من المعروف أن شعر المرأة هو نصف جمالها، وبالتالي يستحوذ على الكثير من اهتمامها. ومن المعروف أيضا أن المرأة المواكبة للموضة هي الأكثر جرأة في تغيير إطلالاتها فيما يتعلق بالأزياء والماكياج، لكن عندما يتعلق الأمر بقصات الشعر، فإن هذه الجرأة تقل، خوفا من الندم خصوصا أن تطويل الشعر ليس بنفس سهولة وسرعة قصه. لكن، على ما يبدو، فإن هذا الخوف لا يخامر نجمات هوليوود، وقرارات قص شعرهن لا تعترف بالحلول الوسط، وفي الغالب يكون جذريا، لا يتطلب سوى مقص خبير. وما علينا إلا أن نرجع بذاكرتنا إلى الوراء لنرى مدى قدرة بعضهن على التغيير الجذري جريا وراء إطلالة جديدة ولافتة. ولحسن الحظ أن الأغلبية يكتسبن أنوثة أكبر ونضجا مختلفا عما كن عليه بشعرهن الطويل، على عكس المتداول؛ بأن الشعر القصير يناسب المرأة الأربعينية وما فوق أكثر.
في 2006، وعندما بلغت الممثلة الإنجليزية كيرا نايتلي عامها العشرين، قررت التخلي عن مظهرها الطفولي بقص شعرها الأسود الطويل وتحويله إلى شعر أشقر قصير أقرب إلى إطلالة النجمات. ولا شك أن التسريحة الجديدة حينها، كانت مميزة ومواكبة للموضة، ولكن مع نهاية العام كان قد بلغ شعرها مجددا حد كتفيها.
النجمة التي أبدعت في دورها الرومانسي الشهير في فيلم «A walk to remember» ماندي مور هي الأخرى قررت أن تخرج من إطار الهدوء والرومانسية إلى إطلالة أكثر نضجا وإغراء، فاعتمدت قصة قصيرة اعتبرت بمثابة بوابة دخولها إلى عالم الكبار. كان ذلك في عام 2004.
في عام 2010، وبعد انتهاء سلسلة أفلام «هاري بوتر»، قررت إيما واتسون أن تخرج من إطار المراهقة، فاعتمدت الشعر القصير الذي يعتبر فألا طيبا لها، فالممثلة التي أصبحت في العام 2009 الأغلى أجرا في هوليوود، تحولت اليوم إلى أيقونة موضة، بعد أن أصبحت الوجه الإعلاني لـ«Burberry»، ونجمة غلاف مجلة «Vogue».
نجمة «أليس في بلاد العجائب»، الأسترالية ميا واسيكوسكا، فقدت براءتها الطفولية، عندما قصت شعرها الأشقر في عام 2009، وظهرت أكبر سنا في تسريحتها الجديدة. وفي العام نفسه ضحت الممثلة الأميركية، ميشيل ويليامز، بخصلاتها الذهبية المتطايرة، واعتمدت تسريحة رجالية قصيرة جدا، والظاهر أن النجمتين استوحيتا تسريحتيهما من نجمة الستينيات جان سيبيرغ، هذه النجمة التي ظهرت في فيلم «بريثليس» الفرنسي لغودار، الذي أطلق في 1960، والتي تحولت إلى أيقونة جمال عالمية. ويبقى أسلوبها في اختيار ثيابها وطلتها الذي تميزت به عصريا حتى يومنا هذا.
أما النجمة السمراء، هالي بيري، فأجرت نقلة نوعية في مظهرها، عندما قررت التخلي عن شعرها المجعد الطويل، وأن تستبدل به قصة قصيرة جدا أظهرت جمال وجهها اللوزي.
بتشجيع من صديقها لاعب كرة القدم، وايني بريدج، قررت المغنية الإنجليزية، فرانكي ساندفورد، قص شعرها وتغيير إطلالتها من الشعر الأسود الطويل المتموج والغرة الجانبية إلى البني القصير، ولقد أحسنت الاختيار بهذا القرار لأنها ظهرت أكثر إشراقا وألقا. على عكس هايدن باناتيير التي لم تأخذ القرار الأنسب في عام 2010، حين قصت خصلاتها المتموجة الشقراء، فإطلالتها لم تكن موفقة، لأن الشعر الأشقر الطويل كان أكثر ملاءمة لها من الغامق القصير، الذي أفقدها جزءا من بريقها وتألقها.
وفي قصة شعرها القصيرة الجذابة، التي اعتمدتها في أواخر التسعينات، ظهرت العارضة البريطانية، كايت موس، شبيهة بنجمة الستينات، ميا فارو. أما الفنانة الشاملة والمتعددة المواهب، داني مينوغ، فهي من أكثر اللواتي ناسبهن الشعر القصير.
في بداية مشوارها الفني، كانت النجمة فيكتوريا بيكام من أكثر اللواتي يعتمدن على خصلات الشعر المستعارة الطويلة، ولكن بعد الضرر التي أحدثته هذه الخصلات في فروة رأسها، قررت زوجة ديفيد بيكام أن تعتمد قصة قصيرة تناسب ملامح وجهها الناعمة. على العكس منها، لم تحز الممثلة الأميركية الحائزة على أكثر من 20 جائزة، كريستين ستيوارت، على الإعجاب عندما قصت شعرها وغيرت إطلالتها في عام 2009، فالشعر القصير أعطاها طابعا غير جذاب.
أما حين أخذت الممثلة الأميركية، كايتي هولمز، قرارها الجريء بقص شعرها في عام 2008، فقد ظهر أكبر سنا وأكثر نضجا. وعلى ما يبدو، فإن زوجة توم كروز لاحظت ذلك، ولم يرق لها الأمر فقررت العودة إلى أسلوبها القديم. أما ريهانا، أكثر النجمات شهرة بتغيير وتبديل تسريحات الشعر، فظهرت في بداياتها الفنية بالشعر الطويل المنسدل، لتحدث تغييرا دراماتيكيا في عام 2007، بتبنيها قصة قصيرة زادتها جمالا.
إلى جانب كل هؤلاء لا يمكن أن ننسى أن أكثر النجمات التي اشتهرت بشعرها القصير الذي أبرز ملامحها الدقيقة والناعمة، النجمة الأميركية وينونا رايدر وميا فارو في الستينات وغيرهما من أيقونات الجمال والسينما.