتيات والسيدات في إستخدام الماكياج ومستحضرات التجميل, مع ضرورة تنظيف البشرة وإزالة أية مساحيق تجميلية قبل النوم, وينصح المرضي الذين يعانون من لسعة البرد بإرتداء الملابس الصوفية المناسبة للبرد, وإرتداء جوارب وقفازات صوفية وتدفئة مكان التواجد, والإقلاع عن التدخين,والسير مدة من ربع ساعة إلي نصف ساعة, وإستخدام أقراص موسعة للأوعية الدموية.
< تفادي وضع المدفأة بجوار القدمين والساقين خاصة في مرضي السكر وكبار السن, ومن يعانون من قصور بالدورة الدموية الطرفية.
< عدم الإفراط في إستخدام الصابون والماء الساخن لتفادي حدوث القشف وجفاف البشرة.
< يمكن التخلص من قشر الشعر الذي يزداد في الشتاء بإستعمال الشامبو الطبي الملائم لعلاج قشر الشعر.
< حمام الأطفال المصابون بالأكزيما الوراثية وجفاف الجلد الشديد يكون بمعدل مرة إلي مرتين في الأسبوع علي الأكثر, ويجب أن يوضع الكريم المرطب علي كامل الجسم فور الإنتهاء من الإستحمام.
وأخيرا عدم تعاطي فيتامين (أ) أقراص بدون إستشارة طبية, حيث يعتقد عامة الناس أن هذا الفيتامين وحده هو المسئول عن نضارة وسلامة الجلد والبشرة, ويمكن الحصول علي الفيتامينات بتناول الخضروات والفواكه الطازجة.