أينما حل الفن والجمال والتميز والرقي والرومانسية تحلق المصممة اللبنانية رشا مهدي بروحها وأفكارها وأحلامها لتخزن في ذاكرتها ما تستطيع من مشاهد، وتصبها في بحر إبداعاتها في التصميم، فهي تعيش مع كل عباءة تصممها حالة من العشق والوله الذي يمطر إبداعاً وتألقاً وسحراً، لذلك اختارت أن تسمي مجموعتها الأخيرة لربيع وصيف 2012 باسم “قصة عشق”، لتترجم من خلاله حكايتها التي بدأت منذ 4 سنوات في تصميم العباءة.
و لا تزال المصممة رشا مهدي تحافظ على الخط الذي اختارته لنفسها في تصميم العباءات، والذي تركز فيه على إبراز أنوثة المرأة في إطار الحشمة، وعلى المزج بين الذوقين اللبناني والخليجي وهو ما بدا واضحاً في مجموعتها الأخيرة لموسمي ربيع وصيف 2012 والتي أطلقت عليها اسم “قصة عشق”.
متعة التصميم
إلى ذلك، تقول مهدي “تصاميمي تعبر عن شخصيتي والإحساس الذي أشعر به تجاه معشوقتي العباءة، التي أمنحها وقتي وتفكيري، فمع كل عباءة أشعر بمتعة في البحث والتفكير والتصميم، وأعمل جاهدة على أن أتفنن في عملي حتى أشجع كل امرأة على لبس العباءة، وأدخل إلى نفسها الإحساس بالتجدد دون أن تتخلى عن حشمتها ووقارها، ولن يتم ذلك إذا لم أبتكر لها ما يقنعها ويرضي رغباتها ويشعرها بجمالها وثقتها بنفسها، سواء كان ذلك في اختياري للقصات، أم الألوان التي أدخلها إلى العباءة أم بالأحجار التي أختارها بعناية لأرضي في النهاية جميع الأذواق”.
وتشير مهدي إلى مدى سعادتها، وهي ترى الأفكار التي تخيلتها تطبق على أرض الواقع، لتسجل كل عباءة نفذت أول خطوات نجاحها، ويتعاظم هذا النجاح وذاك الشعور، عندما تأتي الزبونات إليها ويعجبن بما صممته، ما يدعم إبداعاتها ويدفعها نحو الاستمرارية خصوصا في ظل التنافس الكبير الذي يزداد يوما بعد يوم في عالم تصميم العباءة، واختلاف الأذواق وصعوبة إرضائها مجتمعة.
وتميزت مجموعة “قصة عشق” باعتمادها على القصة الكلاسيكية التي تتخذ خطاً مستقيماً على الجسم مع تطوير هذه القصة لتصبح أكثر عصرية وحداثة، والسبب في التركيز على هذه القصة أن المصممة أرادت أن تخدم زبوناتها، وذلك بتقديم عباءات لهن لا تذهب موضتها، ويمكن أن تلبس لعدة سنوات مهما تبدلت وتغيرت الموضة الدارجة لا تنتهي صلاحيتها.
سمة التطور
بالنسبة للإضافات التي أدخلتها مهدي إلى العباءة الكلاسيكية ومنحتها سمة التطور والحداثة، تقول “حاولت قماش الندى الذي هو أصل العباءة بأقمشة أخرى كالحرير الطبيعي والشيفون المعرق والسادة والدانتيل الفرنسي، حيث جعلت هذه الأقمشة تتداخل بصورة فنية أعطت ثراء وغنى للعباءة، وأضفت الأحجار الطبيعية والفصوص اللامعة وركزت كثيرا على التطريزات المصنوعة على الماكينة، وطعمتها بالتطريز اليدوي الذي يحتاج الكثير من الوقت والجهد، لكنها في النهاية تجعل العباءة غير قابلة للتقليد، وتمنحها سمة الفخامة، كما أدخلت الجيوب الخارجية على العباءة، ومشيت مع الموضة الدارجة في موضوع الحزام الذي يخصر العباءة واستخدمته بعدة موديلات أو طرق، حيث أبرزت الحزام في بعض العباءات وجعلته خارجياً أو داخلياً، منفصلاً أو ملتصقاً بالعباءة مطرزاً كلياً أو جزئياً”. وتضيف “السمة الأجمل أنني جعلت من هذا الحزام وسيلة لتحويل العباءة من عباءة نهارية إلى عباءة مناسبات، وأنصح السيدات أو الفتيات بعدم وضع الحزام أثناء النهار، أو في العمل أو السوق ووضعه عند الذهاب إلى جمعات نسائية أو حفلات أو مناسبات، لأن لهذا الحزام ميزة رائعة وهي أنه يبرز نحافة الخصر ويعطي أنوثة وجمالا”.
تعترف مهدي بأنها تميل إلى إدخال الألوان إلى العباءة، سواء كانت عباءة نهارية أو عباءة مناسبات، وذلك لأنها تعتبر أن الألوان تكسر حدة سواد العباءة وتنعشها، لكنها في ذاته الوقت لا تستغني عن تصميم العباءة السوداء، حيث يكون تطريزها أو شكها كله أسود، ولا تستغني أيضا عن وجود القصات الواسعة في كل مجموعة لترضي كل الأذواق حتى لو كانت السمة البارزة في هذه المجموعة هي سمة القصة الكلاسيكية.
وترفض مهدي أن تقيد نفسها بلون معين يسيطر على عباءاتها، بل تختار عدة ألوان دون أن تذهب عن الموضة بعيدة، حيث إن الموضة الدارجة في هذا الوقت هي الألوان الفلاشية الصارخة، لذا حاولت أن تدخل لوناً صارخاً وتكسره بلون هادئ، فتجد لديها درجات الأزرق والتركواز والزهري والأحمر والذهبي.