الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب والذي وصل جرامه لأكثر من‏300‏ جنيه‏,‏ دفع مجموعة من الشباب لاطلاق حملة علي الفيس بوك تدعو لالغاء الشبكة والحملة بعنوان معنديش غير دبلتين‏..‏ الحملة القومية لالغاء الشبكة‏.‏

وواقع الحال يكشف أن أغلب المقبلين علي الزواج يكتفون بدبلة واحدة ذهب والأخري فضة ومنهم الشاب أحمد إبراهيم والذي قال إن أهل زوجته كانوا أولاد حلال لذلك وافقوا بالدبلة فقط ولضيق ذات اليد ولغلاء الاسعار اضطر إلي شراء دبلة للعروس ذهب وله دبلة فضة ولكنهم اتفقوا علي شراء شبكة بعد الزواج عندما يتحسن دخله.


جورج اسحاق محاسب قال إنه اضطر إلي تأجيل زواجه بسبب عدم موافقة أهل عروسه علي التنازل عن شراء شبكة عيار12 حتي لا يشعروا بأن ابنتهم أقل من بنات العائلة اللاتي سبقنها في الزواج.
 

ولاء حسن طالبة بكلية الطب أشارت إلي أنها من الممكن أن تستغني عن الشبكة لأنها من العادات القديمة ومستاءة منها لأن معظم الشباب الآن موارده محدودة… كما أنها ترفض الزواج من رجل يكبرها في السن حتي يكون مستعدا ماديا.
أمل محمود أم لثلاث بنات تقول: لابد من الشبكة للبنت لأن الذهب يعتبر آمانا للزمن فلوس مركونة لوقت الحاجة لذلك لابد أن تكون الشبكة غوايش عيار12.


أما سماح عبد التواب موظفة, أكدت أنها تزوجت بشبكة من الذهب الصيني لزوم التصوير.
تجار الذهب أكدوا أن الذهب الصيني ليس ذهبا ولكنه عبارة عن اكسسوارات مصنوعة من النحاس والألومنيوم يتم طلاؤها بماء ذهب وهو أقل من الذهب ويباع بالقطعة وليس بالجرام ويختلف سعر القطعة باختلاف الشكل والتصميم ولكن يتغير لونه مع مرور الوقت أو عند تعرضه للماء أو العطور لأن بها نسبة كحول, وهذا لا يحدث مع الذهب.


أما الفرق بين الذهب الأبيض البلاتين والفضة أن الذهب الأبيض معدن ثمين يميل لونه إلي اللون الرمادي وهو أقوي من معدن الحديد وله مرونة الذهب في التصنيع وتصل قيمة الذهب الأبيض إلي حوالي ضعف قيمة الذهب الأصفر.
صلاح بركة صاحب محل ذهب يقول: لم يعد أحد يشتري شبكة إلا نادرا لأن الشبكة المتوسطة يصل سعرها الآن إلي حوالي20 ألف جنيه لذلك يلجأ العروسان إلي شراء دبلة وتوينز وأغلب الطبقات المتوسطة أصبحت تكتفي بذلك أويلجأ البعض إلي تجميع شبكة خفيفة الوزن تتكون من خاتم ومحبس وانسيال خفيف وان كانت بعض العائلات مازالت تتمسك بالعادات القديمة في شراء الشبكة ولكن ليس بمبلغ معين ويكفي عدد محدود من الجرامات.


وأشار مدحت جرجس صاحب محل ذهب إلي أن هناك بعض المواقف الطريفة التي حدثت في عمله في أثناء شراء الشبكة ومنها ما مر بسلام ومنها ما انقلب بغم وهي أن العروس تدخل المحل وتختار الشبكة وعندما يعلم العريس بسعرها يأخذها خارج المحل وقد يعود أو لا يعود.
د. السيد حنفي أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق يشرح أن شراء الشبكة ما هي إلا ثقافات موروثة ترتبط بالقيمة المادية لمكانة الفتاة عند العريس, وتختلف من الحضر إلي البدو إلي المدينة وتكون أشد قوة وصلابة في العائلات المرتبطة بالمنطقة القبلية التي ترتبط بالتفاخر بما يقدم للعروس.. وهذه العادة مازالت طاغية في علاقات النسب بل وتعتبر السبب الرئيسي في احجام بعض الشباب عن التقدم للزواج نتيجة لهذه المعوقات المادية التي قد تحول دون اتمام الزواج.


وأضاف د. حنفي أن بعض الأسر استعاضت عن شراء الشبكة باشياء رمزية وايداع قيمتها كنوع من أنواع سندات الاستثمار في البناء الأسري مثل الاستفادة بثمنها في شراء السلع المعمرة أو وضع مبلغ في البنك أو شراء شهادات استثمار باسمها.ويؤكد أنه في ظل المتغيرات الاقتصادية وغلاء الأسعار والندرة في المساكن وتكاليف الحياة المعيشية يجب النظرة الموضوعية بعدم المغالاة في هذا الطلب الاقتصادي المعوق لمسيرة الحياة الأسرية وأن يتم تغيير هذه النظرة بالخطاب الديني بناء علي وعي ثقافي جديد يتمشي مع متطلبات الحياة المعاصرة.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *