المرأة السيناوية كانت تعاني في ظل النظام السابق من مشاكل كثيرة, لذلك فهي من أكثر الفئات التي سعدت بقيام ثورة25 يناير.. ولكن يا فرحة ما تمت فهذه السعادة لم تكتمل لأنها خسرت الكثير من المكاسب التي كانت قد بدأت تجني ثمارها,
فالمرأة أصبحت في الانتخابات البرلمانية مجرد كمالة عدد كما تقول مني برهوم الناشطة السياسية السيناوية, موضحة أن الأحزاب وضعت أسماء المرشحات في ذيول القوائم, وبالتالي فإن برلمان 2012سيكون خاليا من النساء إلا القليل منهن.. وتؤكد مني أنها لا تقصد من كلامها أن الوضع قبل الثورة كان أفضل, ولكن الصراعات بين مختلف الفصائل أدت إلي تجاهل دور المرأة التي هي نصف المجتمع والتي شاركت في الثورة, خاصة المرأة السيناوية التي كان لها مواقف مشرفة أثناء الانفلات الأمني.. وتتساءل مني: لماذا يسعي البعض للعودة بتمثيل المرأة في البرلمان إلي ما قبل سنة1956, حيث لم يكن لها وجود؟. ويتفق رأي ثناء مصطفي جلبانة المدير العام بالهيئة العامة للاستعلامات بالعريش ورئيس مجلس ادارة الهلال الأحمرمع رأي مني فتقول: لقد استبشرنا بالثورة خيرا وقلنا ستتغير أحوالنا, ولكن للأسف المجتمع الذكوري السائد في سيناء رفض ترك أي مقعد للمرأة في البرلمان وكان ترشيحها في القوائم من باب تجميل الصورة فقط, كما تتأسف ثناء لأن الثورة لم تغير في أحوال المرأة عامة والسيناوية علي وجه الخصوص.. فبالنسبة لحقوق المرأة الوظيفية فلا تزال الأولوية للرجل في الحصول علي المراكز العليا بصرف النظر عن الكفاءة.. فخلال الأشهر التسعة الماضية زادت الصراعات والخلافات, وبالرغم من افتقاد محافظتي سيناء للأمن إلا أن المرأة السيناوية استمرت تؤدي دورها ولم تتخاذل.
وتوضح هدي منسي رئيس مجلس ادارة جمعية شباب المستقبل بالطور أن المرأة في جنوب سيناء شأنها شأن بنات وسيدات مصر جميعا, تأثرت بما يدور حولها, مؤكدة ان المطلب الرئيسي هو ديمقراطية حقيقية وانتهاء الوقفات الاحتجاجية التي أثرت علي الاقتصاد المصري خاصة في جنوب سيناء, حيث حدث كساد سياحي أثر علي معظم أهل المحافظة الذين يعتمدون للحصول علي دخل علي تسويق المنتجات السيناوية المستوحاة من التراث كالملابس والاكسسوارات.. كذلك تأثر النشاط الاجتماعي بسبب الموقف الذي أخذته الثورة من المجالس النسائية مثل المجلس القومي للأمومة والطفولة والمجلس القومي للمرأة, حيث ظلم الجميع بسبب القيادات النسائية السابقة للمجلسين..ثم تستطرد: نحن مجرد ناشطات اجتماعيات نعمل من أجل رفعة المرأة السيناوية في الوديان والتجمعات بمحو أميتهن واستخراج الرقم القومي لهن وتوثيق أوراق زواجهن ايضا.
وفي النهاية فإن حصاد عام2011 بالنسبة للمرأة السيناوية من وجهة نظر ناعسة ابراهيم رفيع عضو جمعية احنا مصر بجنوب سيناء ضعيف جدا بسبب الضعف الذي أصاب الجمعيات الأهلية.. فقد كان العبء الأكبر علي هذه الجمعيات في مساعدة السيناويات.. فقد كانت تلك الجمعيات تقوم بعمل دورات تدريبية للفتيات لتخريج قيادات نسائية متعلمة وواعية بدورها في المجتمع وتفهم معني العمل السياسي, وأن لها تأثيرا كبيرا علي المجتمع, وأنها قوة ضاربة في الانتخابات لأن عدد أصوات النساء لا يستهان به.. وترجح ناعسة ان عمل الجمعيات تضاءل بسبب ضعف التمويل مما أدي إلي توقف الدورات التدريبية تقريبا للتدريب النساء علي الحرف التي كانت تفتح لهن مجالا للعمل وكسب الرزق.