عبق الأندلس صاغه المصمم قاسم القاسم، تقاسيم فنية عربية تنقل إلى عباءات “شالكي” بريقاً من جمال أفرزه التصميم وروعة الذوق وروح الأصالة العربية العريقة، فتحوّلت تلك الدهشة إلى مجموعة أخاذة من العباءات، شكلت مجموعة خريف وشتاء 2011-2012 المستوحاة من الحنين إلى الحضارة الأندلسية.
مجموعة خريف وشتاء 2011-2012 للمصمم قاسم القاسم قدمت على شكل قطع فنية بالغة الروعة، حيث ترك كل منها انطباعاً خاصاً من العراقة والأناقة، فبدت مرنة لناحية التصميم، إذ ابتعد المصمم عن اللغة الفنية العربية الكلاسيكية، واستعاض عنها بتصميم ناعم مقتبس من البيئة الإسبانية، عاملاً على مزج الحضارة بلمسات فنية جعلتها تصاميم أنيقة ومبتكرة.
أقمشة المجموعة، بدت غير مألوفة بانسيابيتها وجمالها، حيث طوّع القاسم أقمشة الحرير والموسلين والتول والجورجيت والدانتيل والتافتا، لتلتقي مع قصات فريدة ميّزت كل تصميم وجعلته مستقلاً لناحية الأطراف الفضفاضة التي تتيح حرية التحرك، إما لناحية القبة والأكمام المهدلة، أو لناحية الانسيابية من الأعلى حتى أخمص القدمين.
أما الألوان، فبدت حيوية، ومميزة بألوانها المفعمة بالسحر والتناسق، وهي المصبوغة خصيصاً في دار شالكي، والمنوعة بين الأحمر والأخصر الفاتح والليلكي والأصفر. وبدت جميعها مشكوكة بتطريز شرقي فريد موظف باحترافية وفن يدهش النظر، ويحاكي ليالي المجد في الأندلس.
ولعل الورود المقتبسة من البيئة الإسبانية في ذلك العصر، والمطرزة بكافة الأشكال والأحجام على الأكمام وأذيال العباءات، والتي تمتد حيناً من الصدر إلى الأسفل على شكل لوحات فنية، خير دليل على إبهار التطريز الشرقي المطعم بالروح الأوروبية في تصاميم تطبع الأناقة على إطلالة المرأة العربية.
وتعليقاً على إصداره المجموعة الجديدة، اعتبر المصمّم القاسم أنّه تعمّد في هذه التشكيلة إرضاء كافة الأذواق، بحيث اختلفت كلّ عباءة عن الثانية، وأضاف “لم ننسَ المرأة الممتلئة، وقد جهّزت تشكيلة إضافيّة من العباءات ذات المقاسات الكبيرة، بنفس القصّة والتطريز”.
وعمّا إذا كانت المرأة الخليجيّة هي الأكثر اهتماماً بالعباءات، نفى القاسم ذلك، مؤكداً أنّ ثمّة إقبالاً كثيفاً على شراء العباءات من قبل السيدّات اللبنانيّات، وأيضاً الأردنيّات والسوريات، وكذلك المرأة الأجنبيّة بحيث يتلقى طلبات عدّة من أوروبا. وأضاف في هذا الخصوص “تندهش السيّدة الأوروبيّة بالعباءات الخليجية، وتعتبرها موضة عصريّة، ونلاحظ ذلك من خلال الإقبال الكثيف منهنّ على شراء العباءات بموديلات مختلفة”.