رفيعة بن دري مصمّمة أزياء إماراتية واعدة، بدأت انطلاقتها الأولى في عالم الموضة منذ فترة التسعينات من القرن الماضي، فرسمت لنفسها خط مميزاً يعبّر عن مفهومها الخاص للأناقة الخليجية، فقدمت وعلى مدى سنوات، نماذج خلاقة ومبتكرة لزي العباءة والشيلة، مستلهمةً من التراث كل عناصر الجمال، ومضيفة من بنات أفكارها لمسات الحداثة الفخامة والإبهار. لعل تخصص رفيعة بن دري في مجال تصميم العباءة والشيلة في ذلك الوقت لم يأت وليد المصادفة، إنما كان نتاج فكر واع وإدراك مطلع بحاجة السوق وتعطشه لهذا النوع من الأزياء، لتبدأ بن دري وبذكائها الفطري مشوار العمر والطموح، وتنطلق من بوتيكها الأول في مدينة العين آنذاك والذي أسمته “موزان”، وهو أرقى أنواع اللؤلؤ تيمنا بابنتها الكبرى موزة.

حيث اعتمدت بن دري على أصولها العربية وما تربت عليه من الاعتزاز بقيم العادات والتقاليد، لتكون من أوائل المصممات الخليجيات اللواتي مازجن بذكاء ما بين خصوصية الذوق الشرقي والعربي وبين مواكبة أحدث اتجاهات الموضة العالمية في حقل تصميم العباءة، وهي تعبّر عن نهجها قائلة “منذ البدايات اخترت لنفسي التفرد، فعملت على تثقيف ذاتي في مجال الأناقة وفن الأزياء، لأتابع مراحل وسمات تطور خطوط المصممين الكبار، مستلهمةً من تراثنا العربيّ وثقافتنا الشرقية كل عناصر الأصالة والجمال، لتأتي خطواتي بعد ذلك واثقة وحثيثة، معتمدةً على التقدم الفني والتطور المهني مع الثقل المادي، الذي جعل من عباءات “موزان” قيمة فنية ملموسة ومرئية”.

وتمكنت بن دري من التميز في عالم تصميم العباءة والشيلة الخليجية، لما تتمتع به من حس الذوق العالي وروح الريادة التي هيئتها لتزاوج ما بين عشقها للأناقة والموضة وبين عالم المال والأعمال، مكونة فريق عمل متكامل ومحترف، أدارته بجدارة وتمّكن، جامعةً نخبة من حرفييّ الخياطة وفنانيّ الشك والتطريز، ليترجموا لها أفكارها الخلاقّة وشغفها بكل ما هو أنيق ومختلف.

إلى ذلك، تقول “لا شك في أن النهضة الفنية والعمرانية التي بدأت منذ أعوام في ربوع الإمارات بشكل عام، هي من ضمن أسباب ظهوري ونجاحي كمصممّة وسيدة أعمال، فالدعم والتشجيع الذي نحصل عليه من حكامنا الكرام كمواطنات شركاء نساهم في عملية بناء مجتمعنا واقتصادنا، هو المحرك وراء ظهور العديد من سيدات الأعمال الناجحات في الدولة، واللواتي أثبتن بالفعل بأنهن عناصر فعالة ومؤثرة في بناء الحراك الاقتصادي والوعي الثقافي في عموم المجتمع، وهذه كلها مقومات وأرضيات صالحة لانطلاقة أي سيدة وفي أي مجال، وأنا اعتبر نفسي من المحظوظات، لأني أنتمي لهذه الدولة الفتية التي تدعم بناتها وأبناءها في كل المجالات وعلى الصعد كافة”.

في كل موسم تسابق بن دري الزمن، لتبتدع مجموعات مختارة وجديدة من العباءات الخليجية الراقية، تلك التي تتسم بالجرأة المدروسة والخيال الفني البديع، لتنفّذها بقصّات انسيابية مبتكرة، وبتكلف وغنى بالتفاصيل، معتمدة على ترف الخامات والأقمشة الوثيرة، مع حضور لافت لمطرزات يدوية وألوان منتقاة تعبّر عن حب الحياة وحميمية المشاعر، وتقسم مجموعة عباءاتها إلى ثلاث فئات مختلفات هي موزان، ومس موزان، وموزان الحصرية.

وهي تعلل ذلك، تقول “تتضمن كل فئة من الفئات الثلاث تشكيلة معينة من القطع والموديلات، استهدف بها قطاع معينا ومختلفا من النساء، ولكنها في مجموعها العام تأتي منسجمة ومتسقة، حيث تشي بتصميمات راقية ومثيرة لعباءات خليجية سوداء تلف القوام بترف ودلال، لتمنح من ترتديها مزيدا من الرشاقة وبعضا من الطول، وتتمتع بحس رقيق من الإغواء المدروس ولكن ضمن إطار وقور ومحتشم، يرسم خطوطا وقصّات تتسم بالانسيابية والراحة، وتعكس أنماطا غير اعتيادية من العباءات، منها النهارية والعملية المخصصة لأوقات النهار والاستخدام اليومي من طراز “السمارت كاجول”، ومنها الرسمي والراقي اللذان يناسبان الأمسيات وغرف الاجتماعات، مع باقات أخرى خاصة وحصرية من عباءة “الهوت كوتور” أخصصها للحفلات والمناسبات السعيدة”.

وتضيف “لمجموعة موسمي رمضان والعيد المباركين، صممت أشكالا مبتكرة وجديدة من العباءات، ميزتها بموديلات متكلفة، وأعطيتها شخصية وثقلاً خاصاً، بعضها تركتها مرتاحة وفضفاضة لتنتهي بأكمام مدهشة، وأخرى جعلتها أقرب لتصميم الفستان أو التايور الغربي، مع حزام عريض يحتضن الخصر، ولم أنس أن أضيف عليها مزيدا من الألق والثراء، لأغنيها بشغل يدوي دقيق، وبراعم وزهور متلألئة بأطياف من الأحجار والكريستالات مع زخارف ونقشات مطرزة بخيوط من الفضة والذهب”.

Avatar photo

By حواء مصر

محررة موقع حواء مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *